شاكر أبوطالب

الإعلام.. الرؤية غير واضحة!

الاحد - 07 أبريل 2019

Sun - 07 Apr 2019

‏منذ إطلاق رؤية 2030 في 25 أبريل 2016، ورغم التحديات التي تصاحب خطط التحول والتغيير، إلا أن معظم الوزارات والهيئات أظهرت استجابة يمكن وصفها بالمقبولة، بعد أن اتجهت بتركيز إلى الأهداف والمبادرات المطلوب تحقيقها، وأظهرت تقدما أو تحسنا ملحوظا في أعمالها وخدماتها، في إطار سعي المرافق الحكومية لتمكين الرؤية وتحقيق أهداف برامجها المتنوعة.

لكن الأمر لا يسير كما يرام في وزارة الإعلام التي تعد أكثر الوزارات تغييرا في مستوى قياداتها، فقد تعاقب عليها ثلاثة وزراء خلال السنوات الثلاث الماضية، في دليل على عدم رضا القيادة عن أداء الوزارة والخدمات التي تقدمها، سواء داخل المملكة أو خارجها.

في الموقع الالكتروني لوزارة الإعلام، لا توجد رؤية أو استراتيجية للوزارة، وفي الموقع الالكتروني لرؤية المملكة 2030، وتحديدا في البرامج التي تم إطلاقها حتى الآن، لم أجد أية أدوار أساسية لوزارة الإعلام في الخطط التفصيلية لكل برنامج رغم حاجة الرؤية بشكل عام للإعلام ووسائله لإبراز أهدافها وبرامجها والإنجازات المحققة.

في المؤتمر الصحفي الخاص بإطلاق «برنامج التحول الوطني 2020»، أوضح الوزير الأسبق الدكتور عادل الطريفي أن وزارة الإعلام حددت جملة من الأهداف الرئيسة ضمن البرنامج، أبرزها الاهتمام بالصناعة الإعلامية، من خلال تنفيذ عدد من المبادرات والمشاريع بحلول العام 2020، منها إطلاق مشروع شركة قناة «الإخبارية»، وتأسيس عدد من المراكز الإعلامية في المناطق الرئيسة حول العالم، وتأسيس مركز وطني موحد للحملات الوطنية، والهوية السعودية حول العالم، وإنشاء مدينة إعلامية وأخرى إنتاجية في الرياض، ومركز إعلامي في المشاعر المقدسة لتغطية موسم الحج.

وبخلاف مركز التواصل الحكومي التابع لوزارة الإعلام، لم ألمس أي أثر على أرض الواقع لمبادرات الوزارة، فقناة الإخبارية لا زالت دون الحد الأدنى من الاحترافية والمهنية، وكذلك بقية قنوات التلفزيون السعودي، والصحف السعودية لا زالت تنتظر موتها الورقي بعد الجفاف الإعلاني. وكذلك لم أجد أية أخبار عن تأسيس أية مراكز إعلامية سعودية حول العالم. وأما التغطية الإعلامية في موسم الحج فتعد من أبرز أنشطة الوزارة سنويا، والتحسن فيها بات ملموسا وواضحا للجميع.

وفيما يتعلق بمبادرة إنشاء المدينة الإعلامية في العاصمة، فيعلم المتابع الجيد لأخبار الوسط الإعلامي بأن الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض سبق لها أن وافقت في مارس 2008 على طلب إنشاء مدينة إعلامية في العاصمة السعودية لتكون الأولى في المملكة، ستشمل مباني مكتبية واستوديوهات وأنشطة متعلقة بها في حي القيروان، من الأحياء الشمالية في مدينة الرياض، ولم تذكر الهيئة أية معلومات عن الجهة المستثمرة التي تقدمت بالطلب، ولم تذكر أية تفاصيل عن المشروع. ومن المؤسف أن لا يرى النور، خاصة أن هذا المشروع سيساهم في تطوير مهارات الإعلام والإنتاج للشباب السعودي، وبالتالي خلق محتوى إعلامي مميز.

وبعد استقلال الثقافة وزاريا، والتخفف من أعباء مؤسساتها وفعالياتها، لا زلت أرى بأن الفرصة سانحة لوزارة الإعلام لمواكبة الرؤية الطموحة، وصناعة إعلام متميز ومؤثر وفاعل، من خلال تطوير وسائل الإعلام المقروءة والمرئية والمسموعة لتحقيق تطلعات القيادة الرشيدة، أيدها الله، بالمساهمة في التنمية الشاملة والمستدامة للوطن، وبناء مستويات جديدة من الثقة مرضية للمجتمع السعودي تجاه المحتوى والمنتج الإعلامي، خاصة أن السوق السعودية من أبرز الأسواق المستهدفة إعلانيا في الخليج والعالم العربي.

@shakerabutaleb