بشرى فيصل السباعي

فرض الكمامات على المصابين بالزكام

الاحد - 14 أبريل 2024

Sun - 14 Apr 2024


من يشاهد المقاطع من شوارع اليابان حتى قبل وباء كورونا سيلاحظ أن عددا كبيرا منهم يضعون الكمامات، وهي ثقافة عامة ترسخت بسبب وباء الإنفلونزا الإسبانية 1918م، وكان من مصلحة الشعوب لو ترسخت فيهم ثقافة الكمامات كاليابان بعد فترة فرض الكمامات بسبب كورونا؛ فأول موسم للأنفلونزا بعد وباء كورونا عندما كان الجميع ملزمين فيه بوضع الكمامات تقريبا لم يصب أحد بالإنفلونزا ولا الزكام، ولو يترسخ لدى الناس على الأقل عادة بوضع الكمامة عند إصابتهم بالأمراض التي تنتقل عدواها عبر الرذاذ الصادر عن المريض لكان هذا وفر الخسائر المليارية بالإنتاجية المفقودة والإجازات المرضية والعلاجات الطبية بسبب الإصابة بعدوى تلك الأمراض، ولذا ولأن البعض ليس لديهم ضمير أخلاقي حول نقلهم العدوى للآخرين فيجب أن تفرض كل جهات العمل والمدارس والجامعات على منسوبيها وضع كمامة عند معاناتهم من أمراض معدية كالزكام. في اليابان يضع المصاب بالزكام الكمامة حتى داخل بيته لكي لا ينقل العدوى لأهل بيته. ثم من مصلحة الإنسان المعافى وضع كمامة في أماكن الزحام وعند مراجعة أي منشأة طبية لتجنب التقاط أي عدوى، مع العلم أن كورونا لا يزال موجودا وهناك من يموت بسبب الإصابة بعدواه، ويجب التنبيه على وجود فوارق في درجة الحماية التي توفرها أنواع الكمامات المختلفة، وحسب دراسة طبية على 10 أنواع من الكمامات توصلت؛ لأن أفضلها هي التي تسمى N99 وN95 وبعدهما كمامة العمليات الجراحية، بينما كمامة القماش فنسبة حمايتها من عدوى كورونا لا تتجاوز 20% فقط، ومركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها الحكومي الوطني الأمريكي «CDC» أوصى بالكمامات التالية أسماؤها للوقاية من كورونا R95, R100 N99, P99, R99, P100, N100, P95.

لنشر ثقافة وضع الكمامات عند الإصابة بالأمراض المعدية يجب بالإضافة لجعلها إلزامية أن يتم الترويج لها عبر صانعي الترند أو الموضة فهذا يؤثر في الكثيرين أكثر من المعلومات الطبية بالإضافة لحملات إعلانية مكثفة تشجع عليها وتخلق ضميرا أخلاقيا لدى الأفراد يشعرهم بالمسؤولية الأخلاقية عن جعل الآخرين يعانون بنقل عدوى المرض إليهم بسبب عدم وضع المريض للكمامة حتى في بيته لكي لا يمرض أهله وأطفاله ويتسبب بمعاناتهم، فكثيرون لا يشعرون بأدنى تأنيب ضمير لتسببهم بنقل العدوى لكامل محيطهم رغم أنهم يرون معاناة حتى الأطفال من المرض.

نقل العدوى ليس أمرا حتميا ويمكن الوقاية منه بإجراءات بسيطة مثل وضع الكمامة وتعقيم أو غسل اليدين قبل مس الأغراض المشتركة وعزل النفس خلال فترة المرض مثل النوم في غرفة منفصلة.

ولأن الثقافة السائدة ثقافة دينية يمكن أيضا تضمين الجانب الديني في الرسائل الإعلانية التوعوية مثل أن من يتعمد نقل العدوى للآخرين بعدم اتخاذه إجراءات منع انتقالها يكسب إثما بتلك الأذية التي يلحقها بالآخرين، وبالمقابل هو يكسب أجرا بمنعه تلك الأذية عن الآخرين مثل أجر إماطة الأذى عن الطريق باتخاذه لإجراءات الوقاية من انتقال العدوى.