عبدالله محمد الشهراني

تاريخ الطيران السعودي... نداء

الأربعاء - 04 أغسطس 2021

Wed - 04 Aug 2021

تلقيت اتصالا من سيدة فاضلة تبدأ دراسة الدكتوراه، وكانت في مرحلة اختيار موضوع يكون هو البحث الرئيس لنيل الدرجة، واستقرت على دراسة دور الملك عبدالعزيز آل سعود -طيب الله ثراه- في مسيرة الطيران في المملكة، وهو دور عظيم مكّن الدولة من ربط المناطق الإدارية ببعضها بشكل سريع في ظل انعدام تام للطرق المعبدة والسكك الحديدية، وليس المقام هاهنا لسرد ذلك الدور العظيم، لكن لسرد قصة دراسة الدكتوراه.

تواصلت معي السيدة الكريمة بعد أن علمت أني متخصص في هذا المجال، وطلبت مني سردا موجزا لدور الملك المؤسس -رحمه الله- في الطيران، فأخذت - وعلى مدى عدة أيام - أشرح لها ذلك الدور بشكل تفصيلي، وعندها اقتنعت الباحثة بأن المادة ثرية، وشعرت بالسعادة لأن بحثها سوف يكون هو البحث الأول الذي يتطرق بشكل أكاديمي لهذا الموضوع. ذهبت الباحثة إلى الدكتور المشرف على دراستها لتطرح عليه الفكرة والذي بدوره قبلها بشكل مبدئي، وطلب منها البدء في جمع المصادر للشروع في كتابة الدراسة. عادت (الطالبة/الباحثة) مجددا كي تطلب مني المصادر التي تحوي تلك القصص والمعلومات التي سردتها لها. والحقيقة أنها لم تكن سوى ستة كتب، ثلاثة منها تحدثت عن الطيران بشكل عام، وثلاثة أخرى وثّقت تاريخ الطيران السعودي بين تفصيل وإيجاز، تلك كانت المصادر المكتوبة، لكني حظيت بنوع آخر من المصادر، أعني معرفتي الشخصية ببعض الرواد في قطاع الطيران، والذين عاصروا فترة بداية الستينيات الميلادية، وشاهدوا وسمعوا ممن سبقوهم في مجال الطيران، سواء كانوا سعوديين وهم قلة أو أجانب وهم كُثر. هذه المعرفة التي أفخر بها جعلتني أحيط بما مارسه الطيار في ذلك الزمان، وما تعلمه الإداري في تلك الحقبة، وما أنجزه الفني في تلك البدايات. هذه معلومات شفهية لم تدوّن ولم توثّق بعد، معلومات أجزم بأنها في غاية الأهمية، معلومات تعد جزءا لا يمكن إغفاله من تاريخ المملكة العربية السعودية.

ما جعلني أشعر بالحزن والأسى، هو اتصال السيدة الفاضلة (طالبة الدكتوراه)، لتبلغني برفض الدكتور المشرف على الدراسة للموضوع - دور الملك عبدالعزيز آل سعود في الطيران- بسبب شح المصادر التي سوف تستند إليها الدراسة. لا يمكن أن أصف ردة فعلي في تلك اللحظة، وأنا أحاول أن أجعل الباحثة هي ومشرفها يتراجعان عن القرار بعدة طرق لكن لا فائدة.

وعليه أضع قضية (تاريخ الطيران السعودي) على طاولة كل من: سمو وزير الثقافة، معالي رئيس الهيئة العامة للطيران المدني، معالي أمين عام دارة الملك عبدالعزيز.

بالطيران استطاع المؤسس توطين البادية وإنشاء الهجر، بالطيران استطعنا -بعد حفظ الله- السيطرة على الأوبئة، بالطيران استطعنا إرسال الإمدادات إلى جنودنا في حرب الوديعة.

الطيران في المملكة لم يكن وسيلة نقل فقط، بل كان مُمكّنا لرؤية مؤسس.

@ALSHAHRANI_1400