حنين بخش

الـISO جواز العبور المعتمد دائما وأبدا للشركات

الأربعاء - 22 ديسمبر 2021

Wed - 22 Dec 2021

بعد الحرب العالمية الثانية كان لا بد من إعادة التشكل ووصل العلاقات بين البلدان والتمهيد لحركة التجارة حول العالم، فوقع على عاتق أصحاب المصلحة (الحكومات والهيئات والمؤسسات والمستثمرين) إيجاد نظام إداري سلس موحد يضمن جودة ودقة العمليات المتبعة أثناء تقديم المنتجات والخدمات لا يعوق تحقيقه اختلاف جغرافي أو لغوي، ويساهم في تطوير وزيادة المعاملات التجارية.

وبناء عليه تم عقد اجتماع في عام 1946م، وكان من أهم مخرجاته تكوين عدد من المنظمات منها منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأيزو (ISO) أو (International Organization for Standardization)، والتي أعلن عن انطلاقها رسميا تحديدا في جنيف في فبراير عام 1947م.

وكلمة أيزو مشتقة من اللغة اليونانية تحديدا كلمة أيزوس (Isos)، والتي تعني المساواة والمطابقة. ومنظمة الأيزو هي منظمة تطوعية غير حكومية ومستقلة بدأت في 25 دولة، وتضمنت ما يقارب 67 ألف هيئة فنية، واستمرت في التطور والانتشار حتى أصبح في عضويتها 164 (هيئة مواصفات ومقاييس وطنية) أو ما يعرف بـ (ISO Certification Body) من مختلف أنحاء العالم، والتي يمكن تشبيهها بوزارة التعليم العالي، و3923 هيئة فنية أو ما يعرف بـ (Accreditation body)، والتي يمكن تشبيهها بالجامعات والكليات المعتمدة.

وينطوي دور منظمة الأيزو (ISO) على إصدار المواصفات والمعايير الدولية. والمواصفة هي عبارة عن وثيقة تتضمن المعايير والإرشادات والمتطلبات التي تضمن المطابقة والتناغم بين المواد والعمليات والمنتجات، ويمكن تمثيل تطبيق معايير الأيزو بحاويات أرصفة الشحن، فهي متماثلة ولها نفس المعايير في جميع دول العالم.

ولقد أسندت المنظمة إصدار شهادة الأيزو لجهات المنح المعتمدة من قبلها، والتي يطلق عليها (ISO Certification Body)، وهي جهات مستقلة تقوم بتنفيذ المراجعات وإجراءات التدقيق والتقييم لنظام الأيزو لدى المنشأة، كطرف ثالث محايد 3rd party audit، ويتم اعتماد الجهات المانحة بواسطة جهات الاعتماد الدولية للجهات المانحة طبقا للمواصفة القياسية ISO 17021، وتتعدد جهات الاعتماد الدولية وتختلف على حسب جنسيتها مثل، UKAS، IAS، EGAC، DAC وغيرها.

مع العلم أن جهات الاعتماد الدولية المعترف بها تكون بالعادة عضوا في المنتدى الدولي للاعتماد IAF، والذي يقوم بدوره بتنظيم اتفاقية الاعتراف المتبادل IAF MLA، والتي تعني قبول الشهادة في أي مكان حول العالم.

وتكون جهة منح شهادة (ISO) مسؤولة عن:

- إجراء المرحلة الأولى من المراجعة والتدقيق 1st stage audit.

- مراجعة الوثائق والإجراءات الخاصة بنظام ISO وإصدار تقرير المراجعة الأولي بالملاحظات.

- إبلاغ إدارة الجودة بالشركة بأي مستجد أو ملاحظة أثناء المراجعة.

- في حالة اجتياز الشركة لمرحلة التدقيق الأولي يتم تحديد موعد التدقيق النهائي.

- في نهاية التدقيق يتم عقد الاجتماع الختامي وعرض لأهم ملاحظات المراجعة.

- منح الأيزو وإضافتها إلى الموقع الالكتروني للشركة المانحة.

يتم إصدار شهادات الأيزو وتكون سارية لمدة ثلاث سنوات بشرط التجديد السنوي في الميعاد، ولا بد من مراعاة الالتزام بالمراقبة الدائمة والعمل على الحفاظ على الشهادة لتجنب إلغاء أو سحب الاعتماد.

ويعد الأيزو اليوم مطلبا مهما لجميع الشركات الحكومية والخاصة والمنظمات الاجتماعية وغير الربحية والشركات الصناعية الصغيرة والمتوسطة والكبرى وحتى المدارس والكليات والجامعات على مستوى العالم.

وتعد المملكة العربية السعودية من أوائل الدول العربية في العمل على منظومة إدارة الجودة والمطابقة من خلال إطلاق العديد من المبادرات الوطنية لتطوير البنية التحتية للجودة، والتي تبنتها الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة “SASO”. وفي إطار رؤية المملكة 2030 ازداد الاهتمام بالجودة بشكل مطرد لتنمية الاقتصاد السعودي فأصبح هنالك جهات مثل المجلس السعودي للجودة والمركز السعودي للاعتماد والمركز السعودي لاعتماد المنشآت الصحية (CBAHI) وغيرها.

وتختلف تكاليف شهادة الأيزو وفقا لطبيعة النشاط ونوع المنتجات والخدمات التي تقدمها المنشأة لعملائها، وحجم المنشأة، ويتم الأخذ في الاعتبار عدد العاملين بها كمقياس تقديري لذلك، ومدى تعقد وتداخل العمليات والأنشطة، حيث ينقسم هيكل التكاليف إلى:

- تكاليف متعلقة بتأهيل الشركة وإنشاء نظام ISO وتدريب العاملين.

- تكاليف الجهة المانحة واستخراج شهادة ISO للسنة الأولى.

- تكاليف التجديد السنوي لشهادة الأيزو.

- تكاليف المدقق الداخلي والخارجي، الذي يقوم بإعداد كامل وثائق النظام بما في ذلك سياسة المنشأة والأهداف، بالإضافة إلى المساعدة في وضع خطط واستراتيجيات جديدة لمراقبة وتوكيد الجودة وتحسين عمليات التشغيل وتحقيق التحسين المستمر وتدريب العاملين على المواصفة الدولية ومنح شهادات التدريب، حيث إن تطبيق نظام برنامج الأيزو ISO يتطلب ليس فقط قراءة مواصفة الأيزو الدولية المطلوب تطبيقها بشكل جيد وفهم كل البنود الواردة فيها، وإنما يستلزم تكوين فريق عمل متمكن في الجودة واختيار قائد متميز لهذا الفريق، وقد يتطلب في بعض الأحيان الاستعانة باستشاري متخصص في التخطيط ودراسة العمليات لعمل تحليل الفجوة بين الوضع الحالي والوضع المأمول الوصول إليه، وتأهيل الكوادر البشرية بالشركة من خلال تنفيذ مجموعة من البرامج التدريبية وبناء المنظومة الموثقة طبقا لمتطلبات المواصفة القياسية المطلوبة وتطبيقها لإيجاد الأدلة الموضوعية على تحقق معايير الأيزو، وتنفيذ المراجعة الداخلية للتأكد من فعالية وكفاءة الإجراءات المستحدثة، وتنفيذ اجتماعات لجنة مراجعة الإدارة ومتابعة مدى تقدم نظام الجودة، وبالتأكيد اختيار جهة المنح المناسبة ونوع شهادة ISO المناسب للشركة.

حيث يوجد أكثر من نوع وتصنيف في ISO وشهادات الجودة العالمية ومنها:

ISO 9001:2015 نظام إدارة الجودة QMS

ISO 14001:2015 نظام إدارة البيئة EMS

ISO 22000:2015 إدارة سلامة الغذاء FSMS

ISO 45001:2018 نظام إدارة السلامة والصحة المهنية OH&S

ISO 22301:2012 نظام إدارة استمرارية الأعمال BCMS

ISO 50001:2018 نظام إدارة الطاقة EnMS

ISO 27001:2013 نظام إدارة أمن المعلومات ISMS

ISO 13485:2016 شهادة نظام الجودة للصناعات والأجهزة الطبية

ISO 31000:2018 نظام إدارة مخاطر الأعمال

ISO 37001 نظام إدارة مكافحة الفساد والرشوة

ISO 37301:2021 نظام إدارة الامتثال

ISO 21001:2018 إدارة المنظمات التعليمية

ISO 10002:2018 نظام إدارة رضا العملاء

ISO 26000 شهادة منظومة إدارة المسؤولية المجتمعية

ISO 10006 شهادة إدارة الجودة في المشاريع

ISO 15189 اعتماد المختبرات الطبية

ISO/IEC 17025 اعتماد معامل الاختبار والمعايرة

ISO/IEC 17020 اعتماد جهات التفتيش والفحص

ISO 17021 اعتماد جهات منح شهادات نظم الإدارة وغيرها.

ويمكن التحقق من صحة شهادة الأيزو بداية بالتحقق من الجهة المانحة ثم التحقق من اعتماد الجهة المانحة من قبل الـ Accreditation body والتحقق من النطاق الجغرافي ونطاق اعتماد الجهة المانحة ورقم الشهادة من خلال موقع الجهة المانحة وحالة الشهادة (سارية – معلقة – منتهية).

وأخيرا فأهمية تطبيق أنظمة الجودة والحصول على اعتماد الأيزو يرجع إلى أن مواصفة الأيزو:

- تساهم في رفع القدرة التنافسية للمنظمة أمام المنافسين لما لها من قبول واعتراف عالمي.

- الاعتراف بها بمثابة إقرار المطابقة لمعايير الجودة.

- تطوير النظام الإداري management System في المؤسسات والشركات.

- تحسين صورة الشركة في أعين العملاء ومنحهم الثقة في السلع والخدمات.

- زيادة قدرة المنظمة في التقدم للمناقصات الحكومية بعد الحصول على الأيزو.

- فتح أسواق جديدة وزيادة المبيعات والأرباح وتحسين الجودة، حيث تشترط بعض الدول حصول المصدر على شهادة الأيزو.

- زيادة فرصة الحصول على الامتياز التجاري العالمي قبل المحلي.

- زيادة قدرة المنظمة في الامتثال لمعايير الجودة طوال مراحل تقديم المنتج أو الخدمة.

- فهم سياق المنظمة وتحديد الجهات المهتمة ومتطلباتهم بعد تطبيق نظام الأيزو.

- تحديد الفرص والمخاطر المحتملة ووضع إجراءات فعالة لمواجهة تلك المخاطر.

- اتخاذ الإجراءات التصحيحية اللازمة في حالة اكتشاف حالات عدم المطابقة.

- وجود نظام وقائي فعال لمنع المشاكل قبل حدوثها، وإجراءات تصحيحية لحل أي مشكلات تظهر أو تتكرر.

لذلك نقول دائما مهما كانت بلدك ومهما كانت لغتك فإن الأيزو هو جواز العبور المعتمد دائما وأبدا.

أخيرا هنالك تفاصيل كثيرة عن ISO ولكن هذا المقال بمثابة نبذة عنه، وما خفي عنه أعظم.

Han_Bakhsh90een@