عبدالله محمد الشهراني

بوينج 737 وايرباص 320.. التلميذ يتفوق!

الجمعة - 21 أكتوبر 2016

Fri - 21 Oct 2016

ليس من العدل مقارنة تويوتا إنوفا بشفروليه تاهو، أو مقارنة نيسان ماكسيما بلانسر ميتسوبيشي، ولكن لو اخترنا هوندا أكورد بجانب تويوتا كامري أو أودي ايه 8 مع لكزس 460 نكون حينها أمام مقارنة ومنافسة حقيقة عادلة، أما في عالم الطيران فلا أرى شخصيا الواقعية عند مقارنة بوينج 777 بايرباص 330 ولا بين بوينج 747 وايرباص 380، في عالم الطيران لا أرى منافسة حقيقة ومقارنة واقعية سوى بين بوينج 737 وايرباص 320.



منافسة محمومة بين عملاقي صناعة الطيران بوينج الأمريكية وايرباص الأوروبية، ولكي نستبعد مفهوم الدعم السياسي وولاء الشركات للمنتج المحلي، والذي ربما يتصوره بعض المراقبين بأنه عنصر مهم ومؤثر في قضية المنافسة، والدليل هو أن أكثر من 8 شركات أوروبية تمتلك حاليا أو سوف تتسلم في السنوات المقبلة الطائرة الأمريكية بوينج 737.



وأيضا في المقابل نجد أكثر من 6 شركات أمريكية تمتلك حاليا الطائرة الأوروبية 320 أو من خلال صفقات شراء مؤكدة. الطائرتان بوينج 737 وايرباص 320 هما الأفضل عالميا للرحلات التي لا تتجاوز مدتها الست ساعات ومتوسط ركاب يقدر بنحو 120 راكبا، وتصنف هاتان الطائرتان في لغة الطيران بالبدن النحيل أو الطائرة ذات الممر الواحد، وهو ذلك المسار الذي يفصل بين مقاعد الصف الواحد داخل الطائرة، وقد ساعد انتشار الطائرتين حول العالم إلى توفر العنصر البشري المؤهل لتشغيلها من ملاحين وفنيين صيانة، إضافة إلى توفر قطع الغيار الخاصة بها في أي منطقة في العالم.



دخلت الطائرة بوينج 737 في الخدمة رسميا في تاريخ 10 /2 /1968، وحلقت الطائرة من نوع ايرباص 320 في أول رحلة رسمية لها في تاريخ 18 /4 /1988، أي إن بوينج 737 أقدم وجودا وتحليقا في الأجواء من الطائرة ايرباص 320 بـ20 سنة تقريبا.



عقدان من الزمن لم تستطع فيهما شركة بوينج الابتعاد كثيرا عن منافستها ايرباص، لقد باعت شركة بوينج 13563 طائرة من نوع بوينج 737 تم تسليم 9213 طائرة منها، و4350 تحت التصنيع، أما الطائرة ايرباص 320 استطاعت اللحاق بمنافستها حتى بعد تأخرها بـ20 سنة، حيث تم بيع 12776 طائرة، 7256 تم تسليمها و5520 طائرة تحت التصنيع.



وحتى نكون أكثر موضوعية في عملية المقارنة، ولكيلا يمل القارئ أيضا من المعلومات الدقيقة، سوف أقارن بين الأنواع الجديدة للطائرتين وهما بوينج 737 ماكس و320 نيو، كلا الطائرتين تستطيع قطع مسافة تقدر بـ6500 كلم، وتقدر سعة خزان الوقود لدى ماكس بـ25.9 ألف لتر و26.7 ألفا بالنسبة لنيو.



828 كلم/ساعة هي سرعة نيو و839 كلم/ساعة بالنسبة لماكس، ومتوسط سعر الطائرة بوينج 737 ماكس هو 106.2 ملايين دولار أمريكي، أما بالنسبة للطائرة ايرباص 320 نيو هو 110.5 ملايين دولار أمريكي، كل المواصفات السابقة تعد فيها الطائرتان متعادلتين. لكن شخصيا أجد نفسي متفقا مع رأي الكابتن ليم هوي هنج مؤلف كتاب العيش في الأجواء، إذ يرى أن عدد المقاعد يلعب دورا كبيرا في موضوع المقارنة، يقول الكابتن ليم «تكلفة الوقود أمر مهم ومؤثر، وإذا علمنا أن معدل استهلاك الوقود للطائرتين متساو تقريبا، فالطائرة ذات الـ 180 مقعدا (ايرباص 320)، سوف تكون اختيارا أكثر ربحيا من الطائرة ذات الـ 148 مقعدا (بوينج 737)»، وللعلم هذه الميزة (عدد المقاعد) ما زالت متوفرة في النوع الجديد أيضا في ايرباص 320 نيو.



إن الأرقام الحالية تؤكد تفوق الطائرة ايرباص 320 على منافستها بوينج 737 بفارق كبير، وتظهر للجميع حجم الفجوة بين الطائرتين، ومعدل اتساعها مع مرور الزمن. ويظهر ذلك جليا من خلال عدد الصفقات الحالية (بنهاية سبتمبر 2016) للطائرتين 737 ماكس و320 نيو، إذ وصل عدد مبيعات بيونج 737 ماكس 3331 طائرة مقابل 4800 طائرة ايرباص 320 نيو، أي بفارق 1469 طائرة لصالح شركة ايرباص.