المعلم «إبراهيم نور ولي»
الخميس - 11 فبراير 2021
Thu - 11 Feb 2021
المعلم إبراهيم هو الأب الروحي والقدوة لزملائه وللشبان المحيطين به، كريم في كل شيء وخصوصا الوقت، لا يمل من تعليم الشباب ولا من شرح أو توضيح أي أمر. الخروج من ساحة المطار والتوجه إلى المنزل لدى أبي ريان ليس مرتبطا بنهاية الدوام، بل هو مرتبط بأن الجميع ليسوا بحاجة إلى مساعدته، عندها - وعندها فقط - يمكنه مغادرة موقع العمل. إنه القائد الذي يحصر كل تركيزه في حل المشكلات وإصلاح الأعطال (حلّال العقد) صديق الطائرات، يعرف كيف تعمل أنظمتها بالتفصيل، يكتشف العطل ويصلحه في وقت قياسي، ينهي المشكلة ثم يتفرغ للتوجيه والتعليم والعتاب في مرحلة لاحقة وبمهارة واقتدار (معلم). إيجابي إلى أبعد الحدود ويكره السلبية والسلبيين، الأمر الذي تجده قد انعكس على فريقه بكل وضوح، إذ تجدهم شعلة من النشاط يتحركون مثل النحل في ساحة المطار.
المعلم نور ولي معدنه ذهب لا يتغير ولا يمكن لأحد أن يغيره، معدن نفيس لا يقربه الصدأ ولا (يطوله). تجده في العزاء أول الحاضرين، وفي الأفراح أول المشاركين، وفي المستشفيات أول الزائرين. أبو ريان إن لم يسبق الآخرين فهو لن يتأخر عنهم، شخصية أجمعت الناس على حبها. المعلم إبراهيم معروف حتى لدى عائلات الموظفين «الآباء والأمهات والزوجات والأبناء». وهذه المحبة والمكانة التي حظي بها أمر طبيعي، فصاحب الأيادي البيضاء لا ينساه الناس ولا رب الناس. لم يطرق باب أحد لحاجة خاصة لنفسه، ولا يهدأ له بال حتى تقضى حاجة أخيه.
ترجل الفارس المعلم نور ولي متقاعدا، بعد سنوات من العمل الجاد. غادر تاركا خلفه رجالا يشار إليهم بالبنان، غادر وما يزال يساهم بعلمه ومعرفته من منزله العامر أستاذا وخبيرا. غادر ساحة المطار جسدا لكن ظلت روحه الجميلة المرحة وذكرياته في (الرامات) باقية لن تنسى ولن ينال منها الزمن، تماما مثل معدنه الأصيل.
إبراهيم نور ولي، اسم يستحق أن يوضع في مكان ما، أيقونة تقتدي بها الأجيال.
@ALSHAHRANI_1400