عبدالله المزهر

العاصوف بعد العاصفة...!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الخميس - 31 يناير 2019

Thu - 31 Jan 2019

كنت سأكتب عن مسلسل العاصوف بعد نهاية رمضان، ولكني أجلت الموضوع لغاية في نفسي لا أود أن تعرفوها، ولذلك فلن أخبركم بها.

بعضكم، وربما كثير منكم، ويوجد احتمال بأن تكونوا جميعكم تعتبرون أن الحديث عن المسلسل الآن وبعد أشهر من عرضه هو حديث في الماضي الذي لا أحد يهتم له أو يتذكره، وهذا الانطباع ـ المتوقع ـ يشرح كل شيء.

لأن الأحاديث والحوارات والنقاشات حول المسلسل قبل وأثناء عرضه قد تعطي انطباعا بأننا نتكلم عن عمل إبداعي لم يسبقنا إليه أحد من العالمين، لكن بعد انتهاء عرض المسلسل بدا وكأنه لم يكن من الأساس، وهذا « قد» يعطي انطباعا بأن كل ذلك الجدل كان مفتعلا ولأسباب تسويقية لا أكثر ولا أقل، وهذا أسلوب ـ أعني الدعاية السلبية ـ تتبعه القناة التي عرضت المسلسل في كل أعمالها تقريبا، قبل رمضان لابد من حملة مفتعلة ضد القناة يتم من خلالها تسويق برامجها ومسلسلاتها وهذا أسلوب نجح في كل مرة تم استخدامه، ولا زال فعالا ويؤتي أكله. يكفي أن تعرف فقط اسم عمل من الأعمال التي ستعرضها هذه القناة في رمضان المقبل وستستطيع بسهولة تخمين ما سيقال عنه ونوع الجدل المفتعل الذي سيدور حوله.

وعودة على العاصوف فإن الفكرة التي قصمت ظهره ـ إن كان له ظهر ووجه وملامح ـ هي أنه كان يتحدث عن الماضي بعقلية اليوم التي لم تكن موجودة في الفترة الزمنية التي يفترض أن المسلسل يتحدث عنها. لم تكن مشاهده تعبر عن واقع زمني سابق بقدر ما كانت مناكفة لتيار حالي. أتخيل وأنا أتابع بعض المشاهد أن الممثل حين يقول جملته في حوارات المسلسل سيردفها بقوله: أريتم؟ لسنا مثل الناس السيئين الذين سيأتون بعدنا بعشرات السنين.

وهذا الأسلوب يحول المسلسل الذي صرف عليه الكثير من الأموال إلى عمل أشبه بالمسرح المدرسي، الكثير من المباشرة والعبارات الوعظية التي تشبه كلمة طالب في طابور الصباح عن أهمية النظافة.

ولن يغير هذه الحقيقة إثارة الكثير من الجدل وصرف الكثير من الأموال للحديث عنه وكأنه « فتح درامي» سيهز عرش الدراما في كوكب الأرض والكواكب المجاورة. وقد يكون مقالي العظيم هذا ضمن دائرة «الجدل» الذي لا مبرر له من الأساس حول أمر لا يستحق.

أستثني من كل هذا أمرين، الأول هو المقدمة الغنائية للعمل، كانت رائعة ومؤثرة وستعيش طويلا وسينسى الناس بعد فترة أنها كانت جزءا من هذا العمل، والثاني أني لا أخفي إعجابي بالفنان ناصر القصبي، فهو فنان متمكن لكني أتمنى أن يبقى ممثلا فقط، يقدم الدراما للجميع كفنان حقيقي ـ وهو كذلك ـ وألا يستخدم كرئيس رابطة لتشجيع فريق محدد.

وعلى أي حال ..

يقول هتشكوك: الدراما هي الحياة بعد إزالة الأحداث المملة. وأضيف غفر الله لي: أما الدراما التي ننتجها فهي أحداث مملة لا علاقة لها بالحياة.

agrni@