محمد حطحوط

موفي باس.. من القمة للقاع

السبت - 05 أكتوبر 2019

Sat - 05 Oct 2019

شركة موفي باس، بدأت في نيويورك بفكرة جديد في صناعة الأفلام، حيث اشتهرت بعبارة «نحن نتفليكس مسارح السينما»!

نموذج عملها التجاري أول ما بدأت الشركة في 2011 هو أن تشترك بخمسين دولارا شهريا، مقابل مشاهدة عدد لا محدود من الأفلام في أي مسرح سينما يعرض آخر أفلام هوليوود. نموذج الاشتراك الشهري Subscription-Based غزا العالم، وهو مبدأ يقوم على فكرة سعر مغر مقابل خدمة معينة، وتأمل الشركة ألا يشاهد محبو الأفلام أكثر من 5 أفلام شهريا، لأن هذا سيجعلها غير قادرة على تغطية تكاليفها. الفكرة أن يدخل عدد كبير من العملاء، حتى تغطي أرباح العملاء قليلي الاستخدام (فيلم شهريا) خسارة العميل المستهلك لأكثر من خمسة أفلام شهريا.

بدأت موفي باس بهذا النموذج التجاري، ولكن لم تحقق تقدما يذكر، نظرا لأن السعر ما زال مرتفعا بالنسبة للسواد الأعظم من محبي الأفلام في أمريكا، والذي يذهب مرة أو مرتين شهريا، وهي نسبة بدأت تقل مع خيارات أخرى. ولكن في خريف 2017 استحوذت شركة تقنية على الشركة، وخفضت السعر من 50 دولارا شهريا ليصبح 10 دولارات فقط! عشرة دولارات تفتح لك مشاهدة عدد لا محدود من الأفلام في قاعات السينما! تناقل الناس الخبر بشكل جنوني وتضاعف المشتركون بشكل مهول، مما جعل الخدمة تتعطل نظرا للضربة التسويقية

التي قامت بها الشركة. نجحت الشركة تسويقيا في الوصول للعملاء، لكنها لم تحسب حسابها - في تحليل البيئة التسويقية - لتحدي المنافسين، ويأتي في مقدمتهم الدب القطبي الكبير أي إم سي AMC الذي يستحوذ على نصيب الأسد.

العرض كان مغريا جدا، وكانت الشركة تستلهم أنموذج برايم في أمازون، حيث تدفع 79 دولارا سنويا مقابل شحن مجاني ليومين، ومزايا أخرى! يقول جيف بيزوس مؤسس أمازون: عندما طرحت فكرة البرايم، وهي فكرة تسويقية بحتة لزيادة معدل استخدام العملاء للموقع، ضج قسم المالية صارخا: هذا جنون! يضيف بيزوس: عندما تفتح مطعم بوفيه مفتوح، فإن غالب من سيأتيك في أول أيامك أصحاب البطون الكبيرة (الأكيلة)، وغالبا ليسوا فئتك التي تربح منها، ولكن مع الوقت تتمنى أن يزيد عدد العملاء الذين أكلهم خفيف، ليوازنوا مبيعاتك مع الخسائر. فكرة موفي باس بعد العرض الجديد تستخدم تقريبا النموذج نفسه.

واجهت موفي باس مشاكل عدة: أخطاء تقنية كثيرة نغصت تجربة العميل، منافسة شرسة من آي إم سي، حيث فتحت هي الأخرى باقة 3 أفلام شهرية بـ 20 دولارا، وتوجس المستثمرين من أن موفي باس غير قادرة على الوصول للأخضر وتغطية تكاليفها، وهذا ما حدث فعلا قبل أسبوعين فقط في سبتمبر 2019، حيث أعلنت في موقعها الرسمي أنها علقت الخدمة تماما، وتواجه حاليا عشرات القضايا في ولايات مختلفة لأنها لم تف بالوعد التجاري الذي قطعته!

في سنتين فقط.. تحولت من شركة «لخبطت» سوق الأفلام وتصدرت شاشات التلفزة، إلى حكاية حزينة تدرس في قاعات كليات إدارة الأعمال!

mhathut@