عبدالله المزهر

بقية ما جاء في باب الفوائد!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الاثنين - 22 أكتوبر 2018

Mon - 22 Oct 2018

واستكمالا لما قلته أمس عن العبر والدروس التي «قد» نستقيها من مقتل جمال رحمه الله، فإني أدعو فقط إلى قليل من التدبر، والنظر إلى الجزء المملوء من الكأس، وأنا بالمناسبة أكره هذا المثل وأكره استخدامه، وأعتقد أنه مثل غبي، ولكن الغباء أصبح أسلوب حياة فيما يبدو ولست أقل من غيري.

في باب الدروس نظرة على ردود الأفعال حول هذه القضية، تخيلوا معي أيها السادة والسيدات الأفاضل أن مندوب بشار الأسد يعيرنا بهذه الجريمة، والحقيقة أني لم أعتبر الأمر مستفزا ولا كريها، بل يدل على غرابة هذا الفعل وأنه شيء لا يليق بالسعودية ولا يشبهها، ولذلك لم يجد نظام قتل ملايين البشر من شعبه ومواطنيه على أرضهم وبين جماهيرهم وبكافة أنواع الأسلحة وطرق القتل إلا أن يشتمك لأنك قتلت مواطنا.

وأرجو ألا يعتقد أحدهم أني أهون من شأن قتل شخص واحد، فهو جريمة بكل أوجهه ودلالاته. ولكني أقول إن ردة الفعل الشعبية تجاهها وحتى ردة فعل الحكومة تدل على أن هذا الأمر طارئ ولا يشبهنا. ونتمنى ألا يعود يوما تحت أي ظرف، وأن تتخلص من كل ما يشوه سمعتها. وأتفق تماما مع مندوب النظام السوري على أن مقتل مواطن واحد يسيء للسعودية. لأنها ليست كغيرها.

وأتمنى ألا أكون قد وقعت في الأسطر السابقة في فخ المقارنات والفكرة الغبية التي تقول: بما أن الآخرين يقتلون مواطنيهم فيجب أن يكون الأمر مقبولا لدينا. ليس هذا ما أعنيه ولا ما أتمنى أن تفهموه.

كل ما في الأمر أني أريد التأكيد على فكرة أننا لسنا وحدنا من صدمتهم الحادثة، بل حتى من يظهرون لنا العداء العلني ويتمنون لنا السوء صدمهم الأمر إلى درجة أنهم يشتموننا بهذه الواقعة المؤلمة، وهذا أمر إيجابي يجب البناء عليه.

الدرس الآخر الذي أرجو أيضا أن يكون واضحا هو أن الشعب هو الملجأ الأول والأخير لكل الأزمات، الآخرون يبيعون ويشترون حسب المصالح. أما الشعب فإن مصلحته الوحيدة هي بقاء هذا الوطن متماسكا وقويا وجميلا ومتسامحا. هذه أشياء لا تعني الآخرين. وضحكات الشماتة بعد تأكد مقتل جمال رحمه الله دليل واضح ناصع على أن فكرتهم ليست البحث عن العدالة ولا الانتصار للمظلوم. ولذلك فلن ترضيهم أي نتيجة مهما كانت. لأن الهدف أكبر من مجرد أشخاص مهما علا شأنهم. هدفهم هو السعودية كلها.

وعلى أي حال..

لعل آخر ما سأقوله عن هذا الموضوع هو الدعوة إلى مراجعة كل شيء، والتحقيق في كل شيء، فالذين تصرفوا وقتلوا إنسانا حرام الدم، من شبه المؤكد أنهم تصرفوا بطريقة خاطئة أيضا فيما هو أقل من الدم، ولعلها فرصة لتأكيد أن هذه البلاد كما كنا دائما قدوة وقبلة وأمان.

agrni@