طلال الحربي

أندية الأحياء.. ترفيه ورياضة

الاحد - 25 أغسطس 2019

Sun - 25 Aug 2019

تابعت منذ مدة مجموعة من الفيديوهات حول العالم تتحدث عن لعب الرياضة، سواء كرة القدم أو السلة أو غيرهما في الأحياء، خاصة مع الأطفال والشباب دون الـ 15.

لن أدخل كثيرا في عالم رياضة الشوارع في البرازيل والأرجنتين ومصر والمغرب...إلخ، وكم قدمت لنا من أساطير كانوا يلعبون بكرة قدم مصنوعة من الجلود المهترئة ودون أحذية، بين الحارات والأزقة وفي أي مساحة يمكن لأي طفل أن يقف فيها فهي ملعبه الخاص به ورفاقه، وحتى لدينا في المملكة كانت الساحات بين البيوت في الحارات القديمة رغم ضيقها المتنفس الوحيد لكي يمارس الأطفال لعبة كرة القدم وبحدية وتنافسية عالية جدا، كذلك هذه الحارات والشوارع خرجت لنا أجيالا من كبار أساطير كرة القدم السعودية.

الكل يريد ويتمنى أن تعود ممارسة الرياضة عموما وكرة القدم والسلة خصوصا بنظرية رياضة الشوارع والحارات، مع العلم أن كل حي من أحياء المدن السعودية يوجد لديه حديقة فيها ساحات مهيأة للعب، طبعا الممشى والحدائق للجميع وليس فقط للشباب والأطفال ليلعبوا الرياضة، لكن تبقى أنها بديل ممتاز عن الشارع والحارات، وهنا نقول إنه رغم أمنياتنا إلا أن الظروف تغيرت وتطورت بحيث أصبحت نظرية لعبة الشوارع والحارات غير مقبولة ولا مجدية إن لم يتم التعديل والتطوير عليها.

الآن الأطفال والشباب لديهم الانترنت والجوالات والتابات والأيبود، والبلاستيشن والمحطات الفضائية والقنوات الرياضية المتخصصة، لم تعد تلك الساحات وإن وجدت تلبي طموحهم وتقدم ميزة ترفيهية منافسة، حتى إن الأمر وصل إلى فقدان علاقات التواصل بين أبناء الحي الواحد أو الحارة الواحدة، كم من زميل وصديق لعبنا معه في الحارة وفي الشارع وما زلنا على تواصل، لكن الواتس اب وسناب شات والماسنجر اليوم أصبحت بديلا ضيقا على مستوى الداخل، وإن كان الكل يرغب بأن يتابع من خارج إطار حارته وحيه، كذلك قديما لم تكن السيارات والبيوت كما هي اليوم، من يريد أن يتم اللعب بجانب بيته وأمام سيارته؟

لعلي وأنا أكتب هذه المقالة راودتني فكرة إعادة بعض من ذكريات الماضي، ولكن في الوقت نفسه نريد أن نعمل على تطوير مفهوم رياضة الشارع، بحيث تحمل الروح القديمة نفسها وتواكب روح العصر الحديثة، قديما كنا في الشارع نتمنى ملعبا واسعا، لعلنا اليوم في مخيلات أبنائنا نجدهم يريدون شارعا يلعبون فيه، ولهذا فإن فكرة تخصيص ملاعب رياضية في الأحياء ممتازة جدا، ولكن لنحاول أن نصمم لهم شارعا يلعبون فيه، لكي تكون اللعبة تنافسية، وفي الوقت نفسه لو تم الأمر بتنسيق بين هيئة الترفيه والرياضة بعمل تنظيم خاص للأحياء والأهالي والجيران لتأسيس ناد لكل حي.

لا نريد ناديا معقدا أو له مقر أو أمور قد تجعل من الفكرة صعبة التعميم، لكن نريد عمل برنامج بحيث يجري تجميع أبناء كل حي وتشكيل فريق رياضي لكرة القدم أو السلة أو سباق الجري، كل حي له شعار واسم ولون خاص به، ويجتمعون في منزل أحد أبناء الحي، يتدربون في الحدائق والملاعب القريبة منهم، ويتم إنشاء حسابات تواصل اجتماعية لهم بحيث يدخلون أجواء المنافسة، ويشترون لاعبين من حارات مجاورة مقابل زجاجة عطر أو وجبة طعام شهية.

الأمر يحتاج إلى دعم وتنظيم بحيث نجد النصراوي والهلالي والاتحادي والأهلاوي والشبابي والاتفاقي كلهم يلعبون في فريق واحد اسمه نادي حي الصحافة أو النسيم أو البديعة..إلخ، تقارب وتعارف وتواصل، نعود إلى ذكريات الشوارع وأزقة الحارات لكن بروح العصر الحديث وبروح رؤية المملكة 2030، لكي تعود الزمالات والصداقات بين أبناء الحي الواحد كما كانت قديما.

alharbit1@