عبدالله محمد الشهراني

كورونا.. «ما دريتا» الإصدار الجديد!

الأربعاء - 11 مارس 2020

Wed - 11 Mar 2020

كمقدمة، أكرر ما ذكره أغلب المتخصصين من أن فايروس كورونا خطورته تكمن في سرعة انتشاره فقط، وأن التعافي منه أمر ليس بالصعب، وانتشاره بشكل كبير سوف يحدث شللا في الكيانات الطبية لأي دولة، إذ لا توجد مستشفيات في العالم نسبة إشغالها أقل من 80%، أغلب المستشفيات تعمل بنسبة إشغال 90% إلى 95%، ولذا وفي أغلب البلدان يتعرض الإنسان إلى احتمالية عدم قبوله في مستشفى بسبب عدم توفر سرير شاغر. هذه النسب العالية من التشغيل لا يمكنها أن تستقبل حالات كثيرة دفعة واحدة، وهنا تكمن كما ذكرت خطورة كورونا.

كلنا نحب الماء ولا وجه للشبه بين كورونا والماء. الماء مادة ضرورية للحياة، نشربها ونغتسل بها ولها أوجه استخدام عديدة، نغضب عند انقطاعها ونفرح عند قدومها، لكننا لا نقوى على مواجهتها إن هاجمتنا على شكل «سيل».

أخبار مفرحة والأهم أرقام مبشرة كثيرة (الأرقام أصدق أنباء من الكذب). حتى 10 مارس كان عدد المصابين في العالم 110,022 حالة، نسبة من تماثل للشفاء منهم 56%، ونسبة المتوفين 3% فقط.

الأخبار المفرحة كثيرة، أختصرها على النحو التالي: أولا عدد المصابين في الصين 80 ألفا تقريبا، وعدد من تماثل منهم للشفاء بلغ أكثر من 60 ألف حالة، أي 75% (ثلاثة أرباعهم زي الفل). لم تسجل أي حالة وفاة لطفل، بمعنى آخر المناعة القوية تتغلب على المرض. الرئيس الصيني يعلن السيطرة على الفايروس والدليل أن عدد الحالات الجديدة وصل إلى 19 حالة فقط، اثنتان منها قادمة من خارج الصين.

نأتي إلى السيد «ما دريتا»، وهو شخصية ظهرت في إحدى حلقات «طاش ما طاش»، تنشر الرعب (وتجيب الهم والغم)، لكني أعتقد أن شخصية «مادريتا» القديمة هي خير من إصدارها الجديد. أي نعم كانت تنقل الأخبار المفجعة لكن المعلومات كانت صحيحة، وضرره (وأعني مادريتا) محصور في حيز ضيق، لا يتجاوز الحي أو القرية التي يسكنها.

الإصدار الجديد من مادريتا (الخايب) مروج إشاعات يتحرك بسلاح خطير، جهاز جوال في يده اليمنى وشاحن متنقل في يده اليسرى، تجده عادة في مكتبه الفاخر (المقلّط) بكامل أناقته (س و ف)، ينشر الذعر والرعب في الوتس اب وباقي مواقع التواصل الاجتماعي.

«ما دريتا» الإصدار الجديد يطعن في البيانات الرسمية (يقول عنده معلومات مؤكدة عن 100 حالة في المستشفى الفلاني، و120 حالة في العلاني)، ومن أين لك هذه المعلومات التي لا يعرفها وزير الصحة بذاته؟ ما أقدر أقول (ما أبغى مصدر المعلومة يتضرر)، أصيل والله، المهم، (أسلم)، (ألحق نفسك)، (كيف ألحق نفسي ... أهرب يعني ولا أسلم نفسي!)، لا.. اشتر مواد غذائية لمدة ستة أشهر (انتهى كلامه.. شفاه الله).

لا بد أن يكون هناك رادع قوي لمثل هذه الشخصيات، فليس كل من سمعهم أو قرأ كلامهم يستطيع أن يميز بين الحقيقة والافتراء، والذعر من الأحداث الطارئة على مر العصور كانت نتائجه أخطر من تلك الأحداث نفسها.

  • فايروس »ما دريتا«

  • أخطر من كورونا.

  • مصدر للإشاعات.

  • ينشر الذعر والرعب.




ALSHAHRANI_1400@