عمر العمري

لتكن بعض الأيام الدراسية «عن بعد»

الاحد - 11 ديسمبر 2022

Sun - 11 Dec 2022

بداية أرى أنه من الإيجابية بمكان استمرار الأطروحات والنقاشات من الكتاب التربويين والمثقفين لطرح ومناقشة الأفكار الجديدة والناقدة، وقد تكون سباقة لتحسين الخطط الدراسية والرحلة التعليمية، بعضها انعكاس لما يسمعونه من المجتمع أو الميدان التربوي، وبعضها استجابة لما يشاهد من واقع الظروف الحياتية والمرورية والزحام في المدن الكبيرة مثل الرياض وجدة وغيرهما.

وبعضها من باب الإنسانية وإعتاق الطلاب والمعلمين من فترات الجلوس الطويلة على مقعد السيارة أو المقعد المدرسي في ظل طول العام الدراسي المكون من ثلاثة فصول، وفي نفس الوقت استمرار للعلمية التعليمية ولكن عن بعد لبعض أيام الفصل الدراسي وليكن مثلا يوم الخميس من كل أسبوع وبعض الأسابيع يومي (الأربعاء والخميس)، وكذلك طيلة شهر رمضان المبارك، وعند الحاجة مثلا في أيام شدة الحر ودرجات الحرارة المرتفعة في فصل الصيف.

وفي ذات الأمر هي فرصة لتعزيز مهارات جديدة في التقنية والاستفادة من البنية الرقمية المتطورة والمنصات التعليمية وإتمام جوانب أخرى من الدروس والواجبات والعروض والبحوث ومناقشتها والتي لا تحتاج لحضور فعلي للمدرسة ومن باب كسر الروتين اليومي الممل، وترك مساحة اجتماعية أوسع يعيشها الطالب مع أسرته الصغيرة والكبيرة لتعلم مهارات حياتية شخصية واجتماعية جديدة قد لا يتعلمها بالضرورة داخل البيئة المدرسية لو افترضنا أنها مثالية وخالية من جميع أشكال التنمر؛ لذا انتشر دون حلول جذرية وتوعوية لمجابهته.

وأعتقد أنه جزء من حل عدة إشكاليات لابد النظر فيها بشكل جاد للتخفيف منها وهي أن يكون الطالب معظم وقته حبيس الفصل بين الكرسي والطاولة في مغبة واقع هذه الحجر الدراسية المزدحمة بأعداد من الطلاب فوق طاقتها الاستيعابية (والتكيف الله يعلم بحاله) طيلة هذه الخطة الدراسية والتي أصبحت طويلة جدا الآن مما يفقده الكثير من المهارات الشخصية والاجتماعية وانعكاساتها الصحية، وفي ظل غياب البرامج والأنشطة الرياضية والثقافية والفنية الجادة والمدروسة عن البيئة المدرسية حتى الآن. وهذا تحد كبير تواجهه المدارس والمؤسسات التعليمية.

الشعور بالمسؤولية والنقد والاقتراحات لمحاولة التحسين والتطوير والتجديد تجاه التعليم هي موجودة في كل فرد في هذا المجتمع بغض النظر عن قدرته التعبيرية وهذا أمر طبيعي؛ لأنه يؤثر فيهم والجميع يتأثر به، ودور الكتاب والمثقفين هو أن يعكس هذه الآراء وفق سياقها التربوي العلمي لإيصال الرسالة، ويبقى هاجس الجميع جودة التعليم والفاقد التعليمي ومدى مناسبة مخرجات التعليم لمتطلبات القرن الواحد والعشرين، والتطور الكبير الذي يشهده العالم والمملكة بشكل خاص وهي عضو مجموعة العشرين، وانطلاقا من أن الإنسان هو الاستثمار الأمثل وأن بناءه لا يكون إلا بالتعليم المتقن، والتعليم هو أهم أركان النهضة في أي مجتمع، فلابد أن يحاط بسياج من البحث العلمي الرصين لحمايته وتدعيمه وتطويره باستمرار بما يتناسب مع متطلبات المجتمع وواقعه الاجتماعي والاقتصادي.

3OMRAL3MRI@