فيصل الشمري

تذكروني أنا الشهيد

الخميس - 02 يوليو 2020

Thu - 02 Jul 2020

أنا الجندي الشهيد، رجل من رجال القوات المسلحة السعودية تذكروني. أنا الذي أجبت نداء الوطن عندما تطوعت لخدمة العلم والدين والوطن. من أجل تاج الخدمة العسكرية تركت خلفي الأسرة والأصدقاء، تركت خلفي الأمن والأمان الذي يعتبر عند كثيرين أمرا مفروغا منه.

مع مرور الوقت، استخدمت أسلحة مختلفة: سيف، رمح، بندقية، رشاش. في كثير من الأحيان دخلت المعارك سيرا على الأقدام. ركبت للقتال على ظهور الخيل أو في العربات. في مرحلة أخرى ركبت الدبابات والطائرات.

في الحروب المبكرة كنت أركب سفينة الصحراء، وعلى الخيل كنت مع المؤسس في توحيد البلاد. في مرحلة أخرى كنت أركب ما هو مصنوع من الفولاذ، حتى إنني أخذت في الهواء وأتقنت الطيران في السماء في الطائرات والمروحيات. تطورت مع تطور آلات الحرب وتغيرت مع تغير الزمن.

لكن كان عليّ دائما أنا رجل القوات المسلحة أن أحارب أعداء وطني. لقد حاربت مع المؤسس في حروب توحيد الأمة السعودية في الفترة الممتدة بين 1902 و1932، في التاريخ كتبت أسماء المعارك، حاربت في اليمن والكويت وسوريا ومصر من أجل وطني ومن أجل الأمة العربية.

مع تقدم التكنولوجيا استخدمت نظارات الرؤية الليلية وأنظمة تحديد المواقع العالمية والطائرات بدون طيار والليزر والبصريات الحرارية، لكنني ما زلت أنا رجل القوات المسلحة السعودية الإنسان الذي قام بالعمل دفاعا عن مكتسبات وطنه وشعبه. أنا من قام بدوريات في الجبال أو عبر الصحراء أو عبر الشوارع.

أنا الذي عانيت من الحرارة القاسية والبرد القارس. أنا الذي خرج لمواجهة أعداء أمتنا ومواجهة الشر وجها لوجه.

تذكروني أنا المحارب رجل القوات المسلحة. وتذكروا أيضا أنني لم أكن مجرد محارب. تذكروا أيضا أنني كنت ابنا وأخا وأبا. لقد كنت شخصا مثلك، لدي آمال وأحلام للمستقبل.

رغبت في إنجاب أطفال، أردت أن أرى ابني يتخرج في المدرسة. رغبت بالفرح بزواج ابنتي. أردت تقبيل زوجتي مرة أخيرة. عندما أخبرتها أنني سأكون معها حتى النهاية كنت أعني ذلك.

عندما أخبرت أطفالي بأنني سأكون هناك دائما من أجلهم كنت أعني ذلك. لكني تخليت عن كل ذلك من أجل نداء الوطن.

في تلك المعركة البعيدة في تلك الجبال العصيبة بين الخوف والنار والرصاص، أو في السماء فوق العدو، أو في البحر الذي لا يرحم، حيث قاتلنا ضد العدو وضد أعماق الخوف. هناك في تلك الأماكن كنت على الموعد، خط أمان لوطني المعطاء وأهلي. لم أتردد أنا الجندي والبحار والطيار. وقفت على أرضي وضحيت بحياتي ومستقبلي وآمالي وأحلامي. ضحيت بكل شيء من أجلك يا وطني الغالي.

تذكروني أنا المحارب الشهيد ليس من أجلي ولكن من أجلكم، تذكروا ما ضحيت به حتى تتمكنوا من أن تعيشوا في أمن وأمان.

تذكروا أن الحياة السعيدة والأفراح التي تعيشونها مع أهلكم وأحبابكم قد استشهد رجل القوات المسلحة حتى تتمكنوا من الاستمتاع بها.

عيشوا حياة منتجة لوطنكم لتكرموا بها الأبطال الذين استشهدوا.