مي محمد الشريف

هل العقوبات على إيران كافية؟

الخميس - 11 أبريل 2019

Thu - 11 Apr 2019

مع اقتراب الذكرى السنوية الأولى لانسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي وفرض عقوبات تعد الأقسى على إيران، أعلنت أمريكا عن خطوة جديدة لعزل إيران بشكل أكبر، حيث تم تصنيف «الحرس الثوري الإيراني» كمنظمة إرهابية وحذرت الدول والمصارف والمؤسسات المالية من التعامل معه. وقال الرئيس ترمب «هذا التصنيف يوضح بشكل قاطع مخاطر التعامل ماليا أو تقديم الدعم بأي صورة للحرس الثوري الإيراني، لذا فإن كل من لديه تعامل مالي مع الحرس الثوري هو راع ويمول الإرهاب». وبالرغم من فرض عقوبات سابقة على الحرس الثوري الإيراني إلا أن تصنيفه كمنظمة إرهابية سيزيد الخناق عليه اقتصاديا وحركيا.

الحرس الثوري باختصار:

- بعد نجاح الثورة الإيرانية عام 1979، أصدر آية الله الخميني قرارا بإنشاء جهاز عسكري يساند قادة الثورة وأطلق عليه اسم «جيش المستضعفين».

- يعد الحرس الثوري القوة العسكرية المهيمنة في إيران، ويتولى العديد من المهام العسكرية الكبيرة في البلاد وخارجها.

- قد يكون هو الجيش الوحيد في العالم الذي لم يكتف بسطوته العسكرية، وإنما زاد عليها نفوذا اقتصاديا هائلا.

- يسيطر الحرس الثوري على ثلث الاقتصاد الإيراني. ويعتبر ثالث أغنى مؤسسة في إيران.

يتولى الحرس الثوري أنشطة اقتصادية في مجالات النفط والغاز والصناعات والزراعة والنقل البحري والبري والقطاعات المصرفية والبنوك.

هل تكفي العقوبات؟

رغم جدية العقوبات وأهميتها إلا أنها لن تقضي على ملف الإرهاب الإيراني بشكل كامل، بسبب تركيزها على تحركات طهران الاقتصادية والعسكرية في الشرق الأوسط وإهمال أنشطتها غير القانونية في مناطق أخرى. الدول الأفريقية على سبيل المثال، استطاعت إيران وفي فترة قياسية أن تثبت وتؤسس فيها قوة ونفوذا عقائديا واقتصاديا وسياسيا باستغلالها فقر تلك الدول وتقديم المساعدات الخيرية من تعليم وعلاج مجاني، حتى تمكنت في يومنا هذا أن تجعل لها سوقا سوداء في عمليات تبييض الأموال وتجارة تهريب السلاح والمخدرات والألماس بمساعدة المهاجرين اللبنانيين الموالين لحزب الله الإرهابي.

نجحت إيران في برنامجها النووي عبر نفوذها داخل أفريقيا وقدرتها على تهريب مئات من شحنات اليورانيوم المستخرجة من مناجم دول أهمها «ناميبيا ومالاوي والنيجر»، لذلك لا يكاد يمر عام إلا ونجد الرئيس الإيراني أو أحد وزرائه في زيارة لتلك الدول.

التسلل الإيراني نجح في الوصول إلى أمريكا الجنوبية حيث وجد توافقا استراتيجيا معاديا للهيمنة الأمريكية، وتحت غطاء المراكز الثقافية والدينية والإنسانية وغيرها نجح الموالون لها في العمل في مجالات إجرامية وغير قانونية أهمها المخدرات، حيث يجني حزب الله في عمله مع عصابات المخدرات في «كولومبيا والمكسيك والأرجنتين» ثلث ثروته تقريبا. فليس غريبا أن تلجأ إيران لعلاقاتها مع تجار المخدرات وشبكات غسيل الأموال وتجارة السلاح غير الشرعية لفتح أسواق جديدة لتوريد النفط الإيراني المهرب، خارج إطار العقوبات الدولية عليها. وإن استمر الحصار الاقتصادي على إيران ومتابعة تحركاتها غير القانونية بجدية في القارات الأخرى حتما سيؤدي للقضاء عليها.

ReaderRiy@