الهندسة الاجتماعية.. هي الأخطر

الاثنين - 22 أبريل 2019

Mon - 22 Apr 2019

في عصر التكنولوجيا والسوشيل ميديا بات الجميع مهددا بالاختراق وعرضة للاحتيال بفضل هذه البرامج التي أسهمت كثيرا في «التعرية الاجتماعية»، وهي أمر اختياري يحدث بإرادتك لا يفرضه عليك أحد. والتعرية الاجتماعية محصلة لنشر الفرد كل خصوصياته على الانترنت والشبكات الاجتماعية بوعي أو بدون وعي، وهي مرض أصاب معظم فئات المجتمع تحت سطوة حب الظهور والبحث عن الشهرة.

لكن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، بل سهلت ظهور نمط جديد من التقنيات المستخدمة لجعل الناس يقومون بعمل ما أو يفصحون عن معلومات سرية وشخصية لاستخدامها في الاحتيال واختراق الحسابات، وهو ما يطلق عليه «الهندسة الاجتماعية»، ويعرفها البعض بـ «فن اختراق العقول»، وتركز على استغلال نقاط الضعف في ذهن الضحية، واختراق الخصوصيات والمعلومات التي يفترض فيها أن تكون محمية جيدا مثل الأرقام السرية أو البيانات البنكية.

ويركز المهندسون الاجتماعيون بشكل أساسي على اختراق الإنسان، واستغلال نقاط ضعفه للحصول على المعلومات المهمة التي تسهل عملية الاختراق أو الاحتيال عن طريق طرح أسئلة بسيطة يظن الضحية أنها تافهة عن طريق الهاتف أو البريد الالكتروني مع انتحال شخصية ذي سلطة أو فتاة جميلة على مواقع التواصل الاجتماعي، أو ذات عمل يسمح لها بطرح هكذا أسئلة دون إثارة الشبهات، لكن الهاتف أو البريد الالكتروني أكثر طرقه شيوعا.

ويتمتع المهندس الاجتماعي بمهارات اجتماعية وتقنية عالية، ومقدرة على التمثيل وإقناع الضحية أيضا بشكل غير مباشر بشتى الطرق للوصول إلى المعلومات المطلوبة، لذلك فإن رهان المؤسسات والمنظمات كثيرا على قوة أنظمتها الالكترونية وقوة برامج الحماية فيها رهان خاسر ما لم يتوافق معه تحصين وحماية لعقول البشر العاملين فيها من الاختراق، لأن الهندسة الاجتماعية مرحلة متقدمة تعتمد على اختراق عقول البشر، واختراق عقول البشر أسهل بكثير من اختراق الأنظمة الالكترونية حسبما ذكر أشهر المخترقين للأنظمة، والذي نجح ذات مرة في اختراق وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاغون» كيفن ميتنك في كتابه فن الخداع «The Art of Deception»

بقي القول إن الهندسة الاجتماعية أخطر بكثير من القرصنة الالكترونية، وكثير من الشركات والمؤسسات تنبهت لذلك، وأصبح موضوع دراسات علمية تحاول الكشف عن وسائله وأسلحته لما يتضمنه من مخاطر على أمن الشركات والأعمال بشكل خاص، لذا فإن رفع الوعي حول خطورتها يتطلب مزيدا من الجهد، ولا سيما أن الاهتمام بها والتعريف بخطورتها لا يزال ضعيفا على المستوى المحلي.