دبلوماسية الرياض تعيد صياغة الاستراتيجية الأمريكية في الشرق الأوسط

الخميس - 18 مايو 2017

Thu - 18 May 2017

نجحت الدبلوماسية السعودية في إعادة صياغة استراتيجية الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة الرئيس دونالد ترمب حيال قضية السلام في الشرق الأوسط، ومحاولة التوصل لاتفاق بين الفلسطينيين والإسرائيليين.



فقد تعهد الرئيس ترمب خلال حملته الانتخابية في السباق الرئاسي نحو البيت الأبيض بأن أول قرار سيتخذه إذا فاز بالرئاسة هو نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس. وكان هذا الأمر مصدر ترحيب كبير من اللوبي الصهيوني الذي رأى في تعهد ترمب إنجازا كبيرا للدولة اليهودية، لكن حراك الدبلوماسية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز جعل الإدارة الأمريكية تعيد رسم سياستها الخارجية في الشرق الأوسط، خاصة بعد الزيارة الناجحة لولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان إلى واشنطن ولقاء الرئيس ترمب في البيت الأبيض، والذي كان أول لقاء لمسؤول عربي بالبيت الأبيض، لذا كان على الإدارة الأمريكية التفكير في مخرج من الالتزام بتنفيذ الوعد، فظهر وزير الخارجية ريكس تيلرسون بتصريح الأحد الماضي بأن ترمب يحاول تحديد مدى تأثير وفائه بوعده بنقل السفارة في إسرائيل إلى القدس على آماله بالتوسط في اتفاق سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وأضاف في لقاء مع محطة إن. بي. سي «الرئيس حريص للغاية على معرفة كيف يمكن لقرار مثل ذلك أن يؤثر على عملية السلام».



اتفاق جماعي

اتفق خبراء وسياسيون في مصر على أن زيارة الرئيس ترمب المرتقبة إلى السعودية في أولى جولاته الخارجية ستدفع عملية السلام في القضية الفلسطينية، وتؤكد أن السعودية لديها مقومات سياسية كبيرة في منطقة الشرق الأوسط.



فهمي: ثقل استراتيجي

وقال عضو لجنة العلاقات الدولية بمجلس النواب المصري طارق فهمي إن تلك الزيارة تعد من أهم الزيارات السياسية في العالم، وستتجه الأنظار إليها خاصة من الجانب الإيراني وجميع دول الشرق الأوسط، لأنها أول زيارة للرئيس الأمريكي خارج أمريكا، واختياره السعودية بالذات للقاء خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لإجراء مباحثات معه يأتي للثقل الاستراتيجي للمملكة وقوتها في المنطقة العربية.

وأشار إلى أن طاولة المباحثات ستكون حول الأزمات العربية الإسرائيلية وغير ذلك من الملفات الشائكة، مثل اليمن وسوريا والعراق، وأيضا التهديدات الإيرانية. كل تلك الموضوعات الشائكة سيكون لها نصيب الأسد في المناقشات والمباحثات التي تستضيفها الرياض.

وأضاف فهمي أن تلك الزيارة بمثابة إعادة صياغة للعلاقات الأمريكية السعودية بعدما شهدت مطبات سياسية في فترة الرئيس السابق باراك أوباما.



يوسف: راية وريادة

بينما قال الخبير الاستراتيجي بمركز الأهرام للدراسات الدولية الدكتور أحمد يوسف إن الزيارة الأولى لترمب إلى السعودية تؤكد أن السعودية تريد أن توحد الكلمة والمسار العربي والإسلامي تحت راية واحدة لتصبح قوة فاعلة في مواجهة اللوبي الإسرائيلي، وأيضا زيادة التقارب السعودي الأمريكي، باعتبار السعودية شريكا فعليا في منطقة الشرق الأوسط، وأنها قادرة على لم شمل العالمين العربي والإسلامي تحت راية واحدة وبريادة حكيمة.

وأضاف يوسف أنه لا يعتقد أن أمريكا ستنقل سفارتها إلى القدس نهائيا، لأن ترمب صرح بذلك ليكسب أصوات اللوبي الصهيوني في الانتخابات، لكنه يعلم تماما خطورة تلك التصريحات بعد توليه رئاسة أمريكا. ولفت إلى أن ترمب يهدف من زيارة السعودية إلى وضع استراتيجية جديدة لمنطقة الشرق الأوسط بعد فشل موجة الخريف

العربي.



كامل: أهمية جيوسياسية

وبدوره قال أستاذ السياسة الدولية بجامعة القاهرة الدكتور مصطفى كامل إن تلك الزيارة ستشمل بروتوكول تعاون سعودي أمريكي في كل المجالات، بجانب التشاور السياسي تجاه أزمة سوريا واليمن والعراق، كما سيتم خلال المباحثات التطرق إلى الانتهاكات الإسرائيلية لفلسطين والفلسطينيين، وأيضا سيتم التأكيد على الأهمية الجيوسياسية للسعودية في منطقة الشرق الأوسط.



إدريس: الهدف والرؤية

وحول زيارة ترمب أيضا قال الخبير السياسي والاستراتيجي الدكتور محمد السعيد إدريس إن أمريكا تهدف إلى دعم علاقاتها بمنطقة الشرق الأوسط من أجل مصالحها، خاصة بعد تدخلها بشكل مباشر في ضرب بعض المواقع في سوريا، وأيضا بحث سبل التعاون الاستراتيجي في منطقة الشرق الأوسط. وإن زيارة ترمب إلى السعودية كأول دولة في أول جولة خارجية له تؤكد أهميتها القصوى للمنطقة العربية، وستكون نتائجها إيجابية، خاصة أن السعودية لديها رؤية استراتيجية لحماية الأمن العربي تحت راية الإسلام وتوحيد الجهود العربية.