حسين باصي

سيحوا الخلايا الشمسية

الاثنين - 22 يناير 2024

Mon - 22 Jan 2024


كنت في لقاء ببعض الخبراء المتخصصين في مجالات متعددة، ودار الحديث حول الاستفادة المثلى من طيف الطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء.

من المعروف أن الألواح الشمسية الحالية تستطيع أن تستفيد من جزء بسيط من هذا الطيف وتحويله إلى كهرباء.

كان الحديث هنا عما إذا كانت هناك مواد أخرى تستطيع أن تستفيد من جزء أكبر من الطيف.

وكان أحد تلك الحلول الألواح الشمسية السائلة.

رغم كونها ما زالت في طور البحث والتطوير، تمثل ثورة محتملة في عالم الطاقة المتجددة.

إنها خلايا لا تعتمد على ألواح السيليكون الصلبة المعتادة، بل تستخدم سائلا مشبعا بجزيئات نانوية قادرة على امتصاص أشعة الشمس وتحويلها إلى كهرباء.

هنالك عدة أسباب تجعلنا نترقب هذه التقنية بفارغ الصبر، على سبيل المثال، مقارنة هذه الخلايا السائلة بخلايا السيليكون التقليدية التي تصل كفاءتها إلى حوالي 20%، استطاعت الخلايا الشمسية السائلة في المختبرات تحقيق كفاءة تصل إلى 30%! هذا يعني المزيد من الطاقة الكهربائية من نفس كمية ضوء الشمس، وفرصة لتقليل عدد الألواح الشمسية المطلوبة لتوليد نفس القدر من الطاقة.

كما أن الخلايا الشمسية السائلة ليست صلبة وخشنة مثل قريبتها التقليدية، بل هي سائلة ورقيقة ومرنة كبريق الزيت.

هذا يفتح آفاقا واسعة لتطبيقات لم تخطر على بال من قبل.

تخيل خلايا شمسية تتكيف مع انحناءات السطح، يجعلني أتخيل السيارات الكهربائية مكسوة بهذه الخلايا السائلة لشحن بطارياتها حتى أثناء سيرها في الطرقات.

على الرغم من كونها تقنية متقدمة، يتوقع أن تكون تكلفة إنتاج الخلايا الشمسية السائلة أقل من تكلفة نظيرتها التقليدية.

ذلك لأن المواد المستخدمة فيها أقل تعقيدا وأكثر وفرة.

هذا يعني طاقة شمسية متاحة وميسورة التكلفة لعدد أكبر من الأشخاص.

كل هذه المميزات تجعلها البديل المناسب والجاهز للخلايا التقليدية.

لكن ما الذي يجعلها تتأخر عن النجومية في الأسواق حاليا.

للأسف لا تزال بعض التحديات قائمة تحتاج إلى المعالجة قبل أن نرى الخلايا الشمسية السائلة تغزو المنازل والأسواق.

لو نظرنا إلى عمرها الافتراضي لوجدنا متانة الخلايا الشمسية السائلة حاليا نقطة ضعف رئيسة.

إذ تتعرض للتدهور أسرع من ألواح السيليكون التقليدية.

إن جهود البحث والتطوير مكثفة لتطوير مواد أكثر تحملا لضمان عمر افتراضي طويل للأجيال القادمة من هذه الخلايا.

كما أن ترجمة التقنية من المختبر إلى خطوط الإنتاج على نطاق واسع لا تزال تتطلب معالجة بعض الصعوبات التقنية المرتبطة بتصنيع الخلايا السائلة بكفاءة وتكلفة مناسبة.

والأهم من هذا كله هو أن بعض المواد المستخدمة في الأجيال الأولى من الخلايا الشمسية السائلة أثارت مخاوفا بشأن سميتها وتأثيرها على البيئة.

التركيز الآن منصب على تطوير مواد صديقة للبيئة وخالية من أي مخاطر محتملة.

كمتخصص في هذا المجال أجد أن هذا النوع من الخلايا الشمسية يسير بخطى واسعة نحو مستقبل مشرق.

بحلولها المبتكرة ومزاياها الفريدة، تبشر بإمكانية تغيير قواعد اللعبة في عالم الطاقة المتجددة.

فهي تحمل وعدا بتوفير طاقة أكثر نظافة وكفاءة ومرونة للجميع، ليس فقط لتشغيل البيوت، بل لتغذية مستقبل أكثر ذكاء واستدامة.

عالم الخلايا الشمسية السائلة يغلي بالنشاط والابتكار، ومع إحراز المزيد من التقدم، يتوقع أن تصل تقنية هذه الخلايا إلى مرحلة النضج التجاري خلال فترة تتراوح بين 5-10 سنوات.

فقد تصبح الخلايا الشمسية السائلة قريبا مصدرا متوفرا للطاقة النظيفة في كل بيت!



HUSSAINBASSI@