عبدالله علي بانخر

المصطلح المهني للإعلامي.. قراءة جدلية في حراك بناء

السبت - 30 يناير 2021

Sat - 30 Jan 2021

أشير بالتقدير إلى الجهود المبذولة من قبل الجميع في محاولات تحقيق المصطلح المهني للإعلامي، سواء من الجهات الأكاديمية أو المهنية أو غير ذلك. ولعل آخر هذه المحاولات وربما ليست الأخيرة كانت لجمعية «إعلاميون» في الرياض بالمملكة العربية السعودية في الأسبوع الماضي. وبدعوة كريمة من الجمعية شاركت نخبة من الإعلاميين الأكاديميين والمهنيين وكذلك من زاوج بين المجالين بممارسة تجاوزت عشرات السنوات الأربعاء الماضي. وقد كان اللقاء ثريا وحفيا بالعديد من الأفكار المميزة والطروحات الأكثر تميزا.

ولست هنا بصدد نقل ما دار في الحوار البناء، سواء من اللجنة العلمية المكلفة بتحقيق ذلك الأمل المرجو منذ العديد من السنوات أو عدة جلسات لنخب الإعلاميين في المملكة.

ولكني هنا بصدد نشر مداخلتي في تلك الندوة القيمة. مع الإشادة طبعا بكافة الجهود المخلصة السابقة والحالية والمستقبلية للمزيد من حسم الأمور وضبط إيقاع الممارسة الفعلية، وخصوصا في جمعية «إعلاميون» المهنية المتخصصة للسعي إلى تحديد مصطلح الإعلامي مهنيا وبشكل مانع وقاطع للارتقاء بمهنة الإعلام علما وعملا وأخلاقا.

وقد اتضحت بعض ملامح ذلك التعريف خصوصا في صورة ميثاق شرف إعلامي يلتزم به العاملون في هذا المجال الحيوي المهم والخطير في آن واحد.

علما بأن الشرح المقدم من جمعية «إعلاميون» وإن تميزت أركانه وأتى وافيا بشكل نسبي كبير وبوضوح نوعي متميز لتعريف المصطلح المهني للإعلامي إلا أن جدلية الحوار والنقاش تظل بابا مفتوحا على مصراعيه ونافذة مطلة على كل جديد متاح ومقبول.

لذا أتت قراءتي هذه لما اطلعت عليه من تصور وما دار من نقاش في ورشة العمل المشار إليها ولتقديم هذه الملاحظات، والتي قد ترد هنا من باب إنشاد الكمال فقط لا غير، والكمال لله وحده. لذا اسمحوا لي أن أضع بين أيديكم ما يلي من نقاط أو ملاحظات:

أولا : المقدمة أو المنطلق

01 تستوقفني الكيفية التي يتم بها استخلاص المصطلح المهني المنشود من جمعية مهنية متخصصة بشكل احترافي مهني لا يتنافى مع العلم الأكاديمي للتخصص ولا مع ما هو موجود من نماذج تطبيقية ومهنية متعارف عليها حول العالم في ممارسة مهنة الإعلام كمزيج من العلم المعرفي المقنن والعمل المهني الاحترافي الذي يحتاج للمزيد من الترشيد، وخصوصا في الجمع بين الاثنين.

02 تجدر الإشارة إلى أنه لتحديد أي مفهوم هناك العديد من الطرق المختلفة والأساليب المتعددة، ولعل من أشهرها أسلوب التعريف بهذا المفهوم

03 هناك أيضا العديد من أساليب وأنواع التعريفات، ولعل من أشهرها التعريف اللغوي والتعريف العلمي والتعريف المهني وغيرها من أنواع التعريفات المختلفة.

04 علما بأن كلمة مصطلح وحدها عادة لا تكفي، فالمصطلح هو ما اتفق عليه أو اصطلح عليه فئة من الناس مثل اللغويين في حال التعريف اللغوي، والعلماء في حال التعريف العلمي، والمهنيين في حال التعريف المهني، وهكذا وفقا لطبيعة أي تعريف ومحتواه ومنطلقاته الأساسية.

05 علما بأن أسلوب الوصول للمصطلح بين كل فئة أو أي مجموعة من البشر هو في الأساس أمر ديناميكي أي متغير أو غير ثابت، ويتغير بتغير المعطيات والمنطلقات والأهداف المرجوة والمخرجات، وكذلك الظروف المحيطة والتوقيت الزمني وربما المكاني أيضا.

06 لذا قد تختلف التعريفات حتى في النوع الواحد منها وفقا لطبيعة المجال المحيط أو النطاق المستخدم واهتمامات كل فرع من فروع المجالات العلمية والعملية لهذا المجال أو ذاك ومن وقت لآخر.

07 ولكن قد تتشابه بعض السمات أو تتساوى هذه التعريفات وإن اختلفت منطلقاتها في وجود بعض المحددات الأساسية المشتركة للمفهوم المطلوب تحديده دون غيره من أنواع التعريفات الأخرى.

08 علاوة بالطبع على أن هناك اختلافا بينا وواضحا في نوعية التعريف للمفهوم الواحد بين عدة لغات وإن اختلفت المسميات أو المفردات المحددة لهذا التعريف من لغة لأخرى.

09 وهناك إشكالية في استخدام اللغة العربية في لفظة أو كلمة إعلام كأحد أشكال أو فنون الاتصال المختلفة وبين أحد الأدوار الوظيفية الرئيسة التي يؤديها الاتصال عموما في استخدامات اللفظ أو الكلمة. لذا وجب التفريق بين الإعلام كشكل أو فن من أشكال وفنون الاتصال وبين الوظيفة الاتصالية للاتصال ذاته في سائر الفنون.

10 مع الأخذ في الاعتبار الجدال الدائر تصادميا أحيانا أو تكامليا أحيانا أخرى بين الممارسين المهنيين والأكاديميين المتخصصين أو من جمع بين الاثنين في استثناء فريد أو متفرد ولو لبعض حين.

ثانيا: الآفاق والمحددات الأساسية

01 الإعلام أحد فروع المعرفة والعلوم الإنسانية، كما أنه فرع أصيل من فروع علم الاتصال تحديدا، له نظرياته المختلفة ونماذجه المتعددة، علاوة على آليات ومناهج البحث فيه، بالإضافة إلى مفرداته المستقلة. وربما الأخيرة هي بالأحرى المعنية بمجال الخلط من بعض المتخصصين وغير المتخصصين، وتكاد تكون هي بيت القصيد ومربط الفرس في وجود دخلاء على المهنة.

02 والإعلام أيضا أحد أشكال أو فن من فنون الاتصال، فن متميز وشكل مستقل عن بقية الفنون الاتصالية السبعة المعروفة الأخرى، وهي على الترتيب (الدعوة - التعليم - الإعلام - العلاقات العامة – الإعلان – الدعاية -الحرب النفسية - غسيل المخ). وقد أتى الترتيب بالرغم من تداخل هذه الفنون وبعضها البعض، إلا أنه قد أتى هنا للتدرج من الاستقلالية التامة أو شبه التامة للمتلقي، ومن أعلى درجة ممكنة من الاستقلالية، كما في الدعوة والتبليغ إلى الأقل نسبيا، أو إلى الأقل درجة ممكنة في استقلال المتلقي في اتخاذ الرأي المناسب له ليصبح مسلوب الإرادة تماما كما في غسيل المخ.

03 كما يتشابه الإعلام مع بقية الفنون الاتصالية الأخرى في وجود العناصر الخمسة الأساسية لإتمام الاتصال. وهذه العناصر على الترتيب كالتالي: المرسل والرسالة والوسيلة والمستقبل والوسط المحيط. وبالرغم من اختلاف طبيعة كل عنصر مستقل منها وفقا لطبيعة الاتصال وفنونه المختلفة. كما يتشابه الإعلام وبقية الفنون الاتصالية الأخرى أيضا في العمليات الست الرئيسة للاتصال، وهى على الترتيب كالتالي: الترميز وفك الترميز والتغذية المرتدة والتأثير والأثر والمؤثرات، وإن اختلفت طبيعتها أيضا من فن اتصالي لآخر.

04 ويختلف الإعلام في معلومية المصدر أو المرسل أو القائم بالاتصال وطبيعة المحتوى أو المضمون أو الرسالة وإن تعددت الوسائل المستخدمة. كما يختلف الإعلام في طبيعة التأثير المطلوب أو الهدف المراد إحداثه وغيرها من المحددات المترتبة على ذلك الأثر والمؤثرات، وإن تشابه نسبيا المتأخر منها.

05 إن معلومية المرسل أو القائم بالاتصال في الإعلام تأتي من علانية المصدر والناقل أولا، ثم تأسيسا على تعددية مشاربه التخصصية، سواء الدراسة الأكاديمية أو من علوم إنسانية أخرى متداخلة ومتنوعة ربما تتوج بدبلومات عالية أخرى متخصصة في الإعلام ذاته أو سنوات من خبرة العملية يحتاجها المتخصص الأكاديمي وغير المتخصص الأكاديمي على حد سواء وإن تفاوتت النسب أو المدد للخبرة العملية.

06 لذا ليس بالضرورة التخصص العلمي المباشر في الإعلام أو حتى غير المباشر، ومع الأفضلية طبعا بين مجرد دبلوم مدته عام تقريبا بعد المرحلة الثانوية ( 3 سنوات من التعليم العام ) أو بعد مرحلة البكالوريوس الجامعي (مدته تتراوح بين 4-5 سنوات) ثم دبلوم عال لمدة عام تقريبا، وذلك بعد الحصول على درجة البكالوريوس أو مواصلة دراسات عليا أكاديمية مع التركيز على أهمية سنوات الخبرة العملية التطبيقية. فما لم يرافق التدريب العملي التحصيل العلمي أثناء أو بعد الدراسة الأكاديمية تظل الممارسة العملية قاصرة وإن اكتمل التحصيل العلمي في علاقة تكاملية ضرورية كأساس للنجاح. أغلب الجامعات العلمية المرموقة تشترط عددا من سنوات الخبرة العملية للقبول في الدراسات العليا.

07 وتلعب سنوات الخبرة من عدة السنوات ( 3-5 سنوات) لتثبيت الشخص في المجال التخصص من مجرد مساعد أو مبتدئ أو حتى تحت التمرين إلى ما يمكن اعتباره لاحقا متخصصا أو أخصائيا قد جمع بين العلم المعرفي والعمل التطبيقي بعد التخرج الجامعي (من 5- 7 سنوات خبرة بعد البكالوريوس ) ثم إلى خبير أو استشاري فيما يزيد عن 7 إلى 10 سنوات خبرة على الأقل بعد البكالوريوس المعرفي الأكاديمي . علما بأن السنة الدراسة الأكاديمية قد تعادل أحيانا سنتين للخبرة العملية في بعض المجالات التخصصية وفى بعض دول العالم.

08 وبالإضافة للخلفية العلمية والعملية للمرسل أو القائم بالاتصال أو الإعلامي، فإن تحديد نوعية المحتوى وصناعته من قبل الإعلامي وطبيعة الرسالة أو النص يأتي كأحد أهم مرتكزات أو عناصر الاتصال الإعلامي تحديدا.

وهنا يجب التفريق بين المعلومة والرأي. المعلومة جزء لا يتجزأ وشبه مؤكد من حقيقة الأمر الواقع فعليا أو آنيا في وقت محدد قابل للتغيير مع مرور الزمن، في حين أن الرأي يمثل العلاقة مع هذه المعلومة بإضافة معان أو تفسيرات إيجابية أو سلبية ذات علاقة بهذه المعلومة المجردة.

09 لذا يحرص الإعلام على نقل المعلومة المجردة أوصنع المحتوى المعرفي والمعلوماتي والإعلامي بشكل أساسي دون أو قبل إبداء الرأي في أغلب الأحيان وحسب طبيعة الموقف الاتصالي، وإن لزم أحيانا تقديم الرأي فيجب تقديم وجهات النظر المختلفة حول المعلومة مع التنويه بأن ذلك رأي ذو علاقة بالمعلومة بموضوعية وحيادية تامتين وإن تدخلت العوامل الانتقائية عن قصد وعن غير قصد.

10 ربما الحديث عن التجرد أو الموضوعية أو الحيادية حول المعلومة المقدمة للمتلقي في الإعلام يضفي نوعا من المثالية صعبة التحقق في أغلب الأحيان، أو يجعله دربا من دروب المثالية المطلقة أو غير الواقعية في أغلب الأحيان. وإن كان الأمر برمته نسبيا، لعدم وجود تجرد كامل أو موضوعية حتمية أو حيادية تامة إلا بنسب معينة قد يفوق بعضها الآخر.

11 ويميز الإعلام اختلاف آخر يتمثل في طبيعة العمليات، وخاصة التأثير أو الهدف المطلوب إحداثه هو أمر ضروري لتكوين رأي عام حر ومستقل ومستنير لدى جماهير المتلقين، ودون تغليب مواقف محددة سلفا على المتلقي لتبرز مثالية الإعلام كفن اتصالي مختلف ومتميز عن بقية الفنون والأشكال الاتصالية الأخرى يصعب تحقيقه في الواقع إلا بشكل نسبي.

12 وتظل إشكالية الفصل التام بين العلوم والفنون الاتصالية أمرا جدليا وخلافيا بين الأكاديميين والممارسين للاتصال عموما، خاصة الإعلام المنزه عن الرغبات الشخصية والغايات المستهدفة إلا من تحقيق المصلحة العامة للجماهير وتغليب الشأن العام وصناعة وقيادة الرأي فيه عن أي آراء مسبقة أو موجهة لغير تحقيق ذلك.

ثالثا : المستخلصات والنتائج

01 إذن الإعلامي هو من تلقى العلم المعرفي والتطبيق العملي في مجالات العلوم الإنسانية عموما ذات الصلة بعلم الاتصال خصوصا وفنونه المختلفة من خلال سنوات محددة للعلم الأكاديمي (4-5 سنوات) والخبرة المهنية (3 – 5 سنوات) ليصبح أخصائيا أو متخصصا إعلاميا.

02 كما أن الإعلامي هو صانع للمعرفة الإعلامية المجردة والمحتوى الإعلامي الموضوعي الحيادي على وجه من تحمل المسؤولية المجتمعية والمسألة العامة في كل ما يقدم من قبله دون أهواء شخصية أو مصالح خاصة.

03 بالإضافة إلى أن الإعلامي لا يجوز له الجمع أو المزج أو التعامل مع الفنون الاتصالية إلا للضرورة وبنسب تحسب لأغلبية العمل الإعلامي المنزه عن الأهواء الشخصية أو المصالح الخاصة فهو صوت للرأي العام الجماهيري وممثل الجماهير التي يقود الرأي فيها إعلاميا.

04 علاوة على أن التدرج في المستوى العلمي المعرفي (ثانوية عامة – بكالوريوس – ماجستير – دكتوراه) والعملي المهني (دبلوم متوسط – دبلوم عالى – دبلومات أخرى متخصصة) بالإضافة إلى سنوات الخبرة العملية التطبيقية للمبتدئ تحت التمرين من 1-3 سنوات والممارس المعتمد من 3-5 سنوات والمتخصص أو الأخصائي من 5-7 سنوات والاستشاري من 7- 9 سنوات، والخبير فيما يزيد عن 10 سنوات على الأقل. وقد نتفق على المبدأ الأساسي ولكن ربما قد نختلف في تفاصيل أو نوعية الشهادة المطلوبة أو الخبرة المرجوة أو عدد السنوات لكل مستوى من المستويات المقترحة فيما سبق.

05 كما يلتزم الإعلامي بأدبيات العلم المعرفي وأخلاقيات المهنة الاحترافية وترتقي فيه مسؤولياته والتزاماته وفقا للتدرج العلمي المعرفي والعملي الوظيفي دون خلط أو تقصير في ذلك لأساسيات المجال التخصصي المتعارف عليها محليا وإقليميا ودوليا. وبالمناسبة هناك العديد من الأمثلة المحلية القريبة من المهنة محليا وإقليميا ودوليا. فليس لدينا أي رغبة لإعادة اختراع العجلة وفى عجلة من أمرنا دون الرجوع للنماذج المتاحة مع أهمية مراعاة الأنظمة والعادات والتقاليد والقيم المختلفة لكل دولة وإن تشابهت في المهن احترافيا.

06 تكون هذه الأدبيات العلمية والأخلاقيات العملية غير خاضعة للجهالة من قبل الإعلامي المبتدئ أوالممارس وصارمة وحاسمة كلما ذات سنوات الدراسة والخبرة. مع أهمية الإلزام بها منذ البداية تفاديا للإشكاليات الجالبة للخطأ أو الخطر.

07 كما يجب الإنذار الرسمي في سجل الممارس المهني أولا وثانيا ثم توجيه الاتهام رسميا في المرة الثالثة، وما زاد عن ذلك من تكرار للخطأ أو أي خطأ آخر تتخذ بشأنه الإجراءات المهنية اللازمة من سحب الترخيص بمزاولة المهنة أو ما يزيد على ذلك في حال استمرار الضرر العام والمهني من تصرفاته لا قدر الله.

08 تزداد قوة وصرامة المحافظة على المهنة والارتقاء بها في حال الحرص على وجود ترخيص بالمزاولة في المقام الأول، شأنها في ذلك شأن المهن الأخرى المعتبرة مثل الطب والهندسة والقانون والمحاسبة وغيرها. لذا يجب الحرص على استصدار ترخيص بمزاولة المهنة من الجهات الرسمية أولا المعتمدة أو بالحصول على هذا الحق وفقا للقواعد المنظمة لذلك، علاوة على الحق المهني الأصيل يسعى لاستصداره من قبل الجمعيات المهنية المتخصصة التي تحكم الصنعة والممارسة والمهنة في نطاق محدد.

09 كما أن الحاجة إلى المزيد من الدراسات الكمية والكيفية والمزيجة المختلفة لتحديد أبرز ملامح المهنة والعاملين فيها بشكل إحصائي سليم وبأعداد كافية وبعينات ممثلة لواقع المجتمع الدراسي والوظيفي والمهني يراعى التطور العلمي والعملي للمهنة في أي سوق من الأسواق التي تمارس فيها.

10 وذلك لمواصلة التحديث المستمر لهذه الإحصاءات والأرقام بشكل دوري وسنوي للوقوف على مستجدات الأمور في مجال التخصص العلمي وكذلك مستحدثات المهنة العملية بشكل متوازن ويفضل أن يكون استشرافيا واستباقيا للاحتياجات المطلوبة وخلال السنوات العشر القادمة في ظل رؤية المملكة 2030م.

11 ويظل استشراف المستقبل أو مجرد الإطلال على الحاضر القريب من أبرز تحديات هذا المجال الإعلامي والذي عصفت به التقنية منذ زمن ليس بقريب، فاهتزت أركانه وعانت مؤسساته وتضاءلت استثماراته.

وعلى الرغم من المعاناة والتحديات إلا أن الأمل في الله لا حدود له، بالإضافة للجهود العلمية والعملية الملخصة، علاوة على الموهبة والشغف بهذا المجال الحيوي والمهم والخطير، ستأتي - بإذن الله - ثمارها يانعة وبناءة، حتى ولو أتت تلك الجهود متأخرة نوعا ما أو نسبيا، وتبقى القاعدة في أن تأتي متأخرا خير من ألا تأتي أبدا، وأن تنتظر الكمال منذ البداية يبقى التحقق صعبا للمنال. ويستمر النقاش الصحي والحوار الإيجابي والجدل الملهم ديدن هذا المجال أو التخصص، ويظل القادم – إن شاء الله - مبشرا بكل الخير والنماء والوضوح، خاصة في ظل رؤية المملكة 2030م.

والله ولي التوفيق.

@aabankhar