تجليات الأربعين
الأحد - 19 مارس 2023
Sun - 19 Mar 2023
يحدث أن يختلف تعاطي الإنسان مع أفكار كان يؤمن بها أو يرفضها بحسب المرحلة العمرية والظرف الزمني، ومع تعدد التجارب يتبدى له مدى صلاحية ما يعتقده ويفكر به، إن الحياة صورة ويولد الإنسان في زاوية يرى جزءا بسيطا منها، وتتسع هذه الزاوية مع مراحل عمره وحركته وتجاربه، وكلما كبرت تجاربه كبرت الزاوية التي ينظر منها على الحياة، وتلك النظرة تختلف من شخص لآخر بحسب تجاربه.
يذكر الكاتب محمد الرطيان في فيديو نشره بحسابه على تويتر متحدثا أن قراءته للقرآن اختلفت بعدما وصل للأربعين واستنباطه لمعاني كانت غائبة عنه، فيقول «نادم أني لم أكتشف القرآن إلا بعد الأربعين»، أي بفهم جديد مختلف، ويقول «قرأت في شتى المعارف لم أجد هذا التجدد في المعاني والدهشة واللذة إلا فيه، وكأني أقرأه لأول مرة، سره المعجز جعل في معانيه انسجاما لكل زمان ومكان».
بعد انتصاف العمر يأتي التكليف على تحمل المسؤوليات الجسام، وبعد رحلات ومشاق يكابدها لتعده وتهيئه، ونزول الوحي على نبينا - صلى الله عليه وسلم- بعد بلوغ الأربعين، دليل ليكون نضج وعيه وشدته رافدين لتحمل ثقل الأمانة ونشر الرسالة.
تغرب رحلة الفتوة وتشرق شمس الأربعين ليدرك المرء أن ما كان أولوية ونشوة لقلبه أضحى الآن طيفا وكحلم عابر يداعب مخيلة النائم، وأن ما بعدها هو المصير الذي يجب أن يكافح لأجله.
يقول قائل: العمر ليس إلا رقما وكم من عشريني بعقل أربعيني! قد يحدث، ولكن للتجارب وطول المعاناة ما يؤهله للأسبقية في النضوج، والعبرة ليس ما يحصله الإنسان دفعة واحدة دون أن يسقط ويتعلم من السقوط؛ فالتعرف على الطريق أولى خطوات الوصول للهدف، وما النظر للهدف دون معرفة ما يؤدي إليه إلا شتات في الأمر، وهذا ما يميز الناضج المجرب.
وكذا في القراءة والاطلاع، يختلف الاستنباط باختلاف تجربة القارئ وصراعاته، ما يدهشه بالأمس لا يكون له ذات الوقع اليوم والعكس.
iAsoul@
يذكر الكاتب محمد الرطيان في فيديو نشره بحسابه على تويتر متحدثا أن قراءته للقرآن اختلفت بعدما وصل للأربعين واستنباطه لمعاني كانت غائبة عنه، فيقول «نادم أني لم أكتشف القرآن إلا بعد الأربعين»، أي بفهم جديد مختلف، ويقول «قرأت في شتى المعارف لم أجد هذا التجدد في المعاني والدهشة واللذة إلا فيه، وكأني أقرأه لأول مرة، سره المعجز جعل في معانيه انسجاما لكل زمان ومكان».
بعد انتصاف العمر يأتي التكليف على تحمل المسؤوليات الجسام، وبعد رحلات ومشاق يكابدها لتعده وتهيئه، ونزول الوحي على نبينا - صلى الله عليه وسلم- بعد بلوغ الأربعين، دليل ليكون نضج وعيه وشدته رافدين لتحمل ثقل الأمانة ونشر الرسالة.
تغرب رحلة الفتوة وتشرق شمس الأربعين ليدرك المرء أن ما كان أولوية ونشوة لقلبه أضحى الآن طيفا وكحلم عابر يداعب مخيلة النائم، وأن ما بعدها هو المصير الذي يجب أن يكافح لأجله.
يقول قائل: العمر ليس إلا رقما وكم من عشريني بعقل أربعيني! قد يحدث، ولكن للتجارب وطول المعاناة ما يؤهله للأسبقية في النضوج، والعبرة ليس ما يحصله الإنسان دفعة واحدة دون أن يسقط ويتعلم من السقوط؛ فالتعرف على الطريق أولى خطوات الوصول للهدف، وما النظر للهدف دون معرفة ما يؤدي إليه إلا شتات في الأمر، وهذا ما يميز الناضج المجرب.
وكذا في القراءة والاطلاع، يختلف الاستنباط باختلاف تجربة القارئ وصراعاته، ما يدهشه بالأمس لا يكون له ذات الوقع اليوم والعكس.
iAsoul@