حسن علي القحطاني

سر القوة السعودية

الأحد - 06 نوفمبر 2022

Sun - 06 Nov 2022

بعض العقول العربية الجمعية مليانة بالمدسوسات؛ منها رسم صورة نمطية للسعودية كدولة ضعيفة سياسيا وعسكريا ومتخلفة اجتماعيا؛ ومع مرور الوقت يحلم من يسوقها في أن تصبح مسلمات؛ ولعل ذلك لأسباب من أهمها الضخ الإعلامي المعادي للمملكة العربية السعودية وخصوصا من ذيول الإعلام الإيراني الناطق بالعربي؛ بالإضافة إلى خرفان الإعلام الإخواني؛ وخلايا الذباب الالكتروني؛ وبعض المؤدلجين القائمين على قنوات تقتات على فضلات بعض الأنظمة.

أضف إليهم كتابا حاقدين أو شراذم المشردين في وسائل التواصل الاجتماعي؛ كل هؤلاء ينصب تركيزهم من سنوات طويلة على بناء مثل هذه الأفكار المشوهة، بينما يسوقون للتسليم بفكرة أن ملالي إيران يملكون قدرات عسكرية لا يستطيع أحد مجاراتها؛ وأن جندي حرس (الثور) الإيراني يملك إمكانات (باتمان) السينمائية؛ حتى وصل بالبعض منهم أن يتوهم بقدرة هذا النظام الإرهابي أو يحلم بأن توجه عمائم إيران السوداء ضربة عسكرية ضد السعودية؛ وهنا لن يفاجئني من يستشهد بضرب منشآت بقيق ولكن سيثير دهشتي عدم علمه بأن إيران ومن خلفها تنصلت حتى اليوم من مسؤولية الهجوم خوفا من ردة الفعل السعودية.

وإن كانت - وهذا رأيي الشخصي - هناك حقيقة لا يمكن تغطيتها بغربال هي أن الرد السعودي وصل ملالي إيران في كيس فحم محروق ومقسم لا يصلح حتى للشواء؛ أما نباح حسين حرامي قائد حرس (الثور) الإيراني فمعلوم أنه لإرضاء شهوة الانتصار المستحيل؛ فهو ومن قبله يعلم أنه لن يصمد لا هو ولا جراؤه أمام رد السعودية عسكريا إن نزغه شيطانه أو رب نعمته لفعل أي حماقة باتجاه الأراضي السعودية.

ولمن يملك ذاكرة السمكة عليه عدم نسيان خط الملك فهد رحمه الله، الذي وضع أثناء الحرب العراقية الإيرانية عام 1984؛ وهو عبارة عن منطقة اعتراض جوي خارج المياه الإقليمية السعودية؛ رسمه في منتصف الخليج العربي وتم إسقاط ثلاث مقاتلات إيرانية وولت الرابعة هاربة عندما حاولت تجاوزه؛ ولم تجرؤ إيران على الرد رغم إعلان السعودية مسؤوليتها في كل وسائل الإعلام العالمية والمحلية المتاحة في ذلك الوقت؛ وبحكم التخصص لن أتوسع عسكريا.

أما السبب الثاني وهو الأهم أن السياسة في المملكة العربية السعودية لها منهج مختلف في الرد على العنتريات والمنبريات؛ سياسة مبنية على الحكمة والهدوء والصبر؛ وتتعامل مع التحديات والتهديدات بما يتناسب معها كما وكيفا؛ فما يمكن حله بالسياسة يحل بها؛ وما يتطلب حله الحزم والعزم فهي له؛ وردها يكون فعلا لا قولا؛ لذلك فالعقول العربية العاطفية المتعودة على الحنجوريات غير مستعدة للبحث والقياس بشكل علمي وموضوعي عن الثقل الإقليمي أو الدولي للسعودية؛ ولا عن مدها يد العون لكل أشقائها في كل نائبة تصيبهم؛ ولا عن دورها في تحرير جيرانها؛ ولا تذكر مواقفها الثابتة الداعمة لقضايا الأمة العربية والإسلامية؛ ولا سعيها الحثيث لكل ما فيه خير وسلام للعالم أجمع؛ مترفعة عن العرقيات والإثنيات المقيتة.

أخيرا... يبقى الشعب السعودي الوفي؛ المخلص لله ثم لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده؛ والعاشق لتراب وطنه؛ هو القوة التي لن يزعزعها الأدعياء؛ وكل يوم يمضي علينا يقربنا من تحقيق أحلامنا في الريادة العلمية والتقنية والصناعية إقليميا وعالميا؛ وبمشاركة جيراننا وأشقائنا سنصل بإذن الله لأهدافنا؛ بينما يغرق الكارهون في وحل التخلف ويدفنون في كهوف الكهنوت.

hq22222@