أحمد صالح حلبي

الملتقى العلمي الـ23 لأبحاث الحج والعمرة والزيارة

السبت - 17 فبراير 2024

Sat - 17 Feb 2024


المتابع لخدمات الحجاج والمعتمرين والزوار، يلحظ مدى اهتمام حكومة المملكة العربية السعودية بتوفير الإمكانات، وتجنيد الطاقات، ليتمكنوا من أداء نسكهم والعودة لأوطانهم سالمين غانمين.

وجاء برنامج خدمة ضيوف الرحمن الذي أطلقه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - في رمضان عام 2019، تأكيدا لحرص القيادة السعودية على إحداث نقلة نوعية في الخدمات المقدمة لقاصدي البيت الحرام وزوار مسجد رسوله المصطفى (صلى الله عليه وسلم) من حجاج ومعتمرين وزوار، تتوافق ومتطلبات العصر وما تعيشه المملكة من نهضة متسارعة بكل المجالات.

شهدت المدينة المنورة قبل أيام عقد الملتقى العلمي الثالث والعشرين لأبحاث الحج والعمرة والزيارة، والذي نظمته جامعة أم القرى ممثلة في معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة، برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - ونيابة عن صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن سلطان بن عبدالعزيز، أمير منطقة المدينة المنورة، افتتح صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن خالد بن فيصل نائب أمير المنطقة، الملتقى الذي عقد تحت شعار (التميز الصحي في خدمة ضيوف الرحمن)، بمشاركة كثير من القطاعات الحكومية والأهلية ذات العلاقة بخدمات الحجاج، لتعزيز صحة وسلامة ضيوف الرحمن، والاستفادة من التحولات التقنية في الرعاية الصحية لضيوف الرحمن، خلال استخدام الذكاء الاصطناعي في التشخيص السريع والكشف المبكر عن الأمراض، والتقنيات والحلول الطبية المدعومة بالذكاء الاصطناعي.

تنوعت أعمال الملتقى وجلساته خلال مناقشتها موضوعات عدة، شملت استراتيجيات صحة وسلامة الحشود في الأماكن المقدسة، ودور المملكة في تجربة إدارة الحشود في موسم الحج، وصولا إلى حج آمن وصحي، لاستقبال الأفواج الكبيرة من ضيوف الرحمن وخدمتهم وسلامتهم على أكمل وجه، وسبل تعزيز الاستعدادات الصحية للحج، والدور الحيوي للخدمات الطبية بوزارة الداخلية خلال تأمين البيئة المناسبة لرجال الأمن والمساعدة في تنفيذ الخطط الصحية خلال موسم الحج، لتحقيق الأمن الصحي لضيوف الرحمن، وخدمة نقل الحجاج المرضى بالقوافل الطبية إلى المشاعر المقدسة، باعتبارها خدمة إنسانية تجسّد حرص وتكاتف الأجهزة الصحية والأمنية في المملكة على تذليل جميع العقبات، لتمكين ضيوف الرحمن من المرضى من أداء شعيرة الحج بيسر وأمان عبر تسيير قوافل مجهّزة بأفضل الإمكانات والأجهزة المتقدمة التي ترافقهم من المستشفيات حتى وصولهم إلى المشاعر المقدسة، ومتابعة حالتهم الصحية حتى عودتهم إلى بلدانهم.

ومفهوم تعزيز الصحة والسلامة القلبية خلال دمج المعلومات الجينية في مرحلة التخطيط للحالات الطارئة خلال موسم الحج، إضافة إلى الاستدامة البيئية وصحة ضيوف الرحمن، وجهود الجهات الحكومية والمؤسسات في تقديم خدمات صحية مميزة، وأثر التميّز الصحي على استدامة الأعمال في الحج والعمرة من وجهة نظر عملاء القطاع الصحي بالمملكة، والجهود التي بذلت في مجال تحسين استدامة مخيمات الحجاج، وفق إطار تقييم شامل للخيام الصديقة للبيئة.

وجهود الجهات الحكومية والمؤسسات بالمملكة في مجال تقديم خدمات صحية مميزة لضيوف الرحمن، بمشاركة أكاديميين وباحثين متخصصين في مجال إدارة الحشود، والطب، والتقنية والاستدامة في خدمة ضيوف الرحمن من الجهات الأكاديمية، ووزارة الحج والصحة، وغيرها من الجهات ذات العلاقة.

أما التوصيات، فقد جاءت متوافقة مع أهداف برنامج خدمة ضيوف الرحمن، التي تدعو إلى تيسير استضافة مزيد من المعتمرين وتسهيل الوصول إلى الحرمين الشريفين، وتقديم خدمات ذات جودة عالية للحجاج والمعتمرين، وإثراء التجربة الدينية والثقافية للحجاج والمعتمرين.

نجاح مثل هذه الملتقيات يأتي امتدادا لنجاحات المعهد الذي شهدا تطورا ملموسا، بدأ من نشأته عام 1395هـ من وحدة بحثية بجامعة الملك عبدالعزيز، إلى أن أصبح مركزا لأبحاث الحج في عام 1401هـ، وجهة استشارية فنية للجنة الحج العليا ولجميع الجهات العاملة في أبحاث الحج.

فأبرز كثيرا من الدراسات الناجحة، منها مشروع المملكة للإفادة من لحوم الهدي والأضاحي الذي برز في موسم حج عام 1403هـ-1983م، وأسندت مهمة إدارة المشروع وتنفيذه إلى البنك الإسلامي للتنمية، ومشروع النقل الترددي بالمشاعر المقدسة الذي تم تطبيقه كتجربة أولى على حجاج تركيا وأوروبا وأمريكا وأستراليا عام 1416هـ، وغيرها من البرامج والدراسات التي سهلت إجراءات أداء الفريضة، ومكنت الحجاج والمعتمرين والزوار من أداء نسكهم بيسر وسهولة وأمن وأمان.


ahmad_helali@