ياسر عمر سندي

الوصول سيرا على الأقزام

الأربعاء - 01 ديسمبر 2021

Wed - 01 Dec 2021

أن تعيش على هامش الحياة بلا هدف أو تخطيط سليم هو قرار صادر منك تتحمله وحدك؛ أو أن تستمر في اجترار الماضي والبكاء على اللبن المسكوب هي أفكارك أنت؛ أو أن تلوم الآخرين وتسقط عليهم التهم بأنهم السبب وراء كل ما أنت عليه الآن هي مشاعرك السوداوية وتجني ثمارها بمفردك.

جميع ذلك هي تبعات ما يسمى بآليات الدفاع النفسي التي يصدرها اللاشعور في الشخصية المترددة والمحبطة لتتفادى أي إخفاق يعتري النفس حتى لا يكون هو ذاته المتهم وهو المتسبب وراء ما يحدث له؛ وأحيانا تفسر على أنها حالة من السيناريو التراجيدي يضيفها إلى قصته الحزينة ليستجدي بها عطف هذا وذاك.

المسألة بكل عواقبها وآثارها لا يتحملها سواك أنت نعم أنت فالأمر يرجع إلى وعيك واستيعابك وقدرة معالجة ذلك والتعافي منه.

مكاشفة النفس وتعرية الذات من أهم الأساليب الناجعة التي يبدأ بها الفرد في جميع أحواله وعلى مختلف المواقف والشخوص التي تقف أمامه والتي يعتقد أنه غير قادر على تجاوزها للوصول إلى أرض الأمان والثبات النفسي الذي يسعى الكثيرون إليه. نحن لا نستطيع مواصلة السير إلا إذا اعتبرنا أن جميع ما يعترضنا هو أقل من قدراتنا وطاقاتنا الكامنة وهو بحد ذاته تحد كبير؛ وكل ما نظرنا إلى تلك العقبات بمحو الصورة الذهنية للعملاق المعيق لمسيرتنا نستطيع بإعادة التفكير وبالطريقة الإيجابية أن نراه قزما لا يعني شيئا.

كل ما ازداد يقيننا بأن تلك الأقزام التي نواجهها نستطيع أن نتفاداها ونعتبرها مجرد صورة انعكاسية لأحاديث الروح السلبية التي لا تلبث أن تتلاشى وننطلق بمعونة الله وتوفيقه.

من وجهة نظري السلوكية والمعرفية هنالك 10 عماليق يجب أن نقزمهم في تفكيرنا قبل الانطلاق حتى نصل سائرين عليهم نحو ما نصبو إليه من أهداف وإنجازات وهي كالآتي:

أولا: تقزيم فكرة «استحالة تحقيق الأمنيات» وذلك بالنظر إلى الأشخاص الذين حققوا مرادهم وأهدافهم وأنه فقط عملاق الوهم الخادع الذي يعيق تقدمنا ووصولنا للهدف.

ثانيا: تقزيم فكرة «عدم القدرة على تحويل المواهب المكبوتة إلى خطط مكتوبة» وذلك بالانطلاق الجاد نحو حرية إنجاز ما يمكن إنجازه من خلال القصص والشخصيات الملهمة.

ثالثا: تقزيم فكرة «الجهد والتعب المبذولين» وذلك باستشراف المستقبل بأحلام اليقظة التي نستشعر من خلالها الواقع الفعلي بتحقيق الحلم المرسوم.

رابعا: تقزيم فكرة «اللوم المتكرر على الوضع والآخرين» وذلك بالنظر إلى الخبرات الإيجابية التي يجب الاستفادة منها وعدم تكرار الخبرات السيئة واستبعادها.

خامسا: تقزيم فكرة «صعوبة النجاح العلمي والعملي» بالنظر إلى المتميزين في دراساتهم ووظائفهم.

سادسا: تقزيم فكرة «لا أدري ولا أعرف» بالاطلاع ومواكبة كل ماهو جديد ومفيد من باب الثقافة العامة.

سابعا: تقزيم فكرة «لست مثل فلان ولست مثل فلانة» باليقين على أننا محاسبون وحدنا ولا نضع أنفسنا في قوالب الغير مهما كان.

ثامنا: تقزيم فكرة «الاعتماد والاتكال على الآخرين» واستبدالها بفكرة المحاولة والخطأ لكسب الأجر والأجرين حتى تتم الإصابة والإجادة والإتقان.

تاسعا: تقزيم فكرة «الندرة» وأساسها «أنا» والتي تؤدي إلى الأنانية والشح والجشع وتعزيز فلسلفة «الوفرة» وأساسها «نحن» بأن جميعنا رابحون وفائزون.

عاشرا: تقزيم فكرة «نظرية المؤامرة» بعدم التشكيك والوسوسة في كل أمر وبأي شخص ولكل موضوع وتعظيم فلسفة حسن الظن بالله أولا ثم بالآخرين.

همسة..

الأفكار الإيجابية سبب للوصول إلى الأهداف الواقعية بتحديد ما نرغب إنجازه بوضوح؛ فالأشباح لا تظهر نهارا.

@Yos123Omar