مجزرة «نور الشمس».. مصاب جلل

إسرائيل تستفز العالم وتحتجز جثامين الشهداء بعد 3 أيام من الحصار والتدمير
إسرائيل تستفز العالم وتحتجز جثامين الشهداء بعد 3 أيام من الحصار والتدمير

الاحد - 21 أبريل 2024

Sun - 21 Apr 2024

مصاب جلل يعيشه أهل مخيم «نور الشمس» في الضفة الغربية بعد مجزرة دموية نفذها الاحتلال الإسرائيلي، راح ضحيتها 14 شهيدا وعشرات الجرحى، بعد 3 أيام من الحصار والقصف والتدمير.

كابوس حقيقي مر بأهل المخيم الذي يتجاوز سكانه 14 ألف فلسطيني على مدار 72 ساعة لا إنسانية، بعدما استباحت قوات الاحتلال دماء الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية وجميع الأراضي المحتلة، نظير الصمت المريب للمجتمع الدولي، والتمادي في انتهاك حقوق الإنسان وقوانين الأمم المتحدة ومجلس الأمن.

عم الإضراب الشامل مدن الضفة والقدس أمس حدادا وغضبا على القتلى الذين سقطوا برصاص القوات الإسرائيلية في مخيم نور شمس بطولكرم في الضفة الغربية، وانضمت المجزرة الجديدة إلى عشرات المجازر التي ترتكب يوميا.

مسيرات غضب
عم الإضراب جميع المحافظات الفلسطينية، تنديدا بالمجزرة وبالعدوان المتواصل على قطاع غزة لليوم الـ198، وتوقفت جميع مناحي الحياة، وأغلقت المدارس والجامعات والمحلات التجارية، وسط دعوات جماهير بالاستمرار بفعاليات المواجهة مع الاحتلال في كل مدينة وقرية ومخيم، والخروج بمسيرات غضب.

وشهدت المواصلات العامة إضرابا في جميع الخطوط، وكانت حركة المواطنين طفيفة، كما أغلقت المصانع والمعامل أبوابها، فيما عطلت البنوك والمصارف العمل بناء على قرار من سلطة النقد.

وأعلنت حركة التحرير الوطني الفلسطيني «فتح»، الإضراب الشامل، غضبا على دماء شعبنا النازفة في طولكرم وغزة، ودعت كل أبناء شعبنا إلى الوحدة، إسنادا لأهلنا في طولكرم وغزة.

ضرب وتنكيل
أكدت وزارة الصحة الفلسطينية ارتفاع حصيلة العملية العسكرية الإسرائيلية في مخيم نور شمس بمدينة طولكرم بالضفة الغربية إلى 14 شهيدا، وعشرات المصابين.

وقالت الصحة الفلسطينية إنها تمكنت من انتشال جثامين 13 شهيدا فلسطينيا من مخيم نور شمس بطولكرم، خلال الساعات الأخيرة، وعقب انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي، مما رفع حصيلة ضحايا هجوم الجيش الإسرائيلي على المدينة والمخيم إلى 14 شهيدا.

وأشارت إلى أن قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي تواجدت في محيط مستشفى طولكرم الحكومي، وأعاقت عمل طواقم وسيارات الإسعاف، في حين تعاملت طواقم الإسعاف مع أكثر من 40 مصابا ما بين الرصاص الحي والضرب والتنكيل، وبحسب الوزارة، فإن 483 فلسطينيا استشهدوا في الضفة الغربية جراء التصعيد الإسرائيلي.

غطاء ناري
اقتحم جيش الاحتلال الإسرائيلي مخيم نور شمس منذ الخميس الماضي، تحت غطاء ناري مكثف من الطائرات المروحية، وفجر عددا من المنازل التي قال إنها كانت تؤوي مسلحين من فصائل المقاومة الفلسطينيين.

وانسحب جيش الاحتلال الإسرائيلي مساء السبت، من حارة العيادة في مخيم نور شمس، مخلفا دمارا كبيرا في البنى التحتية وشبكات الكهرباء والمياه والاتصال والإنترنت، وتدميرا لمنازل عدد من الفلسطينيين.

ووصف المسعف المتطوع توفيق قانوح (25 عاما) مشاهد قصف المنازل وإجبار ساكنيها على تركها تحت التهديد، وعمليات هدم الأسوار والجدران والمحال التجارية بجرافات الاحتلال المجنزرة بأنها فظيعة، وقال إن قوات الاحتلال قطعت الطرق بين حارات المخيم، وفرضت حصارا مشددا على كل حارة فيه، فيما منعت فرق الإسعاف من دخوله وانتشال الجرحى والشهداء.

تفتيش البيوت
أكد قانوح أن الناس خرجت من المنازل القريبة من الشارع الرئيسي في حارة المنشية، ودخلت إلى منازل متطرفة في أزقة المخيم، «أقول لكم إن العائلات تتجمع في بيت واحد، كل 4 أو 5 عائلات تتجمع معا، لكن قوات الاحتلال تدخل من بيت لبيت للتفتيش، وللبحث عن مقاومين بحسب ادعاءاتها».

وفيما تمكن الأهالي من إجلاء نحو 6 شهداء و27 جريحا في حارة العيادة في وسط المخيم، احتفظت قوات الاحتلال الإسرائيلي بـ4 جثامين، وأكد الأهالي وجود 6 شهداء في ثلاجة مسجد المخيم في حارة العيادة.

ويشير المسعف إلى حجم الدمار الكبير بالمباني والبيوت، إضافة للبنى التحتية، يقول «لقد دمروا المخيم بشكل كامل، وهذا يوحي لفكرة واحدة، وهي محو المخيم من أساسه وإجبار الناس على تركه».

أصوات الانفجارات
يؤكد المسعف أن الاحتلال قسم المخيم إلى 3 أقسام، حارة المنشية التي يحاصرها من كل مداخلها، وتسمع فيها أصوات الانفجارات بشكل مستمر ومتقارب، وحارة العيادة التي تم فيها تجميع الجرحى والشهداء ممن استطاع الأهالي الوصول إليهم، وأخيرا حارة الدمج التي ما زالت أصوات الانفجارات تسمع فيها.

وفي حين تستمر قوات الاحتلال بقصف المنازل داخل المخيم بقذائف الأنيرجا والقذائف المحمولة على الكتف، تتواصل الاشتباكات بين المقاومين وقوات الاحتلال، ويقول شهود عيان إن قوات الاحتلال تعمل على تبديل مستمر بين جنودها، إضافة لإرسال تعزيزات من وقت لآخر إلى داخل المخيم.

وطال الدمار نحو 60 منزلا في حارة المنشية، من بينها نحو 15 منزلا دمرت بشكل كامل، ويقول المسعف «القذائف لم تتوقف منذ عصر الخميس، وهو الوقت الذي بدأ فيه حصار المخيم، لكنها ازدادت بشكل لافت منذ صباح السبت».

وضع مأساوي
وصف مسؤول خدمات المخيم فيصل سلامة الوضع بأنه مأساوي وقال «الناس يعيشون دون ماء ولا كهرباء، واليوم قطع الإنترنت والاتصالات، لا أحد يمكنه دخول المخيم، الهلال الأحمر حاول التنسيق مع الصليب لإجلاء الجرحى ونقل الشهداء، لكن مع ذلك تم منع سيارات الإسعاف من الدخول لأي من حارات المخيم».

وتتوارد أخبار بوجود عدد من الشهداء في أزقة المخيم، إضافة لوجود جرحى في البيوت، في حين يحاول الأهالي معالجتهم بطرق تقليدية، كتضميد الجراح ولفها بقطع من القماش بهدف تخفيف النزيف.

يرى سلامة أن قوات الاحتلال تهدف من اقتحاماتها للمخيم وتدمير البنى التحتية والمنازل فيه أن تصبح المخيمات بيئة طاردة للناس، ويقول «طبيعة الإنسان تسعى للبحث عن الأمان والهدوء والاستقرار، الاحتلال يحاول أن يسلب أهالي المخيم الأمن والأمان، ويسعى لجعلهم يعيشون بخوف وقلق على مصير عائلاتهم وأطفالهم».

تصفية الأونروا
يعد أهالي «نور شمس» محاولات الاحتلال لطردهم من المخيم وتهجيرهم منه بعد تدميره وقصف بيوتهم غير مجدية، ويقول سلامة إن الناس هنا لا تستطيع ترك منازلها والرحيل، 90% من سكان المخيم لا يملكون القدرة على إيجاد منزل خارج حدود المخيم».

وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي محمد مصطفى أن استهداف المخيمات وتدمير بنيتها التحتية وتهجير سكانها هو جزء من مخطط تصفية وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين-الأونروا».

وبالتواكب استشهد 16 فلسطينيا على الأقل بينهم 9 أطفال فجر أمس، بعد غارات جوية وقصف بالمدفعية الإسرائيلية لمنازل في مدينة رفح جنوب قطاع غزة.

وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية أن 8 فلسطينيين استشهدوا، بينهم 5 أطفال وامرأتان، في غارات إسرائيلية على منزلين في مدينة رفح، كما استشهد 5 بينهم 4 أطفال، وجرح آخرون، في قصف استهدف منزلا في شرق رفح.

مخيم نور الشمس:
  • 14,000 عدد سكانه
  • 1951 تاريخ تأسيسه
  • 49 قرية وبلدة بالمخيم
  • 300 متر تفصل بين جزأي المخيم