محمد الباز

التفويض الفعال.. وسيلتك للحفاظ على استمرارية النجاح

الاثنين - 06 نوفمبر 2023

Mon - 06 Nov 2023


دائما ما كان يطرح علي هذا السؤال: «ماهي المهارات التي ساعدتك على بناء شركات ناجحة والحفاظ على استمراريتها؟!»
ودائما ما كنت أرى أن مهارة «التفويض» تأتي على رأس تلك المهارات.. فماذا يعني التفويض؟ ولماذا يخشاه عدد كبير من المديرين؟
التفويض ببساطة يعني قيام المدير بنقل جزء من مهامه لشخص آخر في فريقه، ليدربه على القيادة ومسؤولياتها، أو يشركه في عملية صناعة القرار، ما يعزز من ولائه للمؤسسة، أو يقلل من عبء المهام التي يتولاها المدير بنفسه، وبالتالي يجد الوقت والطاقة لتطوير أداء فريقه.

ولكن من خلال خبرتي الشخصية، وجدت أن عددا كبيرا من المديرين يفتقرون لامتلاك تلك المهارة، بل ويتجاهلونها من الأساس في كثير من الأحيان، لمجموعة من الأسباب، مثل:
- انخفاض ثقة المدير في نفسه أو في فريق العمل، حيث قد يخشى المدير من نجاح الموظف الذي يقوم بتفويضه في إتمام المهمة بشكل أفضل منه، وبالتالي يظهر أنه أكثر كفاءة منه، أو على النقيض، حيث قد لا يثق المدير في قدرة أفراد فريقه على إنجاز المهمة بالشكل المطلوب.
- خوف المدير من أن يراه مديروه أنه متخاذل في عمله لأنه فوض موظفيه لإتمام مهامه.

- نقص المهارات الإدارية المطلوبة للتفويض، والتي يأتي منها مثلا ضعف قدرة المدير على التواصل مع موظفيه أو إرشادهم.

- عدم توفر الوقت الكافي للمدير حتى يقيم موظفيه ويدربهم على إتمام المهام التي يرغب في تفويضهم على القيام بها.

ولكني أؤمن أن القائد الناجح يجب ألا يمتلك مثل تلك الأفكار، وأن يعمل على تأسيس فريق عمل متكامل ومتفاوت المهارات، وأن يرتقي بقدرات فريقه ويضيف إلى خبراته كل يوم، وهذا لن يتحقق إلا بالتفويض الفعال... فكيف يمكنك تحقيقه؟!

ابدأ بتصنيف مهامك حسب واحدة من الأربعة سياقات التالية:
- مهمة وعاجلة: هذه هي المهام التي عليك فعلها بنفسك؛ لأنه قد لا تمتلك الوقت لشرحها لشخص آخر أو لتصحيح أخطائه.
- غير مهمة ولكن عاجلة: فوضها لشخص آخر من أعضاء الفريق؛ لأن عدم أهميتها يسمح بوجود فرصة للتجربة والخطأ، وبهذا توفر لنفسك وقتا أكبر للأهم.
- مهمة ولكن غير عاجلة: ضع خطة تفصيلية لها وقسمها على خطوات ثم فوض أحد موظفيك للقيام بها، لكن تأكد من متابعتك له، حتى تضمن وصولك للنتيجة المرغوبة بأفضل شكل ممكن.

- غير مهمة وغير عاجلة: إذا كان لديك الكثير من المهام الأخرى، فعليك بالتفكير في إلغائها من جدول الأعمال أصلا، ولكن إن اضطررت للقيام بها لأي سبب، فيمكنك تفويضها بالطبع لتكون فرصة لفريقك أن يتعلم شيئا جديدا.

بعد تصنيف مهامك، هناك مبدأ هام يجب أن تدركه، وهو أن «التفويض» لا يعني تنصلك من المسؤولية، فطالما قام عضو في «فريقك» بالقيام بالمهمة، فأنت هنا المسؤول عن الفشل في إتمامها بالشكل المطلوب ولا أحد سواك، لأنك منذ البداية لم تدربه عليها أو تتابعه بالشكل الكافي أو كان اختيارك له خاطئ من الأساس!
في النهاية، أؤكد على أن المدير الناجح هو الذي يستطيع من خلال التفويض أن يطور من أداء وقدرات فريقه، وأن يضمن استمرارية العمل بشكل فعال حتى في حالة عدم وجوده؛ لأن هذا هو النجاح الحقيقي، وهكذا يستمر نمو وارتقاء أي مؤسسة.