حسين باصي

«بتروكيماويات خضراء»

الثلاثاء - 08 ديسمبر 2020

Tue - 08 Dec 2020

يوجد في المملكة العربية السعودية ما لا يقل عن عشر شركات للصناعات البتروكيماوية، وأكثر من 130 خط إنتاج ومصانع بتروكيماوية. هذه الشركات والمصانع تستهلك أكثر من 60% من الطاقة المخصصة للقطاع الصناعي، وذلك حسب ما ذكره المركز السعودي لكفاءة الطاقة.

لا شك في أن الاستهلاك عال جدا، وهذا بالطبع يؤثر على الاقتصاد الدائري منخفض الكربون (أو الاقتصاد الكربوني).

الصناعات البتروكيماوية تتمركز حول خمس مراحل رئيسة، هي:

1. تحضير وتوريد المواد الخام.

2. استحضار وتركيب المنتج الخام من المواد الخام من خلال تفاعل كيميائي واحد أو أكثر.

3. فصل وتكرير المنتج النهائي من المنتج الخام.

4. تخزين المنتج النهائي وتغليفه وشحنه.

5. إخماد ومعالجة الانبعاثات وإدارة المخلفات.

الخطوة الثانية معنية بالتفاعل الكيميائي، وهنالك ما لا يقل عن 25 طريقة، على الرغم من هذا العدد في الطرق، إلا أننا لا نصل إلى المنتج النهائي إلا بعد الخطوة الثالثة الخاصة بتغيير الخصائص الفيزيائية.

هذه المراحل تتطلب كثيرا من الطاقة، ومن المؤسف أن معظم هذه الصناعة تعتمد على الاقتصاد الخطي - أي الذي يعتمد على مدخلات ومن ثم عمليات كيميائية وبعدها مخلفات وانبعاثات. الطريقة الصحيحة في الصناعة هي الاقتصاد الدائري، أي إن المخلفات والانبعاثات يجب التقليل منها وإعادتها إلى دائرة الصناعة مرة أخرى. نفعل ذلك بلبس نظارة التقصي والتدقيق في وحدات الصناعات البتروكيماوية ومراقبتها كالتالي:

  • نظام البخار الصناعي: لا تخلو الصناعات البتروكيماوية من العمليات الحرارية، إذ يعتمد على أنظمة البخار لسهولتها في نقل الحرارة من نقطة إلى أخرى. هنا نركز على تقليل هدر وتسريب الحرارة في النقل، من صيانة وتحسين العزل وتدوير الهدر الحراري وغيرها. نركز أيضا على رفع كفاءة الغلايات بتوليد حرارة أكبر واستخدام كمية وقود أو كهرباء أقل.

  • الأفران الصناعية: في نظام البخار نفسه تكون الحاجة كبيرة لحرارة في الصناعات. هنا الكفاءة عالية ولكن ما زال هنالك مجال للتطوير قد يصل إلى 10% تقريبا. رفع الكفاءة يحصل عندما نراقب ونحسن أمورا عدة مثل: معدل الهواء بالنسبة للوقود المحترق، تحسين ديناميكية الحرارة المتنقلة، دراسة التحول من الأفران الكهربائية إلى أفران الوقود، الصيانة الدورية العامة.

  • المحركات الكهربائية: تشمل كل المحركات بجميع أنواعها والمضخات والمراوح والنفّاخات والضاغطات (كمبريسور). يكون الهدر في كل وحدة من هذه المحركات قليلا نسبيا، لكن بسبب عددها وعملها المتواصل يكون الهدر كبيرا، وبالتالي تكون الحاجة لتحسينها كبيرة. في هذا القسم ننظر إلى 40 عنصرا على الأقل بغرض المراقبة والتحسين.

  • المقطرات: التقطير عملية مهمة في عدد من الصناعات البتروكيماوية. يمكن تحسين عمل المقطرات ورفع كفاءتها من خلال التدقيق في 8 عناصر مهمة تعتمد على نوع المنتج النهائي، مما يحدد أيا من تلك العناصر يكون له التأثير الأكبر في الكفاءة.

  • التكييف والتهوية والإنارة: هنا الموضوع واضح، المعني هو المبنى الخاص بالمصنع، ويحدث الهدر هنا من خلال سوء توزيع المكيفات وعدم إغلاق الأبواب والنوافذ، إضافة للاعتماد الكبير على الإضاءات الكهربائية بدلا من الإضاءة الطبيعية للشمس.


هذا الموضوع له جوانب تقنية واقتصادية كثيرة جدا، وفي هذا المقال أردت أن أوجز ما نفعله عند التدقيق وتحسين ورفع كفاءة المصانع البتروكيماوية كي نحقق الاقتصاد الكربوني المطلوب.

HUSSAINBASSI@