نبيل عبدالحفيظ الحكمي

«إذا السعودية ما تحركت منو يتحرك؟»

الأربعاء - 24 أبريل 2024

Wed - 24 Apr 2024

استلهمتني مقولة أحد كبار رجال الأعمال من دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة مقولة «إذا السعودية ما تحركت... منو يتحرك؟».

في ظل التحولات الجيوسياسية والاقتصادية العالمية، تبرز المملكة العربية السعودية كقوة محورية في المنطقة والعالم، مدشنة عهدا جديدا من النهضة تتجاوز حدودها الجغرافية ليمتد تأثيرها عالميا.

هذه النهضة، المتجسدة في رؤية المملكة 2030، تعكس التزاما راسخا نحو تحقيق التنمية المستدامة والتحول الاقتصادي الشامل، بأهداف تطمح لرفع جودة الحياة وتعزيز الابتكار والتقنية عالميا وذلك بدعم من حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظهما الله.

تستثمر السعودية بكثافة في مشاريع ضخمة لتحديث البنية التحتية وتنويع الاقتصاد بعيدا عن الاعتماد التقليدي على النفط. تتضمن هذه الجهود تطوير قطاعات جديدة مثل السياحة، التقنية، والطاقة المتجددة، وغيرها من القطاعات في خطوة تهدف إلى تطوير مصادر دخل مستدامة وتحفيز النمو الاقتصادي. هذه الاستراتيجية لا تسعى فقط لتعزيز الاقتصاد الوطني، بل وتهيئ البلاد لتكون لاعبا رئيسا في الاقتصاد العالمي في جميع القطاعات.

السعودية تدرك أهمية العلم والتقنية كركائز أساسية للتقدم والتنمية، لذا تضع في صميم جهودها تطوير التعليم والبحث والابتكار وذلك من خلال إنشاء وتطوير مؤسسات تعليمية وبحثية متقدمة ودعم الابتكار وريادة الأعمال، تسعى المملكة لتكوين اقتصاد قائم على المعرفة يسهم في تحقيق النمو الشامل والمستدام.

أيضا تتبنى السعودية مقاربات شمولية لتحسين جودة الحياة لمواطنيها، من خلال تطوير البنية التحتية الحضرية وتحسين الخدمات الصحية والتعليمية وتعزيز الاستدامة البيئية.

هذه الجهود تسعى لضمان مستقبل مزدهر ومستدام للأجيال القادمة، مؤكدة على أهمية الرفاهية والتوازن البيئي.

تبرز المملكة دورها القيادي وطموحها الكبير في رسم ملامح مستقبل المنطقة وأبعد من ذلك، من خلال اعتمادها على مشاريع عملاقة وخطط استراتيجية طموحة تهدف إلى تحقيق رؤية 2030. هذا السعي المتقدم يشمل مجموعة من المشاريع المؤثرة التي تمثل نقاط تحول هامة واستراتيجية في مسيرتها، مثل «مشروع نيوم» العملاق الذي يسعى لإقامة منطقة اقتصادية وتقنية متقدمة على ساحل البحر الأحمر تكون نواة للابتكار والتقنية والطاقة المتجددة. ومشروع «القدية» الذي يعد واحدا من أضخم المشاريع الترفيهية عالميا قرب الرياض، بغرض تأسيس وجهة عالمية للترفيه والرياضة والفنون.

بالإضافة إلى مشروع «البحر الأحمر» الذي يهدف لتطوير أكثر من 50 جزيرة إلى مقاصد سياحية فاخرة مع التركيز على السياحة المستدامة.

ولا ننسى مشروع «رؤية العلا» التي تسعى لتحويل المنطقة إلى مركز عالمي للتراث والثقافة والطبيعة، ومبادرة السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر الرامية إلى تعزيز الاستدامة ومواجهة التغير المناخي.

عزيزي القارئ، لا يمكن تجاهل الأهمية البالغة لصندوق الاستثمارات العامة (PIF)، الذي يعد واحدا من أكبر صناديق الثروة السيادية على مستوى العالم، ويلعب دورا محوريا في تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030.

يسعى الصندوق جاهدا لتنويع مصادر دخل المملكة بعيدا عن الاعتماد على النفط من خلال استثمارات ضخمة ومتنوعة تشمل التقنية، الطاقة المتجددة، الصناعة، السياحة، وتطوير البنية التحتية. يبرز الصندوق بشكل خاص في عدة مجالات منها الاستثمار في كبرى الشركات التقنية عالميا مثل شركة «أوبر» و»لوسيد موتورز» لتعزيز محفظته الاستثمارية واستغلال نمو قطاع التقنية. كما يستثمر في صناديق رأس المال الجريء التي تركز على دعم الشركات الناشئة وذات النمو العالي.

يعمل الصندوق أيضا على تطوير المراكز التقنية محليا لجعل المملكة مركزا رئيسا للابتكار والتقنية في المنطقة.

وفي إطار التزام المملكة بالاستدامة، يهتم الصندوق بشكل كبير بالاستثمار في الطاقة المتجددة والصناعات النظيفة، بما في ذلك مشاريع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح. يسهم أيضا في تطوير الصناعات التحويلية ودعم البنية التحتية الصناعية، مثل المدن الصناعية والمناطق الاقتصادية الخاصة، بهدف جذب الاستثمارات الأجنبية وتسهيل عملية الإنتاج والتصدير، مما يعزز من قاعدة الصناعية للمملكة ويخلق فرص عمل جديدة.

في هذه اللحظة التاريخية، تقدم المملكة العربية السعودية نفسها كرائدة في الابتكار والتنمية المستدامة، مع التأكيد على أهمية العمل الجماعي والتعاون الدولي لمواجهة التحديات المشتركة.

نهضة السعودية ليست فقط شهادة على قدرتها على التحول والتطور، بل هي أيضا دعوة للعالم للسير على خطى التنمية المستدامة والتعاون من أجل مستقبل أفضل للجميع. لا يقتصر تأثير نهضة السعودية على المنطقة فحسب، بل يمتد ليشمل العالم بأسره.

من خلال دورها كقوة اقتصادية وسياسية وثقافية وسياحية، تسهم المملكة في تعزيز الاستقرار والنمو في الشرق الأوسط وتقدم نموذجا للتنمية يمكن لدول أخرى اعتماده.

nabilalhakamy@