أم سودانية: طعامنا نفد منذ 15 يوما
«واشنطن بوست» تروي قصصا مأساوية لضحايا الجوع بسبب الحرب
«واشنطن بوست» تروي قصصا مأساوية لضحايا الجوع بسبب الحرب
الأربعاء - 03 أبريل 2024
Wed - 03 Apr 2024
قررت أم سودانية العودة إلى منطقة من مخيم اللجوء في تشاد إلى سربا في دارفور بعد جوع استمر أسابيع، بحثا عن مساعدة لطفلها الصغير الذي لم يبلغ عامين.
قصة السودانية جيسما الخير حسن وابنها عبدالمجيد، حملها تقرير لصحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، وهي تشبه آلاف القصص لسيدات سودانيات يواجهن مع أبنائهن الجوع وعدم الإحساس بالأمن نتيجة الحرب المشتعلة في البلاد بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ عام تقريبا.
وأوضحت الصحيفة أن الطفل ظل مريضا حوالي 3 أسابيع، ولم يكن لدى الأم ما تمنحه إياه سوى الماء وعصيدة الدخن، وقالت الأم لأربعة أطفال «نفد آخر طعام لدينا منذ 15 يوما».
وافتتحت منظمة الإغاثة الدولية العيادة الوحيدة لها داخل مستشفى مدمر يخدم سربا، المنطقة التي كانت تؤوي نحو 150 ألف شخص قبل اندلاع القتال منذ أكثر من عام، بين قوات الجيش والدعم السريع.
وأصبحت أغلب غرف المستشفى بلا سقف، واسودت جدرانها بسبب النيران الناجمة عن القتال، فيما تناثرت قطع الأثاث على الأرض بينما يحاول المرضى الحصول على وصفة طبية، ويتواصلون مع المسؤولين عبر نافذة زجاجية محطمة.
وقال الطبيب المعالج للطفل عبدالمجيد، إنه يعاني من سوء تغذية ناجم عن نقص فيتامين د والكالسيوم، ونقل راديو «دبنقا» السوداني، أن تدفق اللاجئين يتواصل من عدد من القرى في ولاية غرب دارفور إلى مدينة أدري التشادية، بسبب الانفلات الأمني والانعدام التام للسلع وعدم توفر الرعاية الطبية.
وأشار إلى أن نحو ألفي لاجئ وصلوا إلى أدري من منطقة سربا خلال الأيام الماضية، موضحا أن المنطقة تشهد حالة تشبه المجاعة.
وفي إشارة إلى امتداد تهديد الجوع والأوضاع الصحية والأمنية المأسوية عبر الحدود، أشار الراديو المحلي أيضا إلى أنه في وقت سابق قد وصل بعض اللاجئين من معسكر ملح في شرق تشاد إلى سربا، بسبب تردي الأوضاع وعدم تلقي المساعدات اللازمة.
وقالت شهرزاد محمد، والدة الطفل إياد أحمدي (15 شهرا)، إنها لم تسمع شيئا عن زوجها الجندي منذ نوفمبر، ولا تستطيع توفير ما يكفي من حليب الثدي لطفلها، وتحاول كسب لقمة عيش ببيع الأكواب البلاستيكية لإطعام أطفالها الثلاثة الآخرين.
وأوضحت وفق الصحيفة الأمريكية، خلال وجودها في جناح سوء التغذية داخل مستشفى الجنينة التعليمي، حيث تعمل منظمة أطباء بلا حدود «أحيانا لا أتناول أي طعام على مدار اليوم، لو لم أقم ببيع ما يكفي».
وأصدر برنامج الأغذية العالمي بيانا الشهر الماضي، حذرت فيه مديرته التنفيذية سيندي ماكين، من أن الأزمة في السودان قد تتحول لأكبر أزمة جوع في العالم ما لم يتوقف القتال، مضيفة أن الحرب حطمت حياة الملايين وخلقت أكبر أزمة نزوح في العالم.
وذكرت «قبل 20 عاما كانت دارفور تشهد أكبر أزمة جوع في العالم، وقد احتشد العالم للاستجابة لها.
لكن شعب السودان أصبح في طي النسيان اليوم، إن حياة الملايين والسلام والاستقرار في المنطقة بأكملها على المحك».
نتائج حرب السودان:
- 2.5 مليون فروا خارج البلاد.
- 7 ملايين تركوا منازلهم ونزحوا.
- 25 مليونا تدهورت أوضاعهم المعيشية.
- %90 من السكان يواجهون الجوع.