محمد حطحوط

حرب جديدة بين كوكاكولا وبيبسي

السبت - 21 أغسطس 2021

Sat - 21 Aug 2021

في مؤتمر صحفي مع اللاعب الشهير كريستيانو رونالدو، أزاح اللاعب علبة الكوكاكولا أمامه جانبا، ثم علق ساخرا: اشربوا ماء! انتشر المقطع انتشار النار في الهشيم، وأصبح حديث العالم الرياضي، واتصلت قناة العربية تسأل: ماذا تتوقع رد شركة كوكاكولا؟ فأجبت: من الناحية القانونية لو رفعت الشركة ضده قضية، بحكم أنها دفعت ملايين لتصبح راعيا رئيسا للحدث الرياضي، فغالب الظن ستكسب القضية قانونيا، ولكنها ستخسر القضية تسويقيا، وهذا الأهم على علامة الشركات وسمعتها، حيث قد تهدم كل ما بنت في خطوة غير مدروسة. أولا، لأن اللاعب له حضور جماهيري طاغ، فهو الأكثر متابعة في انستقرام، وثانيا، لأن الناس تتعاطف مع الطرف الأضعف لا شعوريا، شركة أمريكية كبرى، ضد فرد واحد. توقعت وقتها في اللقاء التلفزيوني، وهذا ما حدث بالفعل، أن تلتزم الشركة الصمت حتى تمر العاصفة، وقد توعز داخليا الاتحاد المعني أو الرابطة باحترام الشركات الراعية للأحداث الرياضية. العاملون في القطاع الرياضي يدركون أهمية الرعاية الرياضية، لأنها هي مصدر الدخل الأكبر للأندية، جنبا إلى جنب مع بيع الحقوق التلفزيونية.

بدون أحدهما من الصعب إيجاد مصدر دخل مالي كاف.

ولكن في المقابل، تدرك الشركات الغازية أن ارتفاع الوعي المجتمعي بأهمية الأكل الصحي، وخطورة المنتجات الغازية ومشروبات الطاقة في ارتفاع. هناك دول كثيرة منها السعودية، تمنع شركات مشروبات الطاقة من الرعايات الرياضية والوصول لعقول الشباب. ولهذا قررت شركة بحجم كوكاكولا أن تصنع منتجات لهذه الفئة، فأطلقوا حملة لمنتج الكولا الجديد والذي يحتوى على كمية صفر من السكر Zero Sugar (الشركات تضع محليات أخرى تقوم بذات الدور، ولها ربما تأثير سلبي أكثر، لتفادي ذكر كلمة سكر في المكونات). شعار حملة كولا: منتجنا الأفضل دون نقاش! ورصدت الملايين للترويج له.

في الضفة الأخرى، المنافس الشرس، واللاعب الثاني في السوق، بيبسي، لديها منتج شبيه، وهي راع رسمي لكرة القدم الأمريكية NFL، وقرروا حصر الترويج فقط لهذا المنتج طيلة الموسم. اعتمدت بيبسي الهجوم المباشر كعادتها: أي شخص لم يعجبه منتج كولا الجديد، فقط صور نفسك مع منتج بيبسي الجديد، وستقوم الشركة بدفع قيمة فاتورة البيبسي! كل ما في الأمر نزل صورتك مع بيبسي في وسم: (طلاق الكولا) MyCokeBreakup# ، وبهذا رسميا انطلقت حرب جديدة بين العملاقين. هذه المنتجات هي بديلة لمنتجات (الدايت) التقليدية، وامتداد طبيعي لها. الأيام كفيلة بإظهار عدد الخسائر والقتلى في نهاية هذه المعركة. معلومة أخيرة: ميزانية كوكاكولا الترويجية تقترب من العشرة مليارات سنويا! لماذا تدفع كل هذه المبالغ وهي شركة معروفة؟ هذه حكاية تسويقية طويلة تحتاج أن تروى.

mHatHut@