عادل الشبحي

الرياض..  حراك يمني ومشاورات 

الثلاثاء - 05 أبريل 2022

Tue - 05 Apr 2022

تشهد الرياض هذه الأيام حراكا ونشاطا سياسيا يمنيا دعت إليه الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي تشارك فيه مكونات وأحزاب سياسية يمنية تمثل الطيف السياسي لليمن جنوبا وشمالا ، شاركت بعض الأحزاب في حوارات سابقة بما فيها مؤتمر الحوار في صنعاء الذي امتد لحوالي 10 أشهر و أنتج مشهد سياسي لم يرق لأحد أطرافه وهم تيار الحوثيين الذين شاركوا حينها للمرة الأولى في العملية السياسية ، والذين رأوا في مخرجاته أقل من طموحهم فانقلبوا على السلطة وسيطروا على العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر 2014م، هذا الحوار قاطعته معظم قوى الحراك الجنوبي وشارك عن الجنوب أحد فصائله وهو فصيل مؤتمر شعب الجنوب برئاسة محمد علي أحمد الذي انسحب هو وبعض رفاقه قبل انتهاء الحوار.

المؤتمر الآخر كان في الرياض 2015م بعد وصول الرئيس هادي و الحكومة وقيادات الدولة إليها، حيث شاركت العديد من الأحزاب السياسية اليمنية.

على ضوء أحداث 2019م بين قوات المجلس الانتقالي الجنوبي الحديث عهد والذي نشأ في العام ٢٠١٧م وقوات الحكومة الشرعية أثر خلاف بين مؤسسة الرئاسة وبين قيادات من الحراك الجنوبي برئاسة القائد عيدروس الزبيدي محافظ عدن السابق وعلى ضوء الصراع بين السلطة والجنوبيين بعد ثورة الحراك الجنوبي على مدى سنوات اندلعت مواجهات بين قوات الطرفين في عدن ، وعلى إثرها دعت المملكة العربية السعودية إلى وقف فوري لإطلاق النار وبدء حوار استمر لشهرين تقريبا توج باتفاق الرياض الذي وقع في 5 نوفمبر 2019م ليعيد الأمور إلى ماقبل الأحداث ويتم بعد ذلك تشكيل حكومة مناصفة بين الجنوب والشمال .

اليوم تشهد الرياض وجود التيارات والكيانات والأحزاب السياسية بما فيها تلك التي لم يمض على إشهارها عام فقط وهو المجلس السياسي للمقاومة الوطنية الذي يرأسه طارق صالح وهو أحد أقارب الرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي تحالف مع الحوثيين في 2014م واختلف معهم في نهاية العام ٢٠١٧م وانتهى الخلاف بمقتله، حيث تلتقي كل تلك القوى في حوار ونقاش مباشر عبر لجان تمثل الجميع في المحاور الستة التي تم اعتمادها في هذه المشاورات.

لم ترتبط الرياض بكونها استجابت لطلب التدخل في الحرب واستعادة الدولة ، بل رعت مؤتمرات ولقاءات واتفاقات سياسية أبرزها مؤتمر الرياض 2015م واتفاق الرياض ومتابعة تنفيذه واليوم يحتضن مقر الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي في مدينة الرياض لهذا الحوار بدعم وتيسير جميع دول الخليج وضيافة كريمة من المملكة العربية السعودية.

السعودية الجديدة بعاصمتها الرياض التي تعد مركز قرار دولي وقبلة سياسية مهمة ومركز قوة سياسية تتسابق على التحالف معها كل الدول العظمى.

المتابع للأحداث والمحطات السياسية التي تمت خلال العقود الماضية يدرك قيمة الرياض وثقلها وتأثيرها على القرار الدولي والذي يتجلى من السعي لجميع الدول على بناء علاقات متميزة مع المملكة العربية السعودية.

شخصيا أملك علاقات مباشرة مع سفراء دول عظمى والدول المؤثرة في السياسة والاقتصاد سابقين وحاليين وأعلم مدى حرصهم وكيف تقيم دولهم وزنا للمملكة العربية السعودية وماهي المكانة للرياض لدى دولهم .

لاتخضع الرياض لأي ابتزاز من أي جهة ولا تقبل أي تجاوز على ثوابتها والتدخل في شؤونها الداخلية.

تمثل الرياض مركز قوة في العالم حيث ضاعفت قدراتها الاقتصادية من خلال التنوع في مصادر التمويل والدخل والتميز والنجاح في سياسة مكافحة الفساد ومحاربته، ومضاعفة الدخل عما كانت عليه في العقود السابقة.

تنصب اليوم عيون وعقول اليمنيين صوب عاصمة القرار العربي والدولي الرياض لانتظار ما ستسفر عنه هذه المشاورات والتي يترقبونها بالكثير من التفاؤل لعلها تغير واقع الحرب وتبدأ مرحلة الإعمار وتتحسن أوضاع الناس وأحوالهم المعيشية.