عبدالله محمد الشهراني

ثلث العمر يا مدير!

الأربعاء - 10 أكتوبر 2018

Wed - 10 Oct 2018

هذه رسالة أوجهها إلى جميع التنفيذيين في القطاعين العام والخاص، أنتم تعلمون جيدا أنكم ومن في مقر عملكم تقضون ثماني (8) ساعات يوميا في مقر العمل، لكن «البعض» منكم لا يعلم ما معنى ثماني ساعات في اليوم، نحن نتحدث عن ثلث اليوم ... ثُلث العمر يا مدير!!، هو ليس فقط ثُلث اليوم بل عدد من الساعات نقضيه في مكاتبنا أطول من الزمن الذي ننفقه مع أبنائنا وعائلاتنا أوحتى في نومنا.

لذا لابد أن يتوقف التنفيذي ويستحضر هذا الأمر المهم من حين لآخر، ويعلم أن من أهم مسؤولياته تهيئة بيئة عمل ممتعة ومريحة للجميع، نعم إنها مسؤوليتك وإن لم تكتب في الوصف الوظيفي لمنصبك. حقيقة أشعر بالشفقة على بعض التنفيذيين الذين يضحكون عند مشاهدتهم صورا لمكاتب وقاعات العمل في شركة قوقل (على أساس أن شركته أرباحها 9 أضعاف أرباح شركة قوقل)، لو كنت صاحب قرار لجعلت هذه المجموعة من التنفيذيين يكملون ضحكاتهم في منازلهم. (يعني تبغاني وأنا مدير كبير «قد الدنيا»، أوقف شغلي وأطلب تلفزيون وطاولة بلياردو للموظفين)، نعم (وقّف شغلك) واخلق بيئة عمل يشعر الجميع فيها بالراحة والمتعة.

«بعض» التنفيذيين تجده إما بخيلا على نفسه وعلى من حوله وهذه (مصيبة)، أو تجده لئيما فالمصيبة أعظمُ (مسوي لنفسه «جيم رياضي» أو غرفة استراحة فيها ما لذ وطاب أو كرسي مساج وسينما ... إلخ). وصنف آخر من التنفيذيين يطالبون الموظفين برفع الإنتاجية ومستوى الأداء وهم لم يوفروا لهم الحد الأدنى من متطلبات العمل، يصرخون على موظف يجلس على كرسي (يعزف سيمفونية)، وآخر يعمل على كمبيوتر (صخر)، ومكاتب تجري من تحتها الفئران. أو دورات مياه (وأنتم بكرامة) شبيهة بتلك الموجودة في الطرق السريعة.(يا أخي تألم خل عندك شوي دم).

بيئة العمل المنتجة لا تقتصر على الديكورات وطاولات البلياردو، بل أيضا تعتمد وبشكل كبير على الأخبار الإيجابية والقرارات المحفزة والأوامر «المرنة»، وهنا يأتي دور قطاع الاتصال المؤسسي، إذ لابد أن يشعر الموظفون بأي إنجاز تحققه الشركة أو القطاع، وينشر البشائر المرتبطة بالمستقبل، وأن يكون لقطاع الاتصال المؤسسي دور في صياغة القرارات الإدارية، أما خطابات ممنوع ممنوع ممنوع (ترى شيء يصد النفس)، والخطابات «ذات الرسائل السلبية» هي ليست من الشفافية بل لها تأثير غير جيد ومباشر في أداء القطاع ككل. نصحية لكل مسؤول، راجع قراراتك التي أصدرتها خلال سنة، وانظر كم منها إيجابي محفّز وكم منها عبارة عن أوامر وفرمانات (وقيّم نفسك بنفسك).

مهمة القائد أن يجعل العمل متعة «جاك ويلش».

@ALSHAHRANI_1400