عبدالمعين عيد الأغا

3 تمرات كافية لهؤلاء

الأربعاء - 29 مارس 2023

Wed - 29 Mar 2023

مع روحانية الشهر الفضيل وخصوصيته وما يتميز به قد يكثر معظم أفراد المجتمع من تناول التمر طوال اليوم، لكونه يقدم بجانب القهوة طوال الفترة الممتدة من الإفطار وإلى السحور، وقد لا يشكل ذلك مشكلة صحية عند الأصحاء الذين لا يعانون من أي أمراض.

والإفطار على التمر يعتبر علميا من العادات الصحية التي ينصح باتباعها بعد ساعات طويلة من الصيام؛ لأنه غني بالألياف والبوتاسيوم وغيرها من العناصر الغذائية الأخرى والتي غالبا ما يفتقدها الجسم خلال النهار، كما يعتبر التمر سهل الهضم ويكسب الصائم شعورا بالطاقة والشبع بعد دقائق قليلة من تناوله.

ولكن الحال يختلف بالتمام والكمال عند مرضى السكري، إذ إن السؤال الذي قد يتوجه به البعض، كم تمرة يسمح لمرضى السكري بتناولها على مدار اليوم؟

والإجابة: ينصح مرضى السكري ألا يتناولوا طوال اليوم أكثر من ثلاث تمرات صغيرة إلى متوسطة الحجم، وذلك لأن التمر غني بالسكريات والسعرات الحرارية، فحفاظا على صحتهم ولجعل نسبة السكر في المعدلات الطبيعية يجب عدم تجاوز هذه الكمية.

والواقع التمر يحتوي على كميات جيدة من الألياف الغذائية وهي مهمة لمرضى السكري في المعدل المحدد، حيث تعمل على إبطاء امتصاص السكر في الدم وبالتالي تساعد على منع ارتفاع السكر في الدم، بالإضافة إلى أن الألياف تحسن من صحة الجهاز الهضمي وتعمل على خفض الكوليسترول الضار في الجسم، وتزيد الشعور بالشبع.

وبعض مرضى السكري يفضلون تناول البلح وهذا أيضا مفيد لكونه يتميز باحتوائه على 2 جرام من الألياف الغذائية التي تجعله من الأطعمة الآمنة لمرضى السكري، لأنها تساعد على إبطاء امتصاص الكربوهيدرات الموجودة به في الأمعاء، كما أن من الأسباب التي تجعل البلح آمنا على مرضى السكري، هو انخفاض مؤشره الجلايسيمي، أي أنه من الأطعمة التي لا تؤدي إلى ارتفاع سكر الدم عند تناولها.

وهناك من ينشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي بأن بعض أنواع التمور مخصصة لمرضى السكري وتحتوي على مستويات منخفضة من السكريات، وقد يكون ذلك بدوافع تسويقية، ولكن الحقيقة هي أن جميع أنواع التمور تحتوي على نسب عالية من السكريات باختلاف الصنف ومراحل النضج، فلا يوجد دليل ثابت على أن أنواع معينة من التمور تناسب مرضى السكري.

وأخيرا.. خير نصيحة لمرضى السكري عدم كسر قاعدة الحمية، وتناول الأكل الصحي وتجنب وجبات الدهون والسعرات الحرارية، ومارس رياضة المشي بعد صلاة التراويح، وتجنب أي نشاط رياضي خلال فترة الصيام، الحرص على قياس نسبة سكر الدم عبر الجهاز المنزلي إذا لم يكونوا من مستخدمي أجهزة التحكم في السكري (حساسات السكر)، وأهم نصيحة أنه في حال التعرض لأي نوع من مضاعفات السكري أو الشعور بعدم استقرار نسبة سكر الدم بسرعة كسر الصوم حفاظا على سلامة صحتهم ولديهم في ذلك الرخصة الشرعية، كما ينصح جميع مرضى السكري بتأخير وجبة السحور قدر المستطاع لضمان أقصى استفادة من العناصر الغذائية الموجودة فيها، وتناول وجبة سحور متوازنة ومتكاملة بعيدا عن الدسم والدهون، وتحتوي على عناصر غذائية تستغرق وقتا أطول في الهضم للحفاظ على مستوى السكر في الدم مثل الألياف الموجودة في طبق السلطة، والحرص على شرب كميات معتدلة من الماء في الفترة بين الإفطار حتى السحور للحفاظ على نسبة السكر في الدم، وتنشيط الدورة الدموية، وتجنب لزوجة الدم، وضرورة تجنب الأطعمة التي تحتوي على نسبة مرتفعة من السكر والملح.