برجس حمود البرجس

توظيف الصيادلة أكبر من عدد خريجي الجامعات

الثلاثاء - 23 يناير 2024

Tue - 23 Jan 2024


عجت برامج التواصل الاجتماعي مؤخرا بمنشورات وشكاوى من صعوبة وجود وظائف لخريجي الصيدلة، واستضاف أحد البرامج التلفزيونية المحلية مجموعة أشخاص من المتضررين، نقلوا خلال البرنامج الصعوبات التي يواجهونها من ندرة الوظائف وأيضا من سوء التعامل بعد التوظيف والتطفيش.

لا نستطيع أن نزكي أي شركة ولا نبرئ أي تصرف، وأيضا لا نعرف الدوافع لما واجهه المتضررون، ولذلك أتطرق في هذا المقال فقط عن إحصاءات توطين وظائف الصيادلة؛ لأن كثرة الشكاوى تركت أثرا بأن المشاكل في جهود التوطين، وهذا طبعا مفهوم خاطئ عند الكثير.

خلال استضافة البرنامج التلفزيوني لضيوف متضررين -كما ذكرت أعلاه-، تداخل المتحدث الرسمي لوزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية وذكر معلومة جدا مهمة وهي أن عدد الصيادلة الذين تم توظيفهم منذ بداية عام 2020م -أي خلال أقل من 4 سنوات- وصل إلى 10 آلاف صيدلاني وصيدلانية سعوديين؛ وهنا أيقنت بأن هناك اختلافا بين المشتكين وبين إحصاء متحدث الوزارة، وتبدو المعلومتان متضادتين وليستا متسقتين مع بعضها البعض.

قبل أن أكتب هذا المقال بحثت كثيرا وطويلا في عدة مصادر وإحصاءات مختلفة لتأكيد ما نعرفه عن برامج التوطين والتي تعمل عليها وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية بالتعاون مع جهات أخرى، حيث إن البرامج كانت واعدة ومنجزاتها كانت واضحة.

فنجاح البرامج من جهة، وشكاوى ندرة التوظيف من جهة أخرى، لا تتماشى مع بعضها خصوصا للمختصين المتابعين لما يحدث.

في هذا المقال أكتب عن القدرة على التوظيف الذي تم ولازال قائم، وجميع الأرقام التي أذكرها ستكون أقل من حالات التوظيف نظرا لعدم قدرتي على الحصول على تفاصيل للمعلومات، فمثلا خلال السنة الأخيرة 2023م، زاد عدد الموظفين الصيادلة والصيدلانيات في القطاع الخاص 3,284 حسب المصادر المتوفرة، ولكن هذا الرقم هو محصلة الموظفين الجدد بعد طرح عدد المتقاعدين والمستقيلين، فبالتأكيد أن حالات التوطين للتخصصات المذكورة أكبر من هذا الرقم.

بحثت في مصادر كثيرة ومختلفة، ولم أستطع الحصول على أفضل المعلومات ولكن أجزم بأن المعلومات التي حصلت عليها كافية لتوضح الجزء الأكبر من الواقع. بدأت البحث من «المركز الوطني للعمل»، ورصدت رقما مهما وهو عدد الصيادلة والصيدلانيات السعوديين العاملين بالقطاع الخاص وصل إلى 10,690 في نهاية شهر نوفمبر الماضي.

وفي تقرير تفصيلي تابع لوزارة الصحة عن القوى العاملة بالمملكة في القطاعات الصحية، يبين بأن عدد الصيادلة والصيدلانيات السعوديين العاملين في القطاع الخاص كان 1,580 في بداية عام 2020م، أي قبل 4 سنوات، وهذا يعني بأن عدد الصيادلة الذين تم توظيفهم في القطاع الخاص 9,110 خلال الـ4 سنوات الماضية 2020م-2023م.

ماذا يعني هذا الرقم؟ توظيف 9,110 صيدلاني سعودي خلال 4 سنوات - أي بمتوسط 2,278 سنوي -، وبمقارنة هذا الرقم بعدد الخريجين الصيادلة السعوديين من الجامعات، نجد أن عددهم سنويا 1,923 صيدلاني سعودي، وعدد الطلبة الحاليين في الجامعات في أقسام الصيدلة 10,177 ويتوقع تخرجهم خلال الخمس سنوات القادمة أي بمتوسط سنوي 2,035 خريج وخريجة صيدلانيين.

ورغم أن أعداد التوطين أكبر من أعداد الخريجين، تساءلت هل جميع الخريجين يجتازون اختبارات الرخص المهنية لمزاولة المهنة، فاستعنت بموقع الهيئة السعودية للتخصصات الصحية، والتي أوضحت بأن عدد المؤهلين خلال الأربع سنوات (من بداية 2020م وحتى نهاية 2023م) 7,077 صيدلاني وصيدلانية سعوديين -أي متوسط سنوي 1,770 مرخص، وللمعلومية اجتياز هذا الاختبار شرط أساسي للعمل بأي وظيفة في القطاع الصيدلي.

ملخص الأرقام، عدد الصيادلة والصيدلانيات السعوديين على رأس العمل في القطاع الخاص والذين تم توظيفهم خلال الأربع سنوات الأخيرة 9,110 (أي 2,278 متوسط سنوي)، وعدد الصيادلة السعوديين المجتازين لاختبار رخص ممارسة المهنية خلال الأربع سنوات الماضية 7,077 صيدلاني أي 1,770 متوسط سنوي، وعدد خريجي الصيدلة بالمملكة سنويا 1,923 صيدلاني سعودي، وعدد طلبة الصيدلة بالمملكة المتوقع تخرجهم سنويا 2,035 صيدلي وصيدلانية سعوديين.

هذه الإحصاءات تعني أن خطة توطين الوظائف في القطاع الصيدلاني (20% في المرحلة الأولى، و30% في المرحلة الثانية) قد تم تحقيقها قبل اكتمال المرحلة، والأهم من هذا بأن الإحصاءات المذكورة تعني بأن «قدرة توطين الوظائف لأصحاب التخصصات الصيدلانية أكبر من عدد خريجي الجامعات للتخصص» للأربعة الأعوام الماضية وحتى للأعوام 2027م-2028م.

يعود الفضل لهذا الإنجاز بفضل الله تعالى، وتوجيه القيادة الرشيدة، ورؤية السعودية 2030، وبرامج التوطين وجهود الوزارة وبرامجها.

وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية عملت على تفاصيل برامج التوطين ومستهدفاتها وخطط تنفيذها مع جهات أخرى ذات علاقة، وتحققت تلك المستهدفات.

أخيرا، ذكرت في هذا المقال جزء مهما من الإحصاءات التي وجدتها ولكن المكان لا يتسع لذكر بقية الأرقام رغم أنها تدعم الأرقام المذكورة.

القصة كانت ستكون أجمل وأدق لو توفرت لدي بقية المعلومات وتفاصيلها.



Barjasbh@