أحمد الهلالي

محافظة أضم.. وعود كثيرة وآمال مؤجلة!

الثلاثاء - 02 أغسطس 2022

Tue - 02 Aug 2022

محافظة أضم من المحافظات الحديثة، وهي محافظة فتية متنوعة الطبيعة، تتدرج بين التضاريس المنبسطة، والمرتفعات الجبلية الشاهقة، وجميعها مأهولة بالسكان، وتتميز المحافظة بالتنوع الأحيائي، فهي وجهة للنحالة في مواسم إثمار أشجارها، وهذا ما حفز المحافظة مشكورة إلى إقامة مهرجان العسل الأول في الشتاء الماضي برعاية أمير المنطقة خالد الفيصل.

هذه المحافظة الجميلة الوادعة، ما تزال تنتظر إنجاز عدد من مشروعات المواصلات التي تربطها بالمحافظات الأخرى، خاصة المشروعات المتعثرة، كطريق أم حطب، وطريق جبل عفف، ومنتزه الفرع، فصعوبة المواصلات تشكل عائقا أمام فرص التنمية للمحافظة والمراكز والقرى المحيطة بها.

أما مشروعات المياه فقد أرهق المواطنين شحها، ويأتي في مقدمتها مشروع مياه الشرب، وسكان المحافظة ما يزالون ينتظرون مشروع الري الموعود، الذي يفترض أن ينقل المياه من محطة تحلية الليث إلى محافظة أضم، وتوفير خدمات شركة المياه الوطنية لجميع منازل المواطنين في كافة أرجاء المحافظة.

شح المياه -أيضا- كلف المزارعين الكثير، وحداهم إلى هجر مزارعهم، فقد أثرت موجة الجفاف على الآبار، ولم يعد بمقدور بعضهم تعميقها لضعف إمكاناته، أو لعدم وجود التراخيص اللازمة لذلك، وهذا المشكل دفع المواطنين إلى رفع سقف توقعاتهم في الجهات المسؤولة، وأنها ستبادر إلى إنشاء سدود صغرى تبطئ حركة المياه في طبيعة المحافظة المنحدرة إلى الغرب، إذ تتخللها أودية رئيسة كبرى، منها وادي الكفو، وأضم، والجائزة، وشعب، ووادي المرقبان، وربوع العين، والعرج وغيرها، وإبطاء حركة مياه هذه الأودية سيسهم في خزن المياه الجوفية، وإعادة الحياة إلى الآبار الجافة، وتقليل تآكل الغطاء النباتي بفعل الجفاف.

وفي الشأن الزراعي كذلك، ومبادرة السعودية الخضراء، فإن استنبات أشجار المحافظة مثل السدر والسمر والسلم والضهيان والقتاد والعدنة والأباري والأثب والسرح والبشام وشجر المر والنبع والتنعيم والرنف والعتم والبن والضبر والأراك والنباتات المتسلقة والصبار والسلب وغيرها، وصناعة مبادرات تشجع الأهالي على زراعتها، وتوفير مشاتل مدعومة من الوزارة تؤمن الشتلات المعالجة للراغبين، وتوفير المعلومات اللازمة لطرق الاستنبات، والتوعية النوعية بأهمية المحافظة على أشجار البيئة، وحث الباحثين الزراعيين على إثراء المحتوى الالكتروني عن هذه النباتات وطرق استنباتها وإكثارها، سيكون لكل ذلك أثره الكبير في إثراء الغطاء النباتي للمحافظة، وانتشار أشجار البيئة المحلية في بيئات مختلفة من وطننا الكبير.

وفي هذا الصدد أرى أن حماية شجر السدر واجب وطني، فهذه الشجرة العملاقة من أهم أشجار المحافظة، وهي بطبيعتها تنمو في مجاري السيول، وقلة العناية بها جعلها مهددة، ما يوجب على الجهات المختصة حمايتها من جرف السيول، وتشذيب أغصانها اليابسة لحمايتها من الاشتعال، ومحاولة إكثارها بشتى الطرق والوسائل.

أما في المجال السياحي، فالمحافظة زاخرة بطبيعة خلابة، سواء في أحيائها الحيوانية أو النباتية، وفي تكويناتها الصخرية الطبيعية، ناهيك عن آثار الإنسان القديم في العديد من أرجائها، ففيها المباني المعجزة التي لا يعلم أحد عن كيفية بنائها، ومقاري العسل المذهلة، والنقوش والآثار البكر، وكل ذلك يحتاج إلى خطوات من الجهات المختصة للمحافظة عليها وإبرازها محليا وعالميا.

محافظة أضم، محافظة عزيزة من محافظات الوطن الغالي، وقد عانت من تأخر عجلة التنمية عنها زمنا طويلا، ما يحتم على الجهات المسؤولة المبادرة إلى تعجيل خطى التنمية فيها، فقد أرهقتها هجرة أبنائها بسبب البطء الشديد في تنمية المحافظة، وشبه انعدامها في المراكز التابعة لها.

ahmad_helali@