شاكر أبوطالب

الوطن الذي كان حلما!

الاحد - 23 سبتمبر 2018

Sun - 23 Sep 2018

الإلهام وحده المسؤول عن الأعمال الخالدة في التاريخ البشري! فحينما يحضر الإلهام، وحضوره قليل! تحين فرصة نادرة لبناء عمل متكامل، من سماته الابتكار في التفاصيل والأدوات! ولكن ـ وفي أحايين قليلة ـ يكون هذا العمل المبتكر شديد الشبه أو الصلة بمن اختاره الإلهام ووقع عليه!

والقيادة موهبة تولد مع الإنسان، وتنمو بالتأهيل النفسي والعقلي، وتصقل بالتربية والتعليم، واكتساب المهارات الأساسية للحياة والتعايش. ومن أهم مزايا القيادة الثقة بالنفس، والقدرة على التواصل والإقناع وبناء العلاقات، والشجاعة والجرأة في اتخاذ المواقف، واللطف والتواضع في المعاملات، والتفكير الإيجابي، والإيمان بالتغيير.

والحلم مشروع يولد وينمو ويكتمل في الخيال، والإرادة وحدها كفيلة بتحقيق هذا المشروع الحلم وإنجازه على أرض الواقع. فالأحلام متاحة للجميع، وكثير منها مشاريع قابلة للتنفيذ، تحتاج فقط إلى إرادة قوية، لا تكسرها صعوبة البدايات، ولا تسقط أمام تتابع التحديات! وتقاس الأحلام بقوة الإيمان بها، وبقربها من الواقع أكثر من الخيال، وبالقدرة على التخطيط لتنفيذها، وبصلابة الإرادة والعزيمة، وبمواصلة الجهود والمحافظة على التركيز حتى اكتمال الإنجاز.

قبل أكثر من 115 عاما اجتمعت مقومات الإلهام والقيادة والإرادة في شاب طموح لم يكن يملك إلا حلما واحدا، ولكنه حلم كبير يفوق وبكثير أحلام نظرائه وجيله، حلم يراه في منامه ويقظته، ويعيش يومياته في رسم تفاصيله، ولا يكل ولا يمل من التخطيط لتنفيذه، وتخير التوقيت المناسب للبدء في تحقيقه.

الشاب الذي لم يمنعه صغر سنه من التمسك بحلمه الكبير، ولم تكن المسافة الشاسعة عائقا في البدء بالخطوة الأولى، ولم تكن الإمكانات المحدودة حائلا دون الإقدام على المحاولة وتكرارها، ما سبق وغيرها من التحديات؛ كانت محفزة لشاب آمن بحلمه واقتفى أثره.

عبدالعزيز، أو ابن سعود، كان ذلك الشاب، بل كان ذلك الحلم الذي أصبح وطنا، بعد 30 عاما من الخطوة الأولى، وبعد محاولات عديدة لحماية حلمه واتساعه ليستوعب أكبر قدر من المؤمنين به! فتحقق حلمه، وأنجز مشروعه الحضاري غير المسبوق في الجزيرة العربية.

وعلى مسافة 88 عاما من إنجاز عبدالعزيز، نعيش هذه الأيام المباركة احتفالا بذكرى تأسيس الوطن، وفرحة البناء المتصل للمملكة، وبهجة النماء المستمر للسعودية، على أيدي الملوك أبناء المؤسس، يرحمهم الله، ليصبح وطننا ذا مكانة سياسية مميزة، وريادة اقتصادية قوية، ونهضة تنموية شاملة.

واليوم وبقيادة الابن الملك الرشيد، سلمان بن عبدالعزيز، نؤمن بحلم الأمير الطموح محمد بن سلمان، وندعم الرؤية الواعدة 2030، لتحقيق مستقبل مزدهر لوطننا، وتغيير واقع مجتمعنا إلى الأفضل معيشة وتعايشا، بالتزام وإخلاص وانتماء وعمل، مواصلة للحلم الذي اجتمع عليه أجدادنا، وتوحدت على أساسه أراضينا، لتصبح المملكة العربية السعودية وطننا الغالي حماه الله، وحفظ عليه أمنه، وأيد بتوفيقه قيادته وشعبه.

وطني، كل عام أنت الخير والبركة والبهجة.