الموت أو الجوع والحرمان من التعليم، لا توجد خيارات أخرى أمام طلاب غزة، بعد 6 أشهر من العدوان الإسرائيلي على القطاع المحاصر، فقد ارتفع عدد الشهداء إلى أكثر من 6 آلاف طالب، والمصابون إلى ما يزيد على 10 آلاف من الجنسين.
لم يعد حلم الأطفال في غزة متابعة تعليمهم، مثل بقية أنظارهم في شتى بقاع العالم، بل إنهم يخوضون يوميا صراعا للبقاء على قيد الحياة، وبات التعليم أحد الضحايا الكثيرة للحرب المجنونة التي دمرت عددا هائلا من المدارس، ومنعت آلاف الطلاب من تحصيل دروسهم.
ترك أكثر من 625 طالبا وطالبة حقائبهم المدرسية وكتبهم، وأمسكوا بأوان بائدة في رحلة بحث يومية للحصول على طعام أو شراب من المساعدات التي تصل إلى غزة، وأصبحوا مهمومين بتوفير أساسيات الحياة لما تبقى من أسرهم.
أرقام صادمة
كشفت وزارة التربية والتعليم أرقاما صادمة، أمس، تفيد باستشهاد 6 آلاف و50 طالبا، وإصابة 10 آلاف و219 بجروح منذ بدء «العدوان» الإسرائيلي على قطاع غزة والضفة في السابع من أكتوبر الماضي، وقالت إن «عدد الطلاب الذين استشهدوا في قطاع غزة منذ بداية العدوان وصل إلى أكثر من 5994، والذين أصيبوا إلى 9890، فيما استُشهد في الضفة 56 طالبا، وأصيب 329 آخرون، إضافة إلى اعتقال 105».
وأشارت إلى أن «266 معلما وإداريا استُشهدوا، وأصيب 973 بجروح في قطاع غزة. فيما أصيب 6 بجروح، واعتُقل أكثر من 73 في الضفة».
ولفتت إلى أن «286 مدرسة حكومية و65 تابعة لوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين «الأونروا» تعرضت للقصف والتخريب في قطاع غزة، ما أدى إلى تعرض 111 منها لإضرار بالغة، و40 للتدمير بالكامل.
كما تعرضت 57 مدرسة في الضفة للاقتحام والتخريب. كما تم استخدام 133 مدرسة حكومية كمراكز للإيواء في قطاع غزة».
حرمان كامل
فيما أكدت وزارة التربية والتعليم الفلسطيني، أن» 620 ألف طالب في قطاع غزة ما زالوا محرومين من الالتحاق بمدارسهم منذ بدء العدوان، فيما يعاني معظم الطلاب صدمات نفسية، ويواجهون ظروفا صحية صعبة». قال جوناثان كريك، المتحدث باسم «اليونيسيف» في القدس، لصحيفة «الغارديان» البريطانية: «لا يوجد أي شكل من أشكال التعليم أو الدراسة في قطاع غزة في الوقت الحالي».
وأضاف: «كان هناك ما يقرب من 620 ألف طالب في سن الدراسة في قطاع غزة قبل الحرب، ولا يذهب أي منهم إلى المدارس الآن.
إن مستوى العنف والأعمال العدائية المستمرة، والقصف المكثف الذي يحدث، لا يسمح بالتعليم».
وربما لم تلق هذه المأساة الاهتمام اللازم وسط أزمات أكثر إلحاحا، حيث استشهد وأصيب ما يقارب 110 آلاف شخص، 70% منهم من النساء والأطفال، منذ اندلاع الحرب، في حين يعاني آخرون المجاعة أو المرض الشديد.
لا عودة قريبة
يرى المعلمون وجماعات الإغاثة، أنه حتى لو تم الاتفاق على وقف إطلاق نار طويل الأمد، فإن العودة إلى الحياة الطبيعية في غزة ستستغرق وقتا طويلا، إذ يتوقعون أن تمر أسابيع عدة، وعلى الأرجح أشهر عدة، قبل أن يبدأ أي طفل في غزة الدراسة مرة أخرى، مشيرين إلى أنه ليس هناك أي احتمال لإعادة فتح المدارس في الوقت الحالي، الذي تتصاعد فيه الغارات الجوية والهجمات بكثافة ووحشية.
وأكدت جماعات الإغاثة أنه بالنسبة للناجين من القصف، فإن هذه الفجوة في تعليمهم، إضافة إلى الوقت الضائع بسبب «كورونا» والصراعات السابقة، ستلقي بظلالها الطويلة على مستقبلهم، مما يزيد من إرث الصدمة والخسارة الناجمة عن هذه الحرب.
وقال محمد موسى (14 عاما)، إنه حين فر من منزله في أكتوبر خوفا من تعرضه للقصف الإسرائيلي، اصطحب معه جهاز الكومبيوتر المحمول الخاص به، وكان يأمل أن يظل قادرا على حضور الفصول الدراسية عبر تطبيق «زوم»، إذ كان يأمل في الحصول على منحة دراسية، وأضاف: «لكن، بعد شهور من الحرب، الشيء الجديد الوحيد الذي تعلمته، هو كيفية صنع الخبز على نار مفتوحة».
البقاء أحياء
أشارت سها موسى، معلمة الرياضيات في مدرسة الزيتون، غرب غزة: «أحب طلابي كثيرا وأشتاق إليهم، وأفكر فيهم طوال الوقت. في السابق، كانت أمنيتهم الكبرى هي الحصول على درجة جيدة في اختباراتهم، أما الآن، فكل تفكيرهم بالتأكيد منصب على كيفية النجاة من الموت والبقاء أحياء».
التعليم في غزة
- 62,5000 طالب أغلقت مدارسهم
- 6050 طالبا استشهدوا
- 10,219 طالبا مصابا
- 266 معلما استشهدوا
- 973 معلما مصابا
- 408 مدارس تعرضت لضرر