حرب أوكرانيا تدخل مرحلة الوحشية

نيويورك تايمز: بوتين يدافع عن عظمة روسيا مهما كان الثمن
نيويورك تايمز: بوتين يدافع عن عظمة روسيا مهما كان الثمن

الجمعة - 27 يناير 2023

Fri - 27 Jan 2023

تدخل الحرب الأوكرانية مرحلة أشد وحشية وفتكا مع تزايد قوة المعارك، وارتفاع عدد الضحايا، والغموض الذي يحيط بنهايتها.

ويشير تقرير حديث لصحيفة «نيويورك تايمز» إلى أن الضربات الصاروخية الروسية القاسية والعشوائية على أهداف مدنية مصدر منتظم للرعب، حيث أصاب صاروخ روسي مبنى سكنيا في مدينة دنيبرو في وسط أوكرانيا مؤخرا، وفي الوقت نفسه، يعزز موردو الأسلحة الغربيون لأوكرانيا ترسانة كييف بالمدرعات وأنظمة الدفاع الجوي التي كانوا حتى وقت قريب مترددين في نشرها ضد روسيا خوفا من تصعيد هذا الصراع إلى حرب شاملة بين الشرق والغرب.

وتشمل الأسلحة الأمريكية الأخرى التي أضحت في طريقها إلى أوكرانيا منظومة باتريوت، وهي نظام الدفاع الجوي الأرضي الأمريكي الأكثر تقدما، ومركبات برادلي القتالية وناقلات الجنود المدرعة وأنظمة المدفعية.

وشارك حلفاء الناتو بمزيد من الأسلحة، بما في ذلك أول دبابة ثقيلة يتعهد بها لأول مرة لأوكرانيا، وهي الدبابة الثقيلة تشالنغر 2 من بريطانيا.

تردد ألمانيا

وواجهت ألمانيا، التي كانت مترددة تاريخيا في استخدام دباباتها ضد روسيا، لضغوط شديدة للسماح لحلفائها بتصدير دبابتها ليوبارد الخارقة إلى أوكرانيا. وأشار وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن أخيرا إلى أن هذه «ليست اللحظة التي يتردد فيها أي طرف» وإنما هي «لحظة للتعمق».

وهذا يعني أن الحقول الموحلة الواسعة في أوكرانيا ستشهد قريبا حربا واسعة النطاق بالدبابات والخنادق مجددا.

وتأمل أوكرانيا ومؤيدوها أن تكون الأسلحة الغربية حاسمة، مما يمنح كييف فرصة أفضل لإضعاف الهجوم الروسي وصد الروس وإعادتهم إلى أراضيهم.

ويتكلم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن طرد روسيا من أوكرانيا تماما، بما في ذلك الأراضي التي استولت عليها في 2014 في شبه جزيرة القرم وشرق أوكرانيا.

انحطاط الغرب

وفيما باغتت بداية الحرب الروس، لكن بوتين بدا مقتنعا بأن الغرب المنغمس في هوة الانحطاط والانحدار سيئن لكنه لن يحرك ساكنا، ويبدو أنه وقادته لم يكونوا مستعدين للمقاومة غير العادية التي واجهوها في أوكرانيا، أو للسرعة التي اتحدت بها الولايات المتحدة وحلفاؤها، الذين روعهم الانتهاك الفظ لنظام ما بعد الحرب، دفاعا عن أوكرانيا.

وبدعم من رئيس الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، البطريرك كيريل، صعد الرئيس ما يصر على تسميته «عمليته العسكرية المحدودة» إلى صراع وجودي بين روسيا العظمى المباركة روحيا والغرب الفاسد والمنحل.

ويدرك الروس أن أوكرانيا لم يكن ينظر إليها إلى حد كبير على أنها عدو، ناهيك عن كونها عدوا لدودا، حتى استولى بوتين على ش به جزيرة القرم وأشعل صراعا انفصاليا في شرق أوكرانيا عام 2014.

وسافر الروس والأوكرانيون بحرية عبر حدودهم المديدة، وكان لدى كثيرين منهم عائلة أو معارف أو أصدقاء على الجانب الآخر من الحدود.

تركيع أوكرانيا

وتقول الصحيفة الأمريكية، «إنه بعد كل الفقر والقمع والعزلة التي عاشها الروس في ظل الحكم السوفيتي، عليهم أن يتذكروا أنه إلى أن بدأ بوتين في محاولة تغيير حدود أوكرانيا بالقوة في 2014، كانوا يتمتعون بما اعتبره أبناء البلدان الصناعية الأخرى فرصة لتلقي رواتب لائقة وشراء السلع الاستهلاكية والتمتع بحريات واسعة إلى حد كبير للسفر إلى الخارج والتعبير عن آرائهم.

وأضافت «الروس يعرفون أهوال الحرب الشاملة.

ويجب أن يعرفوا أن بوتين لم يختلق شيئا يضفي شرعية على تسوية البلدات والمدن بالأرض، أو القتل والاغتصاب والنهب، أو الضربات المتعمدة ضد إمدادات الطاقة والمياه في جميع أنحاء أوكرانيا.

وإذا لم تكن أوكرانيا عدوة من قبل، فقد ضمن بوتين أنها أمست عدوة الآن».

واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول «لقد حول بوتين روسيا إلى دولة معتدية في بقاع كثيرة من العالم، مدعيا أنه يدافع عن عظمة روسيا، وفي الوقت الراهن، يبدو أن بوتين لا يزال يعتقد أنه قادر على تركيع أوكرانيا وتحديد مصيرها، مهما كان الثمن».