الاختبارات الدولية.. وسيلة وليست غاية

الثلاثاء - 02 أبريل 2019

Tue - 02 Apr 2019

تعد الاختبارات الدولية أداة هامة لتقويم الأنظمة التعليمية ومساعدة الدول على تحديد جوانب القوة والضعف لديها للعمل على تحسين وتجويد عملياتها، كما تعد تلك الاختبارات أداة معيارية تهدف إلى مقارنة أداء ومخرجات الأنظمة التعليمية ببعضها للوصول إلى أفضل الطرق والأساليب التعليمية المستخدمة، ويعد اختبار دراسة التوجهات الدولية في العلوم والرياضيات TIMSS من أهم المحكات الدولية في قياس القدرات والمهارات العليا المتعلقة بالعلوم والرياضيات، وهو الاختبار الذي تسعى الهيئة الدولية لتقييم التحصيل التربوي (IEA) خلال الأيام القليلة القادمة لتنفيذه بمشاركة عدد من الدول ومنها المملكة العربية السعودية، وذلك بعد ثلاث مشاركات سابقة عام 2007، 2011، 2015 أظهرت نتائجها تأخر مراكز طلابنا في مختلف المواد والمراحل الدراسية المستهدفة وبشكل مخيب للآمال ولا يعكس حجم الدعم الكبير الذي يحظى به التعليم في المملكة.

لذلك فقد أولت وزارة التعليم اختبارات TIMSS 2019 اهتماما كبيرا وعملت على نشر ثقافة الاختبار وأهمية المشاركة التنافسية فيه مقارنة بالاختبارات السابقة التي عانت ضعف الدافعية وغياب الوعي بأهميتها، إلا أنه وعلى الرغم من أهمية هذا الدعم والمتابعة في تحفيز الميدان وزيادة الدافعية فإن التحسن يظل محدودا ما لم يرتبط بتحسن قدرات ومهارات المتعلمين، حيث إن تنمية تلك القدرات والمهارات وعلاج الفاقد منها يحتاج إلى سنوات من العمل بخطة علمية واضحة المعالم تبدأ من طلاب الصف الأول الابتدائي وصولا إلى جميع مراحل التعليم العام، وتنطلق من مرحلة تشخيصية للواقع يحدد من خلالها فاقد المهارات في جميع المراحل الدراسية وأسباب حدوثه، إلى مرحلة علاجية ترتكز على خطوات إجرائية محددة ومزمنة للوصول إلى المستهدفات المرغوبة، مع أهمية التركيز على الأداء التعليمي وتطوير الممارسات التدريسية داخل الصف الدراسي بما ينعكس على تحسين قدرات ومهارات التفكير العليا لدى المتعلمين للانتقال بهم إلى مستوى توظيف وإنتاج المعرفة.

كما ينبغي ألا يتوقف تعاطينا مع نتائج الاختبارات الدولية على مجرد الترتيب والمقارنة مع الدول الأخرى دون التعمق في نتائج الاختبارات وتحليل أدواتها المختلفة، حيث ينبغي التركيز على تحليل نتائج الاستبانات المصاحبة لتنفيذ الاختبارات الدولية ومنها اختبار TIMSS والذي يشتمل على تطبيق استبانات تحتوي على مجموعة من المتغيرات المتعلقة بالمعلم والمتعلم والبيئة التعليمية، بهدف مقارنة تلك المتغيرات بنتائج المتعلمين ومعرفة مدى تأثيرها على أدائهم ومهاراتهم وقدراتهم، الأمر الذي يتيح للقائمين على التعليم معرفة أهم العوامل والمتغيرات المؤثرة للعمل على تحسينها وتطويرها بما ينعكس على تحقيق النتائج المرجوة وتحسين الأداء والقدرة التنافسية في مختلف المجالات.

@Ahmed_shomrani