عبدالله المزهر

أسئلة الينبغيات!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الخميس - 15 نوفمبر 2018

Thu - 15 Nov 2018

عدة أسئلة مهمة يجب أن يفكر فيها كل سعودي، وقبل أن أطرح هذه الأسئلة فإنه لا بد من التنويه على أني أحببت فكرة توجيه حديثي «لكل سعودي» مع وجود كلمة «يجب». شعور جميل أنصح من لم يجربه بعد أن يفعل ويعرض قائمته الخاصة بالـ»ينبغيات» التي يجب فرضها على «كل السعوديين». والحقيقة أنها تصلح في كل أرض وفي كل أمة، لكني غير مهتم إلا بالسعودية هذه الأيام.

وعودة إلى الأسئلة: هل أنت على يقين بأن كل ما تسمعه وتشاهده من أخبار وتقارير وتحليلات سياسية هو الحقيقة؟

سأتولى الإجابة عنك ـ وهذا أسهل واجباتي ـ، قطعا أنت لا تعلم الحقيقة، وإن قلت غير هذا فإنك ببساطة تكذب على الناس وفي أفضل أحوال حسن الظن تكذب على نفسك. ربما لديك تصور أو تخيل خاص لكنه ليس قطعيا.

حسنا..

انتهينا من السؤال الأول وهو وقت ملائم للقفز للسؤال الثاني، هل تميل إلى فكرة أن كل هؤلاء الذين يرددون اسم السعودية في كل مكان ويحملونها كل أوزار الكون محبون أم كارهون؟ هل تتوقع أنهم يفعلون ذلك من باب أنهم يريدون لك الخير والسعادة والاستقرار؟

فكر قليلا وقبل أن تجيب فكر في السؤال الثالث: هل وضعك في السعودية سيئ إلى درجة أنك كمواطن تفكر جديا في الهجرة؟ قد تجيب بنعم على هذا السؤال، فبعص الناس يحبون الرحيل دائما، لكن وبصراحة، كم تعتقد أن نسبة أمثالك الذين يفكرون في الرحيل؟

وخلاصة هذا بعد أن توليت بنفسي ـ نيابة عن الشعب ـ الإجابة على الأسئلة البدهية أعلاه هو أنك لا تعلم الحقيقة وجل معلوماتك تتلقاها من كارهين لك ولوطنك ولست قلقا على مستقبلك بالشكل الذي قد يدفعك لترك كل شيء خلفك. لكنك تشك أحيانا وهذا هو مربط الأشياء.

فكل ما يريده منك هذا الإعلام الموجه إلى عقلك هو أن يدخلك مرحلة الشك، أن تشك في كلما حولك، وأنت تساعده بتخيل أمور لا تعرف حقيقتها.

صحيح أنه لا يوجد إعلام مضاد يساعدك في الوصول إلى اليقين، وفكرة الشيلات والصور والقصائد ليست فكرة ناجحة في زرع ذلك اليقين الذي تأخذه معك إلى فراشك قبل أن تنام، ولكنها قد تساعدك في الحصول على يقين خاص بالاستخدام في وسائل التواصل فقط .

المهم هو أن تزرع يقينك بنفسك، وقبل أن تسمح لهم بجعلك تشك في أهلك ووطنك وحقيقتك، فكر فيما تراه حقيقة واترك ما تسمع عنه وما يقال لك وما يراد لك أن تفهم.

وعلى أي حال ..

سيختلف السعوديون ويتفقون، ويواجهون المشاكل ويجتازونها، سيخطئون ويصيبون أكثر، سيفرحون كثيرا وستمر عليهم لحظات صعبة، هذا يقين بنته التجارب وصادق عليه التاريخ وسيؤكده المستقبل إن شاء الله، وسيمر المبتزون وتجار الأزمات والشامتون لئاما كما مروا دائما، وستبقى السعودية والسعوديون في مكانهم كراما كما كانوا دائما.

agrni@