فواز عزيز

تصحيح مسار التعليم العالي

السبت - 06 أبريل 2019

Sat - 06 Apr 2019

• قبل سنوات كان الحديث يدور عن ضعف مخرجات «التعليم العام»، وكان المقياس لمخرجات التعليم هو «اختبارات مركز قياس» التي كانت من متطلبات القبول في الجامعات. مضت السنوات وأصبح الحديث عن ضعف مخرجات «التعليم الجامعي»، وأعتقد أن نتائج اختبارات «قياس» تؤكد ذلك، مما يعني أن مشكلة مخرجات التعليم تفاقمت!

• حين كانت الجامعات قليلة كانت «المخرجات» أجود من حالها مع وجود جامعات كثيرة تتشابه في كثير من الأمور بما فيها «التخصصات» التي لا تخدم إلا البطالة في تزايدها!

• وقبل ضعف مخرجات التعليم الجامعي، كان الحديث يدور حول مخرجات الجامعات التي لا تتوافق مع احتياجات سوق العمل، ولا تزال الجامعات لا تسمع النقد أو أنها تسمع ولا تقبل بالرأي الآخر، والآن بإمكانها أن تكتشف الخطأ الكبير الذي ارتكبته بحق شباب الوطن، بمجرد أن تعرض عدد خريجي تخصصاتها بجانب إعلانات التوظيف المتوفرة، وبجانب قصص فتيات يعملن محاسبات في المحلات التجارية بينما يحملن مؤهلات بكالوريوس «فيزياء، كيمياء، حاسب آلي، دراسات إسلامية، لغة عربية...»، وليس في ذلك اعتراض على نوعية العمل؛ لكن كل فتاة منهن قد تفكر بأنه إذا كان مصيرها «محاسبة في محل تجاري» لماذا أمضت 5 سنوات في دراسة اللغة العربية أو أي تخصص لا يخدمها في حياتها العملية؟!

• كثير من الجامعات تفتح تخصصات دون دراسة لحاجة سوق العمل، فتزيد من أرقام البطالة، وعلى سبيل المثال، جامعة سعودية في منطقة ما تفتح تخصص «تغذية» للفتيات، بينما لا يوجد في ذات المنطقة مصنع واحد متخصص في الصناعات الغذائية. سنوات وقسم «التغذية» يخرج فتيات لا يجدن لهن فرصة عمل فيما تعلمنه في الجامعة!

• هل تملك الجامعات أقساما أو مراكز تدرس مخرجاتها بالأرقام والتخصصات ومدى استفادة البلد منها؛ لتقوم بعد ذلك بتقدم المقترحات لتصحيح المسار بخفض أعداد القبول أو إلغاء بعض التخصصات قبل أن تتحول إلى مصانع لإنتاج العاطلين؟

• مضت أكثر من 10 سنوات على تأسيس كثير من الجامعات في المناطق، ومضت 10 سنوات وهي تبتعث طلابا للدراسات العليا، ولا تزال تستقطب أعضاء هيئة تدريس من دول عربية حتى في التخصصات غير العلمية، وهنا نسأل: لماذا لم تكتف الجامعات حتى الآن؟ وهل كان ابتعاثها بلا دراسة حاجتها من التخصصات؟

• مدير الجامعة الذي يمضي 8 سنوات في إدارتها دون أن يحل مشاكل المباني المستأجرة والقاعات الدراسية السيئة ونقص أعضاء هيئة الدريس، ماذا كان يفعل غير تشريف الحفلات والمؤتمرات والندوات؟

• بعد تعيين الدكتور حاتم المرزوقي نائبا لوزير التعليم للجامعات والبحث والابتكار، أتمنى أن تتغير أمور كثيرة في الجامعات، ومنها أن يوحد وقت تعيين مدراء جميع الجامعات بوقت واحد وبفترات ثابتة، ويتم تقييم كل فترة لهم من قبل وزارة التعليم أو أي جهة تشرف عليها بشكل جيد وعلني، وبناء عليه يتم التمديد أو التغيير.

• كنا نسمع سابقا عن استقلالية الجامعات، لكنها لم تستقل بنفسها ولا تزال وزارة التعليم بعيدة عنها وعن مشاكلها طوال السنوات الماضية منذ دمج وزارة التعليم العالي بوزارة التعليم، لكني بعد تعيين

«حاتم المرزوقي» نائبا لوزير التعليم لشؤون الجامعات، أتوقع أن تتغير كثير من الأمور إلى الأفضل - هي أمنية أكثر من كونها توقعا - خصوصا أن «المرزوقي» ابن التعليم الأكاديمي وسبق أن تولى إدارة الجامعة الإسلامية وترك بصمة واضحة.

(بين قوسين)

آخر إحصائية للتعليم الجامعي في موقع وزارة التعليم هي أرقام عام 2017، وتؤكد أن الجامعات السعودية الحكومية والأهلية ومؤسسات التعليم العالي فيها:

• 502 معيد غير سعودي.

(69 منهم في الجامعات الحكومية، 14 في جامعة أم القرى، و54 في جامعة الملك سعود للعلوم الصحية، وواحد في الجامعة الالكترونية).

• 3207 مدرسين غير سعوديين.

(منهم 1008 في الجامعات الحكومية).

@fwz14