عبدالله المزهر

إجازة من الإجازة!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الاحد - 24 يونيو 2018

Sun - 24 Jun 2018

ثم انتهت الإجازة وعدنا لدفع عجلة التنمية، تبدو ثقيلة بعض الشيء ولكن الأمور على ما يرام. وأنا من القلة القليلة في هذه المجرة التي لا تحب الإجازة، وأرجو ألا يفهم من هذا أني أحب العمل.

كانت الإجازة أسبوعين فقط، ولكنها بدت كأنها عام كامل، وقبل أن تبدأ الإجازة كنت أخطط لإنهاء الكثير من الأمور العالقة منذ سنوات، ولكني لم أفعل، وأقنعت نفسي أن كأس العالم هو السبب، مع أنه سبق أن مرت الكثير من الإجازات دون كأس عالم ودون إنجاز أي شيء أيضا.

وقد يقول قائل إني أنا من يفسد إجازاتي لأنه يفترض أن أسافر وأستمتع وأسيح في الأرض، وهذا كلام يبدو منطقيا لولا أني لا أحب السفر ولا مغادرة مكاني.

نعم أنا من تلك النوعية من البشر الذي يمكن أن يجلس في مكان واحد دون أن يتحرك لأكثر من عشر ساعات، ويمكن أن يبقى في مدينة واحدة عشر سنوات دون أن يغادرها حتى إلى أطرافها.

تخيلوا أني جالس في ذات المكان في الوقت الذي ذهب فيه المنتخب إلى كأس العالم ولعب مباراتين وخسرهما وخرج من كأس العالم، وغضب الناس ثم نسوا لماذا غضبوا ثم تحدثوا عن سوء الإعداد وعن العقلية وعن الاحتراف وعن البنية الجسدية للاعب السعودي، وعن نظامه الغذائي، ثم شتم كل «ناقد» لاعبي الفرق الأخرى واستثنى لاعبي فريقه. ثم توعد المسؤولين كل فرق العالم بأننا سنعود في كأس عالم قادمة ونهزمهم فرادى وجماعات وننتقم من كل من هزمنا شر انتقام.

كل هذا حدث وأنا في ذات المكان لم أغادره، آكل وأقرأ وأشاهد التلفزيون وأشتم من استطعت إليه سبيلا.

صحيح أن كل هذه الأحداث والأحاديث والوجوه والتصريحات تتكرر حرفيا كل أربع سنوات، أحيانا بعد المشاركة في كأس العالم وأحيانا عند الفشل في الوصول إلى كأس العالم. ولكني أجد حرجا في انتقاد تكرارها وأنا جالس في نفس المكان لم أغيره ولم أتغير، يبدو شيئا مثيرا للشبهات أن أتحدث بسوء أو عدم ارتياح عن الذين لا يتحركون من أماكنهم ولا يغيرون عاداتهم.

وعلى أي حال..

يبدو الجديد والمثير في هذه الفترة هو إدخال الوطنية في موضوع كرة القدم، وأن كل من يتحدث بسوء عن الهزائم الكروية مشكوك في وطنيته وانتمائه وأنه عميل محتمل ويحمل أجندة خارجية، وهذه فكرة حسنة بالطبع، فكرة القدم خط أحمر هي الأخرى.