عبدالله المزهر

سيدات الحقبة العكاشية!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الاثنين - 27 مارس 2017

Mon - 27 Mar 2017

إحدى الفاضلات ظهرت في برنامج تلفزيوني تتحدث عن مشروع عظيم تنوي البدء فيه، ومشروع هذه الفاضلة هو إنشاء أكاديمية للزواج تهدف إلى تزويج الشباب بعد تدريبهم من ثلاث نساء دفعة واحدة، ثم منح الزوجة الرابعة مجانا للشاب في حال أثبت أنه قادر على تحمل المسؤولية.



والحقيقة أن هذه الحقبة التاريخية هي أفضل الحقب الملائمة لظهور أمثال هذه السيدة الفاضلة ولوجود برامج من عينة البرنامج الذي ظهرت فيه تحدث الناس وتعظهم وتبشرهم بما لذ وطاب من سوبر ماركت النساء الذي ستفتحه للزبائن من الراغبين في التحصين المبالغ فيه.



والجميل أن الأخت الفاضلة الأخرى مقدمة البرنامج قد صدمت من توجه ضيفتها وأفكارها، مع أنها هي أيضا كانت تريد في وقت مضى أن تتزوج أربعة أزواج دفعة واحدة. فبارك الله في علم الضيفة والمضيفة ونفع بهما.



وبعيدا عن الشخصنة والحديث ـ الذي يبدو ممتعا ـ عن إنسان هذه «الحقبة العكاشية» من تاريخ البشرية، فإن فكرة التعدد من أجل القضاء على العنوسة ومساعدة الأرامل والمطلقات هي فكرة تجعل من الزواج عملا تطوعيا وليس عملا من أجل بناء الحياة. وهذه الفكرة ـ بالنسبة لي على الأقل ـ تنسف مفهوم الزواج من أساسه.



وأظن ـ كما أفعل دائما ـ بأن الشاب يفترض أن يتزوج لأنه يريد ذلك، ولأنه يعتقد أن الزواج حل لمشكلته هو وليس لأنه يريد حل مشاكل المجتمع. وفكرة أنه سيضحي من أجل الأرامل والعوانس والمطلقات ليست عملية تطوعية فقط، ولكنها فد تكون عملية انتحارية.



مشاكل الأرامل والمطلقات سببها الرئيسي هو «تعسف» بعض القوانين التي تخص المرأة، وحلها هو تعديل تلك الأنظمة والقوانين وليس تسليعهن وتقديمهن كهدايا مجانية وبقية العبط الذي حدثتنا عنه الأخت الفاضلة في برنامج الأخت الفاضلة الأخرى.



وعلى أي حال..

قد أبدو منفعلا بعض الشيء وربما كان سبب انفعالي هو أن الأكاديمية المزمع افتتاحها استثنت المتزوجين من دوراتها، وهذا أغضبني قليلا، لأني أحب أن أجرب الأشياء بنفسي قبل إصدار الأحكام، ولكن هذا الشرط المجحف اضطرني لتبني رأي قد يكون مجحفا تجاه هذه الأخت العكاشية.



[email protected]