برهن عن حبك للوطن
الثلاثاء - 22 سبتمبر 2020
Tue - 22 Sep 2020
يتكرر الفرح باليوم الوطني كل عام ويرفرف العلم الأخضر وتزدان الشوارع بزينة تعبر عن الفرح، ويكتب الكتاب عن عشق الوطن، ويغني المطربون ألحانا متنوعة، يغرد المغردون في حبه، ويحتفل البعض به بالكعكات الخضراء، والشعارات الجميلة.
هل كل هذه المظاهر تفي بحاجات الوطن؟
لو قال لك أحد ما إنه يحبك؟ هل ستصدق الكلمة أم الفعل؟ للحب دلالات وعلامات، حب الوطن ليس كلمات ولا ألعابا نارية! ولا أن نضع صورة للعلم في الحالة الشخصية وأن نكتب عن تمجيد التاريخ. كل هذا لا يعني أننا وطنيون؟
نعم فالحب أن تعطي وطنك كما تأخذ، وأن نقدم ما يجسد بالأفعال مما يساعد في نماء الوطن بإخلاص العمل، والخوف على المال العام لا بالفساد واستغلال النفوذ. حين تحب وطنك ستحافظ على موارده وثرواته وبيئته.
نماء الوطن وازدهاره سلسلة متراكمة من الأفعال والهمم، خاصة أن شعار اليوم الوطني «همة حتى القمة» الذي يجسد أغنى وأهم مكمن قوة وهو الإنسان بطاقاته وقدراته وهمته. الهمة للجميع، أفرادا وقطاعات وجهات حكومية وخاصة.
أهم ما تمتلكه الكفاح والطموح. حب الوطن أمانة وجدية في العمل والإنجاز وتجديد وتطوير دؤوب.
حب الوطن ليس أحاديث وأصواتا لا تتجاوز الحنجرة، الحب كلمة سهلة ممتنعة، مرتبطة بالفعل والعمل.
هناك من يجزل الخطاب في اليوم الوطني ولكنه أول من يهرب من تحمل مسؤوليات عمله ويتقاعس عن الإنجاز بألف حجة!
قد يختلف البعض مع طرحي، ولعل في الأمثلة الآتية بعضا من التوضيح:
- هناك من يستؤمن على قطاع ويتعامل بسطحية مع المشاكل ويبدأ بحلول سريعة، تلمع صورته ومنجزاته، ويهمل الأبعاد التكاملية عن قصد، هل هذا وطني حقا؟!
- هناك من كلف بأمانة منصب فيتغافل عن حلول طويلة الأجل إما لجهله أو لقلة صبره، والخاسر الكبير هو الوطن والأجيال القادمة.
- هناك من يرعد بفخر عن الانتماء ولا يحافظ على موارد هذا البلد.
- هناك من يتغنى بولائه ولكن لا يتوانا عن تخريب الممتلكات والمرافق العامة!
- هل من يؤخر حقوق الناس ومعاملاتهم وطني؟
- هل المدير الذي يخاف على كرسيه ولا يضع بديلا حقيقيا عنه كما هو مفترض في العمل المؤسسي؛ هل هو وطني؟!
الالتزام بالمسؤوليات المتعددة على اختلاف درجتها صغرت أم عظمت هو مفتاح ازدهار وطننا، قال صلى الله عليه وسلم «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته».
شركات وجهات تقصر في تدريب وإعداد الكوادر البشرية السعودية! ولا تعطيها الوقت والجهد والتدريب الكافي! هل هي وطنية حقا!
قد تجد شركات تتسابق بالتهنئة باليوم الوطني، ولكنها في الوقت نفسه لا تلقي بالا بالمحافظة على بيئة الوطن في هدر الموارد وإدارة عمليات الإنتاج والحد من التلوث المصاحب لبعض الأنشطة، وكذلك في تخلصها من النفايات الناتجة.
قد تجد أمانة ما! تتباهي بلوحات إعلانية تمتلكها عن حب الوطن، وبذات الوقت تقصر كل التقصير في وقف إغراق مياه البحر بمياه الصرف الصحي، وأخرى ظلت إدارة الكوارث فيها حبرا على ورق، تنتظر كل عام موسم الأمطار لتغرق وتتناسى التخطيط الحضري أو العمراني، وتنتظر المقاولين ليرفعوا برك الماء هنا وهناك! كأن كل المشاكل تأتي من العدم في لحظة!
البعض يرضي نفسه وميوله على حساب دينه ووطنه، وينهل في بحر الفساد والأموال والثغرات! ثم يستطيع أن يردد بلسانه: الوطن أولا!
تضيع ميزانيات حكومية في مشاريع مبعثرة وثغرات هنا وهناك، كان بالإمكان تدارك كثير منها بنظرة أكثر شمولية، لو كف البعض عن تبجيل نفسه! فجل ما يهم البعض تذييل اسمه بمدير أو منصب معين، ولا يعي ثقل الأمانة في خوض تفاصيل العمل بفريق واع أن أمانة الوطن تتجلى في التفاصيل وليس في العناوين الرنانة!
الكل يجيد كتابة رؤوس الأقلام، الكل يجيد التوجيه! ولكن من ينفذ بدقة؟
نحن بحاجة لعلاقات حسن الجوار والانسجام بين الجهات لتتكامل فيها الأدوار لنحقق مشاريع وطنية ريادية.
التسابق الإعلامي للجهات المختلفة واستخدام المشاهير للتلميع لن يحقق المنجزات الحقيقية التي يجب أن نتباهى بها، بعد نجاحها وقياس نتائجها على أرض الواقع، وليس أرض الإعلام!
في زمن ولى وانتهى كنا ندرس مادة اسمها التعبير، كان يطلب منا مثلا التعبير عن حب الوطن، وبالمناسبة هي مادة ليت وزارة التعليم تفكر بإرجاعها، فقد فقد الطلاب القدرة على التعبير والصياغة باللغة العربية بغيابها!
يا ترى لو طلب منا كتابة عشرة أمور تبرهن على حب الوطن! هل ستفلح الأغلبية في أن تبرهن عن حبه؟
السؤال العملي: كيف تجعل من الحب منهجا لنماء وطنك؟
هل يتعلم الطلاب في اليوم الوطني حقيقة أن ترجمان الحب هو العمل والإخلاص، وأن مستقبلنا يبنى بسواعدهم لنتغلب بها على العقبات، وأن بناء هذا الوطن لم يكن سهلا ولم يعش أسلافنا رغد العيش، بل كانت عزيمتهم وإصرارهم هما ما صنع الوطن؟
أكبر ثروة تمتلكها الأوطان ي القوة البشرية التي تمثل الثروات الحقيقية المستدامة، وأفضل ما تملكه اليابان القوة البشرية التي مكنتها اقتصاديا وعالميا. تجارب ونجاحات الأمم تدرس ليستفاد منها.
ختاما، إن الاستثمار في الإنسان يصنع الوطن.
هل كل هذه المظاهر تفي بحاجات الوطن؟
لو قال لك أحد ما إنه يحبك؟ هل ستصدق الكلمة أم الفعل؟ للحب دلالات وعلامات، حب الوطن ليس كلمات ولا ألعابا نارية! ولا أن نضع صورة للعلم في الحالة الشخصية وأن نكتب عن تمجيد التاريخ. كل هذا لا يعني أننا وطنيون؟
نعم فالحب أن تعطي وطنك كما تأخذ، وأن نقدم ما يجسد بالأفعال مما يساعد في نماء الوطن بإخلاص العمل، والخوف على المال العام لا بالفساد واستغلال النفوذ. حين تحب وطنك ستحافظ على موارده وثرواته وبيئته.
نماء الوطن وازدهاره سلسلة متراكمة من الأفعال والهمم، خاصة أن شعار اليوم الوطني «همة حتى القمة» الذي يجسد أغنى وأهم مكمن قوة وهو الإنسان بطاقاته وقدراته وهمته. الهمة للجميع، أفرادا وقطاعات وجهات حكومية وخاصة.
أهم ما تمتلكه الكفاح والطموح. حب الوطن أمانة وجدية في العمل والإنجاز وتجديد وتطوير دؤوب.
حب الوطن ليس أحاديث وأصواتا لا تتجاوز الحنجرة، الحب كلمة سهلة ممتنعة، مرتبطة بالفعل والعمل.
هناك من يجزل الخطاب في اليوم الوطني ولكنه أول من يهرب من تحمل مسؤوليات عمله ويتقاعس عن الإنجاز بألف حجة!
قد يختلف البعض مع طرحي، ولعل في الأمثلة الآتية بعضا من التوضيح:
- هناك من يستؤمن على قطاع ويتعامل بسطحية مع المشاكل ويبدأ بحلول سريعة، تلمع صورته ومنجزاته، ويهمل الأبعاد التكاملية عن قصد، هل هذا وطني حقا؟!
- هناك من كلف بأمانة منصب فيتغافل عن حلول طويلة الأجل إما لجهله أو لقلة صبره، والخاسر الكبير هو الوطن والأجيال القادمة.
- هناك من يرعد بفخر عن الانتماء ولا يحافظ على موارد هذا البلد.
- هناك من يتغنى بولائه ولكن لا يتوانا عن تخريب الممتلكات والمرافق العامة!
- هل من يؤخر حقوق الناس ومعاملاتهم وطني؟
- هل المدير الذي يخاف على كرسيه ولا يضع بديلا حقيقيا عنه كما هو مفترض في العمل المؤسسي؛ هل هو وطني؟!
الالتزام بالمسؤوليات المتعددة على اختلاف درجتها صغرت أم عظمت هو مفتاح ازدهار وطننا، قال صلى الله عليه وسلم «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته».
شركات وجهات تقصر في تدريب وإعداد الكوادر البشرية السعودية! ولا تعطيها الوقت والجهد والتدريب الكافي! هل هي وطنية حقا!
قد تجد شركات تتسابق بالتهنئة باليوم الوطني، ولكنها في الوقت نفسه لا تلقي بالا بالمحافظة على بيئة الوطن في هدر الموارد وإدارة عمليات الإنتاج والحد من التلوث المصاحب لبعض الأنشطة، وكذلك في تخلصها من النفايات الناتجة.
قد تجد أمانة ما! تتباهي بلوحات إعلانية تمتلكها عن حب الوطن، وبذات الوقت تقصر كل التقصير في وقف إغراق مياه البحر بمياه الصرف الصحي، وأخرى ظلت إدارة الكوارث فيها حبرا على ورق، تنتظر كل عام موسم الأمطار لتغرق وتتناسى التخطيط الحضري أو العمراني، وتنتظر المقاولين ليرفعوا برك الماء هنا وهناك! كأن كل المشاكل تأتي من العدم في لحظة!
البعض يرضي نفسه وميوله على حساب دينه ووطنه، وينهل في بحر الفساد والأموال والثغرات! ثم يستطيع أن يردد بلسانه: الوطن أولا!
تضيع ميزانيات حكومية في مشاريع مبعثرة وثغرات هنا وهناك، كان بالإمكان تدارك كثير منها بنظرة أكثر شمولية، لو كف البعض عن تبجيل نفسه! فجل ما يهم البعض تذييل اسمه بمدير أو منصب معين، ولا يعي ثقل الأمانة في خوض تفاصيل العمل بفريق واع أن أمانة الوطن تتجلى في التفاصيل وليس في العناوين الرنانة!
الكل يجيد كتابة رؤوس الأقلام، الكل يجيد التوجيه! ولكن من ينفذ بدقة؟
نحن بحاجة لعلاقات حسن الجوار والانسجام بين الجهات لتتكامل فيها الأدوار لنحقق مشاريع وطنية ريادية.
التسابق الإعلامي للجهات المختلفة واستخدام المشاهير للتلميع لن يحقق المنجزات الحقيقية التي يجب أن نتباهى بها، بعد نجاحها وقياس نتائجها على أرض الواقع، وليس أرض الإعلام!
في زمن ولى وانتهى كنا ندرس مادة اسمها التعبير، كان يطلب منا مثلا التعبير عن حب الوطن، وبالمناسبة هي مادة ليت وزارة التعليم تفكر بإرجاعها، فقد فقد الطلاب القدرة على التعبير والصياغة باللغة العربية بغيابها!
يا ترى لو طلب منا كتابة عشرة أمور تبرهن على حب الوطن! هل ستفلح الأغلبية في أن تبرهن عن حبه؟
السؤال العملي: كيف تجعل من الحب منهجا لنماء وطنك؟
هل يتعلم الطلاب في اليوم الوطني حقيقة أن ترجمان الحب هو العمل والإخلاص، وأن مستقبلنا يبنى بسواعدهم لنتغلب بها على العقبات، وأن بناء هذا الوطن لم يكن سهلا ولم يعش أسلافنا رغد العيش، بل كانت عزيمتهم وإصرارهم هما ما صنع الوطن؟
أكبر ثروة تمتلكها الأوطان ي القوة البشرية التي تمثل الثروات الحقيقية المستدامة، وأفضل ما تملكه اليابان القوة البشرية التي مكنتها اقتصاديا وعالميا. تجارب ونجاحات الأمم تدرس ليستفاد منها.
ختاما، إن الاستثمار في الإنسان يصنع الوطن.