أن تقرأ لوليتا في طهران
السبت - 22 أكتوبر 2022
Sat - 22 Oct 2022
بدت صورة الفتاة التي نزعت الحجاب ومسكت المقص لتقص شعرها، زاعقة في التأثير على قلبي. وضعت الصحيفة الصورة في صدر صفحتها الأولى، فكان ذلك له تأثير أعمق في شد الانتباه.
الغريب أنني في هذا الصباح كنت أعيش في غشية المنوم مغناطسيا، وأنا أقرأ كتاب آذر نفيسي «أن تقرأ لوليتا في طهران» سيرة في كتاب.
استيقظت جميع حواسي وأنا أنظر إلى صورة المحتجة الإيرانية، إذ كانت ملامحها متجهمة وظهرت دون حجاب، وقد مسكت المقص بحدة، فعلت ذلك تنديدا بممارسات النظام الإيراني ضد المتظاهرين الذين نظموا احتجاجات أمام الجامعات وفي الميادين والأحياء، وردد المتظاهرون شعارات منددة، والسبب الذي من أجله أحرقت النساء أحجبتهن وقصصن جزءا من شعرهن، في تحد لقواعد اللباس الصارمة في الجمهورية الإسلامية والقائمين على تطبيقها، كل ذلك جاء بسبب وفاة الشابة مهسا أميني (22 عاما)، أثناء احتجازها الشهر الماضي لدى شرطة الأخلاق أو الإرشاد، لمخالفتها قانونا يبلغ من العمر أربعة عقود.
مهسا أميني انتقلت إلى رحمة الله تعالى، بعد ثلاثة أيام من اعتقالها، وبعد أن تلقت التعذيب والتنكيل بها لدى الشرطة، بسبب ارتدائها ملابس غير لائقة.
أميني من أكراد إيران، وهذا ما دفع لحدوث موجات من المسيرات الغاضبة، والإضرابات في العاصمة، فاهتزت أركان الجمهورية بموجات غضب واحدة تلو الأخرى، لتتوسع شعلة الغضب في الجامعات والمدارس، حيث نظم المتظاهرون موجات من المسيرات الغاضبة والإضرابات المناهضة لنظام الحكم في العاصمة طهران وفي مختلف المحافظات.
أطلق على الانتفاضة التي حدثت أخيرا، «انتفاضة المرأة في إيران»، مما يتشكل في ذهنك عن التناقض الكبير، وذلك ما إن نعود بذاكرتنا إلى 1979م، حيث نشبت الثورة وأطاحت بنظام الشاه، وحولت إيران من نظام ملكي إلى جمهورية إسلامية.
قال حازم صاغية في مقاله عن إيران: ثورة ضد ثورة... «بالطبع ثورة قد تنهزم، إلا أن هذا لا يلغي نجاحها في تقصير عمر النظام، وفي الإعلان عن شيخوخة ثورته الأولى، لقد تحدت الأساسيات الأيديولوجية والتنظيمية التي قامت عليها ثورة 1979».
عطفا على كل ما سبق قوله، بينما كنت أقرأ في كتاب آذر نفيسي في كتابها سابق الذكر «أن تقرأ لوليتا في طهران»، كانت قبل أربعين عاما تذكر طلابها الذين كانوا يأتونها خفية كي يقرؤوا رواية لوليتا للروائي «بانكوف»، كما أشارت في الفصل الـ23 عن قيام الحكومة بمحاولة قمع حركات المعارضة، وإغلاق الصحف والمجلات التقدمية، ومعاقبة الموظفين الحكوميين السابقين، إضافة إلى شن حرب ضد الأقليات، وعلى الأخص الأكراد!، وتنبهت أن مهسا كردية، ولكن لا أظن أنها قتلت لهذا السبب، لكن ما آثارني هو أنني لاحظت أن المظاهرات في إيران لم تأت من مقتل مهسا أو غيرها، فقد اعتاد الإيرانيون وعلى الأخص طلاب الجامعة على القيام بالمسيرات الغاضبة، ضد كل شيء لا يتناسق مع الإنسانية والعرف، وإحساسها بالغضب من أن معظم مدخرات الجمهورية يذهب للجمهور الغاضب من حكومته من الدول الأخرى.
اهتمام إيران بفرض نفسها على المجتمع العربي، خلق لها مواطنين ما زالوا يثأرون، سواء من الحكومة في الداخل أو الخارج.
الغريب أنني في هذا الصباح كنت أعيش في غشية المنوم مغناطسيا، وأنا أقرأ كتاب آذر نفيسي «أن تقرأ لوليتا في طهران» سيرة في كتاب.
استيقظت جميع حواسي وأنا أنظر إلى صورة المحتجة الإيرانية، إذ كانت ملامحها متجهمة وظهرت دون حجاب، وقد مسكت المقص بحدة، فعلت ذلك تنديدا بممارسات النظام الإيراني ضد المتظاهرين الذين نظموا احتجاجات أمام الجامعات وفي الميادين والأحياء، وردد المتظاهرون شعارات منددة، والسبب الذي من أجله أحرقت النساء أحجبتهن وقصصن جزءا من شعرهن، في تحد لقواعد اللباس الصارمة في الجمهورية الإسلامية والقائمين على تطبيقها، كل ذلك جاء بسبب وفاة الشابة مهسا أميني (22 عاما)، أثناء احتجازها الشهر الماضي لدى شرطة الأخلاق أو الإرشاد، لمخالفتها قانونا يبلغ من العمر أربعة عقود.
مهسا أميني انتقلت إلى رحمة الله تعالى، بعد ثلاثة أيام من اعتقالها، وبعد أن تلقت التعذيب والتنكيل بها لدى الشرطة، بسبب ارتدائها ملابس غير لائقة.
أميني من أكراد إيران، وهذا ما دفع لحدوث موجات من المسيرات الغاضبة، والإضرابات في العاصمة، فاهتزت أركان الجمهورية بموجات غضب واحدة تلو الأخرى، لتتوسع شعلة الغضب في الجامعات والمدارس، حيث نظم المتظاهرون موجات من المسيرات الغاضبة والإضرابات المناهضة لنظام الحكم في العاصمة طهران وفي مختلف المحافظات.
أطلق على الانتفاضة التي حدثت أخيرا، «انتفاضة المرأة في إيران»، مما يتشكل في ذهنك عن التناقض الكبير، وذلك ما إن نعود بذاكرتنا إلى 1979م، حيث نشبت الثورة وأطاحت بنظام الشاه، وحولت إيران من نظام ملكي إلى جمهورية إسلامية.
قال حازم صاغية في مقاله عن إيران: ثورة ضد ثورة... «بالطبع ثورة قد تنهزم، إلا أن هذا لا يلغي نجاحها في تقصير عمر النظام، وفي الإعلان عن شيخوخة ثورته الأولى، لقد تحدت الأساسيات الأيديولوجية والتنظيمية التي قامت عليها ثورة 1979».
عطفا على كل ما سبق قوله، بينما كنت أقرأ في كتاب آذر نفيسي في كتابها سابق الذكر «أن تقرأ لوليتا في طهران»، كانت قبل أربعين عاما تذكر طلابها الذين كانوا يأتونها خفية كي يقرؤوا رواية لوليتا للروائي «بانكوف»، كما أشارت في الفصل الـ23 عن قيام الحكومة بمحاولة قمع حركات المعارضة، وإغلاق الصحف والمجلات التقدمية، ومعاقبة الموظفين الحكوميين السابقين، إضافة إلى شن حرب ضد الأقليات، وعلى الأخص الأكراد!، وتنبهت أن مهسا كردية، ولكن لا أظن أنها قتلت لهذا السبب، لكن ما آثارني هو أنني لاحظت أن المظاهرات في إيران لم تأت من مقتل مهسا أو غيرها، فقد اعتاد الإيرانيون وعلى الأخص طلاب الجامعة على القيام بالمسيرات الغاضبة، ضد كل شيء لا يتناسق مع الإنسانية والعرف، وإحساسها بالغضب من أن معظم مدخرات الجمهورية يذهب للجمهور الغاضب من حكومته من الدول الأخرى.
اهتمام إيران بفرض نفسها على المجتمع العربي، خلق لها مواطنين ما زالوا يثأرون، سواء من الحكومة في الداخل أو الخارج.