عبدالله المزهر

إعادة انتشار ليس إلا!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الخميس - 11 فبراير 2016

Thu - 11 Feb 2016

حتى وإن رغبت أن تمنع نفسك من متابعة الأخبار والأحداث السياسية فإن هذا الترف ليس متاحاً بالسهولة التي تتوقعها، وليس في مقدورك فعله ولا تستطيع الانفكاك والخلاص من أفعال وأقوال الساسة والسياسيين، وإن لم تمسّك الأفعال السياسية بشكل مباشر، فإن أقوال أهل السياسة ستصلك ولو كنت في بيداء خالية من البشر!

يقول وليد المعلم وزير خارجية ما تبقى من النظام السوري إنهم لن يقبلوا بأي تدخل أجنبي في سوريا، وأنهم سيعيدون من يتدخل في صناديق، مع أن الذين ألمحوا بالتدخل قالوا إنهم سيقاتلون داعش التي يفترض ـ كما يقال ـ أنها عدو النظام السوري.

وقد أوردت هذا التصريح الجميل للسيد المعلم لبيان أن أحاديث أهل السياسة ليست كئيبة كلها، وأن فيها جانبا إيجابيا، ولذلك فإني أنصح المبتلين بسماع أحاديث وأخبار أهل السياسة ألا يأخذوها على محمل الجد، وأن يعتبروها مجرد فقرات كوميدية وفواصل مرحة تعينهم على وجع الحياة!

عدد جنسيات المقاتلين في سوريا أكثر من عدد الجنسيات التي تمثل الدول التابعة للاتحاد الدولي لكرة القدم، وأكثر من عدد الجنسيات في هيئة الأمم المتحدة نفسها، ولذك حين تسمع الأخ المعلم يقول إنه لن يسمح بالتدخل في سوريا فإنك يجب أن تفهم أن هدفه هو أن تبتسم لأن الحياة لا تستحق أن تعيشها غاضبا من تصريح سياسي!

وعلى أي حال..

كان في سوريا مسرح ساخر جميل، وكان السوريون ـ وما زالوا ـ مبدعين في المسرح السياسي، لكن الراسخين في الفن الساخر تحولوا إلى كائنات بغيضة ـ دريد مثالا ـ فيما تحول السياسيون إلى كائنات مضحكة ـ المعلم مثالاً ـ وهذا مؤشر جيد على أن السخرية لم تنقرض في الشام، ولكنها تعيد تمركزها وانتشارها فقط!

[email protected]