فهد عبدالله

فعالية مؤشرات الأداء

الاثنين - 09 أكتوبر 2023

Mon - 09 Oct 2023

كتصرف يوصف بأنه طبيعي يمارسه القادة في الشركات والمنظمات بأن تجد معظم الاهتمام لديها ينصب على النمو والتطور والربحية المتزايدة من سنة إلى أخرى، ويقل الاهتمام أو يقع في منزلة متدنية ببقية مفردات التشغيل الأخرى التي قد لا تتقاطع بشكل مباشر مع ذلك المنظور الذي يدور حول النمو والمركز المالي القوي.

لذلك تجد بعض الأحيان في كثير المبادرات عند تقديمها وعرضها للقادة وصانعي القرار إذا أرادت أن ترى النور يجب على صاحبها التركيز قليلا على أهم جزئية ينظر إليها بتفحص ويسمع إليها بإنصات وهي إجابة سؤال ما هو الأثر المالي الذي يمكن أن تحدثه هذه المبادرة.

كنت أقرأ في كثير من تفاصيل الأزمات الصناعية التي تحدث في الشركات العالمية السابقة وأجد المراقبين يتحدثون عن هذا المعنى بشيء من الإسهاب حول أن الكارثة والأزمة إذا وقعت يقض مضجع القيادات في تلك المنظمات ويصبح العمل على قدم وساق لتجاوز هذا الأزمة بسبب كونها ذات أثر مباشر على الربحية والسمعة المؤسسية فضلا عن أن الأزمة قد تكون مهدد لها حقيقي في الوجود أو العدم، وأن هناك عتب إداري وقيادي لعدم وجود مفهوم المحافظة على المكتسبات الذي يتوازى مع أهمية مفاهيم التوسع والنمو والربحية فأزمة واحدة كفيلة بأن تبعثر الأوراق وقد تضرب جذور التوسع وتأخر النمو إن لم توقفه.

يأتي السؤال البديهي والذي يمتلئ بالمنطق أن الإدارات العليا غير قادرة على لملمة شتات جميع الأمور التشغيلية لحجم المسؤوليات فضلا عن الأدوار الاستراتيجية الواجب أدائها، فكيف لها أن تجمع بين نزعة التوسع والنمو والربحية وبين المحافظة على المكتسبات؟، والحقيقة أن هذا السؤال يطول جوابه إجمالا وكذلك تتهادر فيها الكلمات تفصيلا، ولكن ببساطة العبارات نستطيع أن نقول بأن الجمع بينهم يحصل من خلال فعالية مؤشرات الأداء.

لن أتحدث هنا عن مدى ذكاء هذه المؤشرات (SMART) أو كيفية وضعها وتغذيتها بالأرقام، ولكن هنا الحديث عن كيفية تعامل الإدارات العليا مع هذه المؤشرات لكي تستطيع أن تجمع بين أدوارها الاستراتيجية والنزعة المطلوبة منهم في تحقيق الربحية وكذلك المحافظة على المكتسبات، سأذكر خمسة ملامح لفعالية مؤشرات الأداء من منظور المحافظة على المكتسبات للإدارات العليا:
  1. عشرات المؤشرات التي يمكن استنطاقها من عملية تشغيلية واحدة معينة، هل يتم رصدها ومراقبتها من قبل الإدارة التنفيذية؟ بالتأكيد لا ولكن يمكن استحسان رصد المؤشرات التي تعطي نتائج لأكثر من 80% أثرا من ذلك الجهد التشغيلي، فضلا عن أن الكثرة هنا ستغلب شجاعة الحكومة.
  2. شفافية مؤشرات الأداء بحيث تكون مرئية وقابلة للوصول من أي شخص بالمنظمة مما يرفع جانب المسؤولية والمحاسبة وخاصة أنها مؤشرات وترصد للإدارة التنفيذية يفترض بأن تكون قليلة ومهمة جدا، والجزء الآخر من هذه الشفافية في كيفية تحديثات الأرقام فيها وأنها غير قابلة بقصد أو بغير قصد للتزييف.
  3. واقعية هذه المؤشرات، التعامل مع المؤشرات وكأنها أحلام أو طموحات تتجاوز الحد سيفقدها قيمتها وأهميتها مع الوقت. أن تضع مؤشرا يمكن تحقيقه في خمسة سنوات ويتم عسف تحقيقه في سنة له أثر سلبي على الشركة والعاملين والعملية الإدارية برمتها.
  4. الوضوح التام من قبل الإدارة التنفيذية تجاه ماذا بعد أن يتم تحقيق المؤشرات بفعالية من الوحدة التنظيمية، هل هناك إجراءات واضحة لعمليات الثواب والعقاب أن صحت العبارة. عدم وجود شيء من هذا القبيل سيجعل من متابعة هذا المؤشرات بفعالية وكأنها من ضمن بقية الأعمال الأخرى التي تستوي فيها جميع أوزان الأهميات.
  5. أخيرا، الاجتماعات الدورية المنفتحة في مراقبة ومتابعة مؤشرات الأداء والتي يشوبها نغمة المتابعة والرغبة في التقدم عوضا عن نغمة التحقيق وترصد الخطأ؛ لأن من طبيعة مؤشرات الأداء الارتفاع والانخفاض لأنها في الأغلب مرتبطة بالبشر الذين يشتركون معها في هذه الترددية. المهم هنا أن المراقبة يجب لها أن تشمل الأداء وصحة المدخلات.
fahdabdullahz@