بسام فتيني

لوغاريتمات استغلال المشاهير!

الاثنين - 03 أبريل 2023

Mon - 03 Apr 2023

طوال العام يشتمون المشاهير ويسمونهم (مشاهير الفلس)، ويسقطون عليهم كل نوائب الدهر، ويحاربونهم بالسكين والنار، ثم إذا جاء موسم رمضان وسوقه التجاري الذي يعتمد على لغة الأرقام والمشاهدات والتأثير، كان هؤلاء المشاهير المغضوب عليهم هم أول الضيوف في البرامج الحوارية، وأصحاب الفرص التمثيلية أمام القامات (الطاش ماطاشية)!

هذا الانفصام التعاملي مع المشاهير، هو ما يجعل العملية معقدة طوال العام، فلماذا لا يتعامل الجميع مع المشاهير طوال العام كما يعاملونهم في رمضان؟، لماذا لا يتم احتواء وتقويم وتوظيف تأثيرهم؟، لماذا لا نضمهم في أحضان الوطن ونعدل ونشذب سلوكهم الخاطئ إن وجد؟. هذه القوى الناعمة الشابة الفتية، من الظلم أن نعاملها كفيروس معاد!

هم مننا وفينا، هم أولى بقنواتنا وأدوار ممثلينا، هم الاستثمار الحقيقي القادم، ولا سيما الجيد منهم والمحترم فعلا وقولا، بل وحتى المخطئ منهم، من واجب الجهات الإعلامية المسؤولة عنهم استدعائهم وتوجيههم قبل أن يقعوا في الفخ، وكم من شاب طائش ارتكب أخطاء بجهل، ثم ما لبث أن تحول إلى معول بناء، بعد أن نضج وكبر وقدر من احتواه وعلمه وصبر عليه، وكان حنونا عليه عند الغضب!

ما أقوله الآن يجب أن يتحول إلى أسلوب ومنهج عمل، للتعامل مع المشاهير، خصوصا (صغارهم) في العمر، وفي هذا العام بالتحديد، وقبيل رمضان، شاهدت هجوما وتسخيفا لمسلسل سنوي يقوم عليه شباب ومن سنوات، لكنه بلغة الأرقام كان ولا زال يكتسح الأعداد المليونية في المشاهدات!، بل وفي آخر إحصائية هذا العام كانت المشاهدات ضاربة في أعماق شباب (البومب)، ودخلت في خانة المليار!

حلقة واحدة لمسلسل ذي تأثير عميق على شريحة الشباب، كان له الأثر العظيم للتحذير من مادة (الشبو) المدمرة المخدرة!، تلك الحلقة كانت خيرا من ألف خطبة ومادة تحريرية أو عبارات وعظية!، فهذا هو الفن الحقيقي وهذا هو الأهم في توظيف التأثير، لتمرير التوجيه الناعم للنشء الذكي الذي لا يقبل بالتوجيه المباشر، ولا يستسيغه ولا يقبل المعلومة إلا من موجة تواكب موجته، ولا يمكن أن تتناغم الموجة الشابة إلا بموجة شابة مثلها، تعادلها في المستوى وتوازيها في المعيار!

خاتمة، لا تشتموهم، احتووهم فهم الرهان القادم على التأثير.

BASSAM_FATINY@