حاتم المسعودي

تذكرة درجة أولى للمعلمين والمعلمات

الثلاثاء - 23 مايو 2023

Tue - 23 May 2023

كتبت في مقال سابق بعنوان «التعليم مهنة المتاعب» وركزت بشكل جزئي على عظمة دور ومكانة المعلمين والمعلمات التي من المفترض أن يقدرها مرجعهم قبل مجتمعهم وإن كان الأصل أن مكانة المعلم مهمة في أي مجتمع تواجد فيه؛ لأنه يمثل أبعادا مهمة في مسيرة الجيل، ولا يزال في ذهني عظمة معلمين أشرفوا عليّ وأيضا من أراهم يشرفون على أبنائي حاليا.

لست أتحدث عن المعلمين والمعلمات من وجهة نظر تعاطفية بل واقع يجب أن يبدأ من مرجعهم وهي وزارة التعليم، حيث ما شاهدته من رده فعل عن مقالي السابق وتفاعل يؤكد على ضرورة احتواء هؤلاء العظماء بدلا من الاحتراق الوظيفي والاختلاس النفسي الذي يعيشونه وألتمسه من ردود الأفعال الظاهرة في المجتمع.

وللقياس على ما سبق قبل أن نحكم على المعلم ونقيمه لا بد الحكم على البيئة التعليمية التي ليست مثالية عطفا على المميزات والمحفزات وأيضا البنية التحتية فعندما نقيم حدثا لمعلم مع طالب ما بين 30 طالبا في صف واحد نتيجة شكوى تعسفية أو ردة فعل طبيعية نتيجة لعوامل اجتماعية وأسرية وعملية فإن وقع الخطأ وارد وطبيعي ومن يعمل أكيد أنه قد يخطئ وليس منزها، وفي نفس الوقت لا أبيح تكرار الأخطاء لكن أعود لمسألة القياس ونسبة الخطأ من العدد الكلي المشرف عليه ذلك المعلم أو تلك المعلمة.

ما يتعرض له المعلمون والمعلمات من سخط وتحميل أكثر من طاقتهم وبيئة غير محفزة حاليا يجب أن تقف أمامه وزارة التعليم بكل شجاعة؛ فهؤلاء هم كادرهم وأصحاب الدور الأكبر في نجاح العملية التعليمية؛ لذلك لابد قبل التركيز على الاختبارات والجزاءات صناعة وخلق بيئة تعليمية محفزة للمعلمين أولا قبل الطلاب والعمل بجوارهم وليس أمامهم أو خلفهم وجعلهم صناع قرار وقادة للمنظومة وشركاء لها.

عندما نتحدث عن أفضل الشراكات إنتاجا في العالم نجد أن بيئة العمل فيها تضع الموظف أولا من مميزات ومحفزات وبرامج ترفيهية في حين لم أسمع قط عن برامح محفزة للمعلمين والمعلمات مقابل الإبداع والتميز؛ فمثلا تذكرة درجة أولى أو راتب إضافي أو إجازة استثنائية وغيرها من الحلول التي ستجعل من المعلمين والمعلمات يظهرون عظمتهم بشكل أفضل ويتواجدون بشكل أكثر إيجابية وجمال.

hatim_almsaudi@