عبدالله محمد الشهراني

وقفة استثنائية مع مطارنا الجديد

الأربعاء - 22 يناير 2020

Wed - 22 Jan 2020

أضفت إلى كلمة مطار - وأعني مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة - نون المِلكية للجماعة، لأنه كذلك في الحقيقة، فكل مواطن في مملكتنا ومقيم أيضا له ارتباط وتردد على هذا المرفق الذي يهمه نجاحه لسببين، الأول لأنه يعد البوابة الأولى التي تستقبل ضيوف المملكة وأحد أهم واجهاتها، السبب الثاني هو أن نجاح المطار سوف ينعكس على نجاح رحلتي - كمسافر - في الوصول والمغادرة.

سوف أكون أكثر وضوحا وصراحة، فالمطار في حاجة إلى وقفة كل محب لهذا المرفق بشكل خاص وللوطن بشكل عام. إن المطار في حاجة إلى «وقفة استثنائية». مطار الملك عبدالعزيز يتطلب قرارات سريعة وصلاحيات أكبر. يتطلب مرونة وتقبلا للتغير إلى الأفضل. إن فرق المساحة بين الصالة الجنوبية والمطار الجديد كبيرة جدا ولا يمكن المقارنة بينهما، وحجم التشغيل - ولا أقصد عدد الرحلات فقط - بل أيضا أقصد صيانة ونظافة وتشغيل مرافق المطار، أيضا لا يمكن مقارنته بالمطار القديم. وحيث إن الصالة الجنوبية ما زالت تعمل، فهذا يعني أن مشغل المطار «الطيران المدني» موجود في كلا الموقعين، فضلا عن تواجده أيضا في الصالة الشمالية وصالة الحجاج. هذا الكم الكبير من المواقع سوف يؤثر على موارد المشغل. والحق يقال إن المطار يمتلك - بكل أمانة - كوادر وطنية مخلصة ومحترفة، لكن حجم العمل كبير جدا، وليس هذا هو الدور المطلوب منهم.

وهنا النقطة التي أود الوصول إليها، إذ كيف لمطار بهذا الحجم العالمي أن يتم تشغيله عن طريق المُشرع والمراقب «الطيران المدني»؟ مطار بهذا الحجم لا بد أن يدار عن طريق شركة متخصصة في تشغيل المطارات. وهنا تأتي «الوقفة الاستثنائية التي أقصدها». يعلم الجميع أن المطار كان تشغيله مسندا إلى «شركة شانغي»، وتم فسخ العقد معها لاحقا. وأتصور أن الطيران المدني لديه خطة لإسناد مهمة تشغيل المطار إلى شركة متخصصة أخرى، لكن السؤال: متى ؟، لقد بدأ التشغيل فعليا في المطار الجديد ولا زلنا نخطط!

إن الأمر يتطلب قرارا شجاعا يخرج هذا الموضوع «إسناد تشغيل المطار» من مساره البيروقراطي إلى مسار سريع ومرن. قرار قائد يضع ثقته في مجموعة أسماء - ذات كفاءة - لينطلقوا بمرونة وبصلاحيات ودعم. مرونة تمكنهم من تجاوز بعض التعقيدات في الأنظمة. وصلاحيات توفر لهم الوقت وتمكنهم من إنجاز مرحلة والانتقال إلى مرحلة أخرى. ودعم يزيل من أمامهم أي عراقيل ويضمن لهم إنجاز المهمة في الوقت المحدد. إن التأخر في مهمة إسناد تشغيل مطار الملك عبدالعزيز الدولي إلى شركة متخصصة سوف يؤثر في انطلاق المشروع بالشكل الذي كنا جميعا نتمناه ونطمح له.

يُعرفُ الكِتاب من عنوانه، وعنوانُ الدول مطاراتها.

ALSHAHRANI_1400@