جبريل العريشي

التحول في أساليب العمل بما يحقق رؤية 2030

الأربعاء - 13 نوفمبر 2019

Wed - 13 Nov 2019

ثمة من يرى أن أفضل طريقة لتحقيق ما نريده في هذه الحياة، سواء كان بناء عمل ناجح، أو تحقيق نمو اقتصادي عال، أو حتى - على المستوى الشخصي- قضاء مزيد من الوقت مع العائلة، أو التخلص من القلق الزائد؛ هي وضع أهداف محددة وقابلة للتنفيذ. فهل يكفي ذلك لتحقيق ما نريد، سواء على المستوى الوطني أو المستوى الشخصي؟

يمكننا أن نلاحظ أن أغلب الناس يفعلون ذلك، ولكن العديد منهم يفشلون في تحقيق الأهداف. فكم من مدرب لكرة القدم كان هدفه أن يصل فريقه إلى نهائيات كأس العالم، ولكنه فشل في ذلك، وكم من رجل أعمال كان هدفه أن يستحوذ على شركة منافسة، وفشل في ذلك، وكم من دولة كان هدفها أن تحقق مستوى ما من النمو الاقتصادي، وفشلت في ذلك. كلهم يضعون خططا وينفذونها، ولكن بعضهم ينجح والبعض الآخر يفشل. فأين الخلل؟

نزعم أن الخلل يكمن في عدم تغيير أسلوب العمل.

هب أن شخصا ما يعيش في غرفة غير مرتبة وغير نظيفة، ثم توفرت لديه الهمة والعزيمة فقام بترتيبها وتنظيفها. ولكنه عندما فعل ذلك وضع الأشياء في أماكنها نفسها التي لا يتوقع أن تكون فيها، واستخدم مواد التنظيف نفسها التي لا تلائم البيئة التي يكثر فيها التراب، وترك الكراكيب نفسها التي تجعل الغرفة مزدحمة وصعبة الترتيب، واستمر في وضع الأشياء التي يكثر استخدامها بعيدا عن متناول اليد.. إلخ، فما هي النتيجة؟

النتيجة هي أنه سرعان ما تعود الغرفة إلى الحالة التي كانت عليها، لأن هذا الشخص لم يغير مسببات الفوضى، أي إنه قد عالج الأعراض دون أن يعالج أسبابها.

الحل إذن هو في ضرورة التحول من حالة إلى حالة. من حالة تسبب الفوضى وعدم النظافة إلى حالة تنشر النظام والنظافة وتحافظ عليهما.

وهذا هو المطلوب في مبادرات برنامج التحول الوطني الذي يستهدف تحقيق رؤية المملكة 2030 فهو يعني - بالنسبة لكل قطاع من قطاعات الدولة - التحول من الأساليب الحالية لاستخدام الأشخاص والعمليات والتكنولوجيا والبنية التحتية المادية إلى أساليب جديدة يتم فيها تغيير منهجية العمل ودورته، وتجنب الأخطاء الشائعة، والعودة إلى المسار الصحيح عند الخروج عنه، وإجراء تغييرات صغيرة وسهلة تحقق نتائج كبيرة وملموسة. أما الاكتفاء بوضع أهداف محددة وقابلة للتنفيذ دون إحداث تغييرات جوهرية في أسلوب العمل، فنزعم أنه لا يوفر الضمان الكافي لإمكانية التحقيق الأمين لهذه الأهداف.

كما أن التحدي الرئيس في هذا التحول في أساليب العمل هو أن يكون بالتوازي مع الأعمال التي يجري تنفيذها بالأساليب القديمة حتى لا يتعطل دولاب العمل أو تتعطل مصالح الناس. ومن ثم فهو يتطلب تطويع منهجيات إدارة المشاريع وقياس معدلات الأداء بحيث تضع في الاعتبار إدارة الجانب الإنساني من التحول.

[email protected]