حادثة تعليم جازان... التعليم بالدم!

الاحد - 14 فبراير 2016

Sun - 14 Feb 2016

كل المؤشرات المستخلصة من الميدان تدل على كبر حجم الجريمة التي حدثت بمكتب تعليم الدائر بمنطقة جازان، وهي الجريمة التي تناقلت أخبارها المواقع الإعلامية بشيء من التفصيل المنتهي إلى مقتل ستة أشخاص وجرح آخرين، كلهم من العاملين في مكتب التعليم على يد أحد زملائهم.

نعم مثل هذا النوع من الجرائم التي يحيط بظاهرها سياج من الإصرار والترصد لا يأتي دون محركات أو دوافع، التحليل النفسي قد يأخذ مكانه استنادا على الجانب النظري.. وروايات الشهود أو المقربين من الأطراف هي الأخرى قد تتقاطع مع ذلك ويبقى في كل الأحوال أن العنف في مواقع العمل يدق أطنابه تارة هنا وتارة هناك. نعم في الذاكرة الإعلامية مشاهد متنوعة لهذا النوع من العنف شئنا أم أبينا.

أحداث كثيرة عبرت، واستقرت في مواقع العمل وطوتها الأيام. كتبت في غير مكان عن الحوادث الجنائية في مواقع العمل وقلت آنذاك أن المسألة «خطوة أولى خراب» في طريق سكينة البيئة المهنية وقبلها السكينة العامة في الأصل، أيضا كتبت هنا عن بعض قضايا العنف على خلفية توالي الأحداث في مقرات العمل الرسمية واستشهدت بأكثر من قضية كما أظن الآن. حاولت وقتها وما زلت وبقدر المستطاع أن ألفت نظر القيادات الإدارية إلى بواعث هذه الحوادث وتداعياتها ليت وعسى أن يبحث الأمر وتجمع المعلومات ويتم تحليلها لمعرفة حقيقة مؤشرها تمهيدا للسيطرة على المسببات التي تنتج هذا النوع من القضايا.

اليوم وبعد أن أقدم معلم على حمل السلاح الرشاش وقتل - في وضح النهار - عدد 6 من زملائه العاملين 3 مشرفين و3 مفتشين إضافة إلى جرح آخرين في مكتب الإشراف التعليمي بمكتب إشراف الدائر بتعليم جازان، ماذا يمكن أن نقول!؟ وقد تناولت المواقع الإعلامية حديث أحد زملاء المعلم الجاني تعليقا على الحادثة، حيث قال «إن المعلم الذي ارتكب الجريمة كان يتعرض للسخرية والضغط الكبير من قبل العاملين بمكتب الإشراف، وإنه - أي المعلم الجاني - كان قد تحمل الكثير وإنهم أوصلوه إلى درجة كبيرة من الغليان بسبب السخرية والضغط عليه وتهديده بنقله إلى أماكن نائية».

نعم كل ذلك لا يبرد من سخونة الجريمة ولا يبرر حدوثها من الأساس، لكن هل يجوز اعتباره إن صح ضبطه خارج حسابات الدوافع والأسباب؟ الإجابة عندكم وبكم يتجدد اللقاء.